النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

سفير تركيا بالقاهرة صالح موطلو شن: وزير الخارجية د. بدر عبد العاطي سيزور أنقرة غدا لحضور اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة للتحضير لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى

هالة شيحة -

أعلن سفير تركيا بالقاهرة صالح موطلو شن ان وزير الخارجية بدر عبد العاطي سيزور أنقرة غدا الاربعاء لحضور اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة للتحضير لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى
وقال ان الاجتماع سيناقش تنسيق التحضيرات لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى المقبل، وتحديد الخطوات التي سيتم اتخاذها بين البلدين في الفترة المقبلة من خلال التشاور.

و حول اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة بين مصر وتركيا اوضح شن انه خلال اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة المنعقد في أنقرة سيتم تنسيق الاستعدادات لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى القادم، وسيتم اتخاذ القرارات بالتشاور حول الخطوات التي سيتم اتخاذها بين البلدين في الفترة المقبلة.

وردا على سؤال حول ما هي التطورات والمؤشرات الملموسة بين تركيا ومصر في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها؟ وما الذي تفعله الحكومتان للحفاظ على العلاقات وتنسيقها؟

قال السفير شن: العلاقات السياسية بين تركيا ومصر بدأت تكتسب زخمًا في نوفمبر 2022، وعادت إلى مسارها الطبيعي بسرعة مع إعادة تعيين السفراء في منتصف عام 2023. وكان أبرز مؤشر ملموس على ذلك هو إنشاء مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا ومصر في فبراير 2024، برئاسة الرئيسين: الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأصبح المجلس بمثابة الهيئة الرئيسية التي تنظم وتوجه جميع أشكال التعاون بين البلدين.
وقد أجري الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة إلى أنقرة في سبتمبر ردا على زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان الثنائية التاريخية في فبراير. وعُقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى في أنقرة بمناسبة هذه الزيارة. وخلال هذه الزيارة، تم توقيع 17 اتفاقية وهذه الاتفاقيات حددت الإطار العام للتعاون بين تركيا ومصر في مختلف المجالات في المرحلة الجديدة.
وأضاف السفير شن ان الرئيس رجب طيب أردوغان زار العاصمة الإدارية في ديسمبر 2024 لحضور قمة مجموعة الدول الثماني النامية، وزار شرم الشيخ في أكتوبر 2025 بمناسبة قمة شرم الشيخ للسلام. حيث زار الرئيس رجب طيب أردوغان مصر ثلاث مرات بهذه الطريقة خلال العام والنصف الماضيين. ومن المقرر عقد الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى في النصف الأول من عام 2026، وسيرأس هذا الاجتماع مرة أخرى كل من الزعيمين. ومن المتوقع أيضًا أن يزور الرئيس رجب طيب أردوغان القاهرة بمناسبة هذا الاجتماع.
كل هذه الزيارات وتأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى تشير إلى بداية عملية تعاون استراتيجي حقيقي، وتعزيز العلاقات الاستراتيجية، والتعاون الشامل بين البلدين.

وتطرق السفير شن الى الجانب الاقتصادي موضحا أن حجم التجارة سجل رقم قياسيًا العام الماضي، متجاوزًا 8 مليارات دولار بحلول عام 2024. وتُعدّ اتفاقية التجارة الحرة الإطارَ الأهمّ الذي يُنظّم التجارة بين البلدين. وقد وقّعت تركيا اتفاقيات تجارة حرة مع العديد من الدول، وتدعمها. وبصورة أساسية، اعتمد الاقتصاد التركي نموذج نموّ مُوجّه نحو الخارج. في حين عجزت بعض الدول عن تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بسبب تنافسية الاقتصاد التركي، نجحت مصر وتركيا في الحفاظ عليها وتطبيقها. وهذا يُظهر قوة الاقتصاد المصري ويعكس التزامًا بتعميق العلاقات الاقتصادية بين تركيا ومصر. ويتمثل التطور الأبرز في العلاقات الاقتصادية التركية المصرية في الاهتمام المتزايد من جانب المستثمرين بمصر. فقد تم إطلاق أو تنفيذ العديد من الاستثمارات التركية في قطاعات مختلفة، لا سيما قطاع المنسوجات، منذ عام 2022.

وأضاف السفير شن "من أبرز هذه الاستثمارات افتتاح مصنع بيكو للأجهزة المنزلية مثل الفرن والبوتجاز في العاشر من رمضان، ووضع حجر الأساس لعدد من مصانع شركة هيات كيميا في العين السخنة، والاستثمارات المتنامية بسرعة في منطقة القنطرة غرب، ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وقد تم بالفعل افتتاح مصنع في منطقة القنطرة غرب،ويجري حاليًا بناء ثلاثة مصانع أخرى على الأقل. لان مصر تُعدّ وجهةً مثاليةً للاستثمار للشركات التركية. ويُعد انخفاض تكلفة القوى العاملة المصرية الماهرة أحد الأسباب الرئيسية لذلك.
كما يُسهّل موقع مصر الجغرافي وطرقها البحرية الرئيسية التجارة. تُعدّ اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز) بين مصر والولايات المتحدة حافزًا هامًا للمستثمرين الأتراك ، ومن المؤكد أن هذا التوجه سيستمر."

وأفاد السفير شن "ان اقتصادَي البلدين سيزداد ترابطًا وتشابكًا مع مرور الوقت، بالنفع المتبادل، ويدعمان بعضهما البعض، كسفن مترابطة. وبالطبع، هناك عامل مهم آخر مهم في هذا الإطار وهو النقل البحري السريع والرخيص والكثيف للغاية بين البلدين. ونعتزم تنويع هذا النقل البحري من خلال إضافة خدمات خط سفن (RORO). والسياحة قطاعٌ آخر سريع النمو بين البلدين.
وقد أدى تطبيق مصر شروط الحصول على التأشيرة عند الوصول للمواطنين الأتراك إلى زيادة عدد السياح القادمين إلى مصر من تركيا بمقدار ثلاثة أضعاف على الأقل.
وقد يتضاعف هذا العدد خمسة أضعاف هذا العام. ونحن في تركيا نفضل زيارة المواطنين الأتراك إلى مصر على غيرهم من الدول.
وندعو المواطنين الأتراك لزيارة مصر، سواء لقضاء عطلة على شاطئ البحر أو لمشاهدة آثار من التاريخ والثقافة التركية المصرية المشتركة. ويسعدنا استمرار نمو هذه الأعداد.
معتبرا ن افتتاح المتحف المصري الكبير مُشجعً للغاية. لقد زرنا المتحف المصري الكبير بالفعل خلال زيارة وزير النقل والبنية التحتية التركي. والتقينا بالعديد من الأتراك هناك، ونلمس اهتمامًا واضحًا.
كما ذكرتُ، يتم تنسيق وتوجيه العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية التركية المصرية في إطار مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى."
من جهة أخرى سيجري وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي زيارة الى أنقرة لحضور اجتماع لمجموعة التخطيط المشتركة للإشراف على الاستعدادات لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى.
في هذا الاجتماع، سيتم تنسيق الاستعدادات لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى القادم، وسيتم اتخاذ القرار للخطوات التي سيتم اتخاذها بين البلدين في الفترة المقبلة من خلال التشاور. لذلك، يمكننا القول إن مجلس التعاون الاستراتيجي يعمل بشكل جيد.

كما تنعكس الزيارات المتبادلة بين الوزراء على تطور العلاقات بين تركيا ومصر. حيث زار وزير النقل بتركيا مصر لحضور مؤتمر TransMEA، والتقى بنائب رئيس الوزراء ووزير النقل السيد كامل الوزير. وخلال هذا الاجتماع، أشاد وزير النقل بالتنظيم الممتاز للمؤتمر من جانب مصر، وشدد بشكل خاص على حسن تنظيم المعرض. كما أعرب عن تقديره لأنشطة تطوير البنية التحتية الجارية في مصر، وزار العاصمة الإدارية الجديدة. وأعرب عن تقديره للعاصمة الجديدة. ومن المقرر أيضًا أن يزور وزير الصحة ووزير التجارة مصر خلال الفترة المقبلة.

