النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

مصر تطلق حملة كبرى لتطهير قاع البحر بالإسكندرية استعدادًا لمؤتمر COP24

جانب من الحملة
أهلة خليفة -

في إطار استضافة مصر للدورة الـ24 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية برشلونة لحماية البحر المتوسط (COP24)، والمقرر انعقاده في ديسمبر المقبل تحت شعار "بحار مستدامة"، أطلقت وزارة البيئة حملة كبرى لتنظيف قاع البحر في الميناء الشرقي بالإسكندرية، بالتعاون مع المنطقة الروتارية 2451، ومشاركة فعالة من مؤسسات المجتمع المدني والمتطوعين.

مشاركة واسعة ونتائج ملموسة في المرحلة الأولى من الحملة

أعلنت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، أن المرحلة الأولى من الحملة شهدت مشاركة نحو 30 غواصًا متطوعًا، تمكنوا من انتشال قرابة 200 كيلوجرام من المخلفات المختلفة، شملت مخلفات بلاستيكية ومعدنية، وشباك صيد قديمة، وأخشاب.

وأكدت أن هذه الجهود تأتي في إطار تنفيذ خطة الوزارة لتعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري، من خلال إعادة توجيه هذه المخلفات بعد فرزها إلى مصانع إعادة التدوير، بما يعكس دمج البعد البيئي مع العوائد الاقتصادية في إدارة الموارد والمخلفات البحرية.

حماية البيئة البحرية أولوية وطنية

أكدت الوزيرة أن الحملة تأتي تنفيذًا لتوجيهات الدولة المصرية بتكثيف الجهود الوطنية للحفاظ على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي، مشيرة إلى أن حماية البحار والمناطق الساحلية تمثل أولوية قصوى، لا سيما في ظل استعداد مصر لاستضافة مؤتمر COP24 تحت إشراف برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وأوضحت أن حملة "بحار مستدامة" تمثل نموذجًا عمليًا للاستثمار في بيئة أنظف ومستقبل أكثر استدامة، مؤكدة أن الحملة ستستمر على عدة مراحل، بعد تقسيم قاع الميناء الشرقي إلى قطاعات محددة يتم تطهيرها تدريجيًا.

النتائج العلمية لحملة التنظيف

أظهرت التقارير البيئية المصاحبة للحملة أن إزالة المخلفات من قاع البحر تساهم بشكل مباشر في الحد من التلوث الكيميائي الناتج عن تحلل المواد الصلبة، والذي يؤدي إلى انبعاث جزيئات ضارة تؤثر على الأسماك والكائنات البحرية. وأشارت التقارير إلى أن هذه الخطوة تسهم في تحقيق بيئة بحرية أكثر أمانًا واستدامة.

الإسكندرية نموذج للسياحة والبيئة المستدامة

تُعد منطقة الميناء الشرقي من أبرز المعالم السياحية في قلب الإسكندرية، حيث تطل عليها مناطق شهيرة مثل محطة الرمل، والمنشية، وبحري، وتضم العديد من الآثار الغارقة التي تعكس التراث الحضاري الفريد للمدينة.

وباستمرار حملة "بحار مستدامة" وتنفيذ مراحلها المتتالية، تهدف وزارة البيئة إلى جعل الإسكندرية نموذجًا يُحتذى به في حماية البيئة البحرية وتعزيز السياحة المستدامة، من خلال تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني.