بعد شكوى المواطنين... مواصفات الخبر المدعم بعد رفع جودته

شهدت الأيام الماضية تزايدًا في شكاوى المواطنين من تراجع جودة رغيف الخبز المدعم، الأمر الذي دفع وزارة التموين إلى التحرك لاعتماد مواصفات قياسية جديدة تضمن إنتاج رغيف بجودة أفضل، يليق بالمواطن المصري، باعتباره من السلع الأساسية التي تمس حياة ملايين الأسر يوميًا.
وفي هذا الإطار، أكد خالد فكري، رئيس شعبة أصحاب المخابز بغرفة القاهرة التجارية، أن جودة رغيف الخبز المدعم ترتبط ارتباطًا مباشرًا بنوعية الدقيق المستخدم في عملية الإنتاج، مشددًا على أن الالتزام بالمعايير الفنية هو الضمان الوحيد للحصول على رغيف جيد من حيث الطعم والمظهر والتماسك.
الدقيق مفتاح جودة الرغيف
وأوضح فكري في تصريحات تلفزيونية عبر قناة "إكسترا نيوز" أن الدقيق المستخدم في إنتاج الخبز المدعم يجب أن يكون بنسبة استخراج 87.5%، مشيرًا إلى أن زيادة نسبة الاستخراج ترفع كمية الردة في الدقيق، ما ينعكس سلبًا على جودة الرغيف، فيخرج أقل تماسكًا وأضعف من حيث المذاق والملمس.
وأضاف أن الحل يكمن في اعتماد مواصفات ثابتة للدقيق تراعي التوازن بين الجودة وتكلفة الإنتاج، لضمان الحفاظ على تماسك الرغيف واستمرارية جودته حتى وصوله للمستهلك.
مواصفات جديدة لضبط الإنتاج
وأشار فكري إلى أن خلط القمح المحلي بالمستورد يعطي نتائج أفضل من الاعتماد على القمح المستورد فقط، نظرًا لتكامل خصائص القمحين في إنتاج دقيق أكثر توازنًا.
وبحسب المواصفات الجديدة المقترحة، يجب أن يكون وزن الرغيف 90 جرامًا وقطره 20 سم، وأن تكون طبقته السطحية غير ملتصقة عند الشطرين. كما أكد أن أي مخبز ينتج خبزًا غير مطابق للمواصفات سيتعرض للمخالفة الفورية من قبل الأجهزة الرقابية.
أزمة تكاليف الإنتاج
من جانبه، أوضح خالد صبري، المتحدث باسم شعبة المخابز، أن تأخر وزارة التموين في إصدار القرار الخاص بتحمل فارق تكلفة إنتاج الخبز المدعم بعد زيادة أسعار السولار الأخيرة تسبب في أزمة لدى المخابز، التي تحملت الزيادة لفترة تجاوزت عشرة أيام دون تعويض من الدولة.
وأشار إلى أن القرار الأخير لم يشمل تعويض تلك الأيام، ما دفع بعض المخابز إلى الاستدانة لتغطية تكاليف الإنتاج اليومية، لافتًا إلى أن الشعبة بصدد تقديم مذكرة رسمية لوزير التموين لصرف الفارق المالي الذي يقدر بنحو 400 جنيه يوميًا لكل مخبز على مستوى أكثر من 10 آلاف مخبز بالمحافظات.
استقرار الخبز السياحي
وحول الخبز السياحي (غير المدعم)، طمأن صبري المواطنين بأن الأسعار مستقرة منذ رفع أسعار السولار، موضحًا أن تراجع أسعار الدقيق في السوق المحلي ساعد على امتصاص أي زيادات محتملة في الأسعار.
وأكد أن الدقيق يظل العامل الحاسم في ضبط سوق الخبز، سواء المدعم أو الحر، مشيرًا إلى أن انخفاض سعر طن الدقيق ساهم في استقرار الأسعار ومنع أي زيادات غير مبررة.
نحو رغيف أفضل للمواطن
تأتي هذه التحركات في إطار خطة الدولة لتحسين جودة الخبز المدعم، باعتباره أحد مظاهر العدالة الاجتماعية، وركيزة أساسية في منظومة الدعم التي تمس الحياة اليومية للمواطنين.
وتهدف وزارة التموين من خلال اعتماد المواصفات الجديدة إلى رفع كفاءة منظومة الإنتاج، وضمان رغيف نظيف وآمن ومطابق للمعايير القياسية، بما يتماشى مع جهود الحكومة في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن المصري ورفع جودة معيشته.

