النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

في اليوم العربي للبيئة 2025.. مصر تدعو لتكامل عربي يواجه التصحر والتغير المناخي

يوم البيئة العربي
أهلة خليفة -

تشارك جمهورية مصر العربية شقيقاتها من الدول العربية في احتفالات اليوم العربي للبيئة، الذي يوافق الرابع عشر من أكتوبر من كل عام، ويُقام هذا العام تحت شعار: "استدامة المراعي وتعزيز القدرة على الصمود"، في ظل تصاعد الأزمات البيئية العالمية وتزايد الحاجة لتكامل الجهود الإقليمية والدولية في مجال حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

مصر تؤكد التزامها البيئي ودورها العربي الفاعل

أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائمة بأعمال وزير البيئة، أن مشاركة مصر في هذه المناسبة البيئية السنوية تأتي انطلاقاً من إيمان الدولة المصرية العميق بأهمية البيئة كركيزة رئيسية للتنمية الشاملة والمستدامة، ومن منطلق دورها الريادي على المستوى العربي والدولي في دعم المبادرات البيئية ومواجهة التحديات المشتركة.

وأشارت الوزيرة إلى أن القضايا البيئية لم تعد شأناً محلياً أو إقليمياً فقط، بل باتت تمثل تحديات عالمية متشابكة، مما يتطلب تعزيز التعاون والتكامل بين الدول العربية، لوضع حلول جماعية مبنية على العلم والابتكار والتخطيط طويل الأمد.

التحديات البيئية في المنطقة العربية: خطر مشترك ومسؤولية جماعية

أوضحت د. منال عوض أن الدول العربية تواجه مجموعة من التحديات البيئية الخطيرة والمشتركة، من أبرزها:

تغير المناخ وتأثيراته المتسارعة على الموارد الزراعية والمائية.
التصحر وتدهور الأراضي، خاصة في المناطق الهشة بيئيًا.
ندرة المياه وزيادة الطلب على الموارد المائية في ظل النمو السكاني.
التلوث البيئي بأنواعه المختلفة، سواء في الهواء أو المياه أو التربة.

وحذرت من أن هذه التحديات تُهدد بشكل مباشر أمن الشعوب العربية الغذائي والمائي والصحي، ما يستوجب التحرك الفوري وتكثيف التنسيق بين الدول العربية لمواجهتها.

تعزيز التعاون العربي لمواجهة الأزمات البيئية

دعت وزيرة التنمية المحلية إلى تكثيف جهود التعاون البيئي العربي المشترك، من خلال تفعيل الاتفاقيات البيئية العربية، وتطوير أطر العمل الجماعي تحت مظلة جامعة الدول العربية، إلى جانب دعم المبادرات والمشروعات التي تهدف إلى تحقيق الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية.

كما شددت على أهمية تبادل الخبرات بين الدول، والاستفادة من التجارب الناجحة في مجال التكيف مع تغير المناخ، مكافحة التصحر، وتحسين كفاءة استخدام المياه والطاقة.

شعار هذا العام: دعوة لحماية المراعي وتعزيز الصمود البيئي

يحمل الاحتفال هذا العام شعارًا بالغ الأهمية: "استدامة المراعي وتعزيز القدرة على الصمود"، والذي يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على النظم البيئية الرعوية، التي تمثل موردًا اقتصاديًا وبيئيًا بالغ الأهمية في عدد كبير من الدول العربية، خاصةً تلك التي تعتمد على الزراعة وتربية الماشية.

ويأتي هذا الشعار في وقت تشهد فيه المراعي العربية تراجعًا ملحوظًا نتيجة التغيرات المناخية وسوء الاستخدام البشري، مما يستدعي تدخلات بيئية عاجلة لحمايتها وتعزيز مرونة المجتمعات المحلية في التعامل مع تداعيات هذه الأزمات.

اليوم العربي للبيئة: مسيرة ممتدة منذ 1986

تحتفل الدول العربية سنويًا بـ اليوم العربي للبيئة منذ اعتماده رسميًا في 14 أكتوبر 1986، وذلك تخليدًا لذكرى انعقاد أول مؤتمر وزاري عربي معني بشؤون البيئة في العاصمة التونسية.

ويهدف هذا اليوم إلى:

رفع الوعي البيئي لدى المواطن العربي.
تشجيع المشاركة المجتمعية في حماية الموارد الطبيعية.
تعزيز العمل الجماعي والتكامل الإقليمي في مواجهة التحديات البيئية.

وقد قامت وزارة البيئة المصرية هذا العام بتصميم شعار خاص لليوم العربي للبيئة 2025، يعبر عن توجهات هذا العام ورسالته الموجهة نحو حماية المراعي الطبيعية وتحقيق الصمود البيئي في مواجهة التغيرات المناخية.

مصر.. خطوات ثابتة نحو بيئة مستدامة

جدير بالذكر أن الدولة المصرية تبذل جهودًا مكثفة على كافة الأصعدة من أجل حماية البيئة، من خلال:

تنفيذ مشروعات قومية كبرى في مجال الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة.
التوسع في استخدام بدائل الوقود الأحفوري وتشجيع النقل المستدام.
إعادة تدوير المخلفات وتعظيم الاستفادة منها.
تنفيذ المبادرة الرئاسية “اتحضر للأخضر” لنشر الوعي البيئي.
واستضافة مصر سابقًا لمؤتمر المناخ COP27، الذي وضع مصر في قلب التحرك الدولي لقضايا المناخ.

في ظل استمرار التحديات البيئية المتزايدة، تؤكد مصر أن البيئة ليست رفاهية، بل أولوية وطنية وأمن قومي، داعية إلى ضرورة توحيد الجهود العربية والعمل بروح الفريق لحماية كوكبنا والحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.