وبالمثل، كان وزير التجارة الخارجية والاستثمار المصري، حسن الخطيب، في تركيا لحضور اجتماع مجلس التعاون التجاري والاقتصادي للدول الإسلامية الكومسيك.
كما التقى مستثمرون أتراك خلال هذا الاجتماع. وعندما التقيت بوزير التجارة الخارجية والاستثمار، حسن الخطيب، أخبرني أن زيارته إلى إسطنبول كانت مثمرة للغاية. كما سيُعقد معرض EDEX للصناعات الدفاعية قريبًا جدًا. أوصيكم بمتابعة معرض الصناعات الدفاعية المصري عن كثب. لانه سيوفر نظرة ثاقبة رائعة على الوضع الحالي للعلاقات التركية المصرية.

وبسؤاله عن الأنشطة الثقافية والفنية المخطط لها بين تركيا ومصر في الفترة المقبلة؟
أجاب قائلا نحن نولي أهمية بالغة للتعاون الثقافي والفني في العلاقات التركية المصرية. ويمكنني القول إنه بالنظر إلى مصر، ترى المؤسسات التركية مجالاتٍ عديدة للتعاون في المجال الثقافي.
وأود أن أؤكد أننا، في تركيا، على استعداد لبذل كل ما يلزم للحفاظ على ثقافتنا وتاريخنا المشترك وتعزيزهما، وللتعاون مع المؤسسات المصرية المعنية بجميع السبل، بما في ذلك التعاون الفني وبناء القدرات. تُعدّ مصر، ومدينة القاهرة تحديدًا، كنزًا ثمينًا للشراكة التركية المصرية، ونرى أن هناك الكثير مما يجب القيام به للحفاظ على ثقافتنا وتاريخنا المشترك وتوثيقهما. نحن على استعداد لتقييم وحماية هذه الكنوز معًا. هذه أولوية لدينا. لدينا العديد من المشاريع في أذهاننا وعلى طاولة النقاش، ونعتزم تطويرها تدريجيًا. وبصفتنا سفيرًا لتركيا، أمضينا عام ٢٠٢٥ منخرطين بكثافة في الأنشطة الفنية والثقافية، حيث يصادف عام ٢٠٢٥ الذكرى المئوية للعلاقات التركية المصرية. وبدل من التركيز على الفعاليات التي قمنا بها يمكن، يمكنا التحدث عن الأنشطة التي سننظمها مع نهاية العام، فإننا نخطط لإقامة معرض للخط العربي في الجمعية الجغرافية المصرية. يُعد الخط العربي فنًا إسلاميًا متطورًا للغاية في تركيا. سنستضيف في هذا الحدث نخبة من الخطاطين المتميزين من رئاسة الشؤون الدينية التركية، حيث سنعقد ورش عمل ونعرض أعمالهم في مجال الخط العربي.
كما سيتم عرض أعمال خطية لعائلة سوفي زاده من مصر في هذا الحدث. وبالمثل، سننظم معرضًا لفساتين الزفاف التركية التقليدية وحفلًا موسيقيًا تركيًا كلاسيكيًا في 19 نوفمبر. سيكون هذا الحدث الأهم لدينا لهذا العام.
سيزورنا فنانون مرموقون من هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT) وسيقدمون مقطوعات موسيقية تركية ومصرية إلى جانب فنانين مصريين.
واكد أن معرض فساتين الزفاف التركية التقليدية سيحقق نجاحًا كبيرًا في مصر. ومن الفعاليات القيّمة الأخرى زيارة الفنانين والمخرجين من تركيا للمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي السادس والأربعين. وًسنقيم حفل استقبال على شرفهم، ونخطط لاستضافة فنانين مصريين بارزين هناك أيضًا. ستؤدي جميع هذه الأنشطة إلى نوع من المشاهد التي لطالما تمنيناها بين بلدين شقيقين، تركيا ومصر. أستطيع القول إن هذه الأنشطة ستعزز الود بين البلدين الشقيقين، وتعزز ذكرى ماضيهما المشترك، وتتيح لمحة عن ثقافتيهما الحديثة. أنا شخصيًا اتطلع إلى مهرجان القاهرة السينمائي السادس والأربعين.