مصر تصعد ضد إسرائيل وتحذرها بـ ”الخط الأحمر”
مصر ”طوق نجاة العرب” الأخير لوقف مخططات نتنياهو.. والقاهرة تستعد للحظة الحاسمة بـ ”ثلاثية الأمن القومي”

مصادر مطلعة لـ "النهار": مصر قادرة على ردع مخططات نتنياهو
خبراء لـ "النهار": محاولات تصفية القضية الفلسطينية ستفشل بفضل صلابة الموقف المصري
تصعيد سياسي ودبلوماسي بلغ ذروته بين مصر وإسرائيل على خليفة استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بالإضافة إلى استمرار إسرائيل في مخططاتها الرامية لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما تعتبره القاهرة خط أحمر يمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر.
مصر ومنذ اللحظة الأولى من العدوان، أكدت رفضها القاطع لأي محاولات إسرائيلية لفرض واقع جديد للقضية أو المنطقة عبر التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم أو تغير الواقع الديمغرافي لدول الشرق الأوسط، معتبرة أن ذلك انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتهديد للاستقرار الإقليمي، وهو ما شدد عليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة والذي أكد أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، وأن الحل الوحيد يكمن في وقف العدوان وفتح مسار سياسي يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ورغم ذلك، فأن إسرائيل لا زلت مستمرة في مخططها التخريبي بحق أصحاب الأرض، وماضية نحو تهجير سكان غزة المكلومين عبر دفعهم نحو جنوب القطاع عبر أوامر النزوح، ما استدعى رسائل تحذير مصرية "سياسية وأمنية" هي الأعنف منذ توقيع اتفاقية السلام في سبعينيات القرن الماضى.
بجانب مخطط الاحتلال الخاصة بغزة والقضية الفلسطينية، صعدت إسرائيل من سياساتها العدوانية تجاه دول المنطقة والتي كان أخرها العدوان الإسرائيلي على الدوحة، مما استدعى تحرك عربيا موحدا لوقف الغطرسة الإسرائيلية في الشرق الأوسط المدعومة من قبل الولايات المتحدة.
مصادر مطلعة لـ "النهار": مصر قادرة على ردع مخططات نتنياهو
"النهار" تحدثت مع مصادر مطلعة على سير الأحداث الراهنة والمفاوضات والتي أكدت أن إسرائيل تسعى إلى تفجير الأوضاع في الشرق الأوسط عبر استمرار سياسة التصعيد بالمنطقة ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
المصادر أضافت في تصريحات خاصة لـ "النهار" أن القاهرة قامت بإرسال رسائل تحذيرية عبر القنوات الدبلوماسية والأمنية بأن استمرار سياسة التصعيد في المنطقة ستؤثر بشكل مباشر على اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين المصري والإسرائيلي.
المصادر أكدت أيضا أن مصر مستعدة لكافة السيناريوهات لحماية أمنها القومي في ظل التعنت الإسرائيلي الواضح في استمرار سياسة التصعيد في المنطقة والتي أدخلت الشرق الأوسط في نفق مظلم، موضحة أن نتنياهو يدفع المنطقة نحو الهاوية بضوء أخضر أمريكي.
وشددت المصادر أن هناك خطوط حمراء لمصر لا يمكن لأي طرف أن يتجاوزها، وأن أي تهديد لهذه الخطوط الحمراء؛ فإن مصر مستعدة لكافة السيناريوهات للتعامل معها، مُشددة أن ثلاثية الأمن القومي المصري "الشعب والجيش والأرض" قادرة على ردع مخططات نتنياهو.
محاولات تصفية القضية الفلسطينية ستفشل بفضل صلابة الموقف المصري
من جهتهم، أكد خبراء ومحللون أن مصر تقف حائط صد قوي أمام المخططات الإسرائيلية الرامية لتهجير الفلسطينيين من غزة وتصفية القضية، حيث أكد الدكتور أحمد شديد أستاذ العلاقات الدولية والباحث في الشأن الإسرائيلي أن الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل تعمل على تكريس حالة عدم الاستقرار في المنطقة لتفادي مواجهة عواقب الانتهاكات الاسرائيلية في غزة داخليا وخارجياً.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "النهار" أن إسرائيل تعمل على استهداف المدنيين بشكل ممنهج في غزة بالإضافة إلى القيام بعملية تدمير متعمد للبنية التحتية في القطاع بهدف جعل الحياة مستحيلة في غزة ومن ثم إجبار الفلسطينيين على المغادرة، وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وترقى لجرائم التطهير العرقي.
في ذات السياق؛ أكد الدكتور محمد نصار الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن مصر لن تصبح أبدا بوابة التهجير، وأن هذا الأمر يظل خطاً أحمر غير قابل للتغير، وأن مصر لن تكون شريكا في هذا الظلم والذي سيؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "النهار" أن هناك مسوؤلية واقعة على المجتمع الدولي، لاسيما مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ودعم بقائه على أرضه بغزة والضفة بما في ذلك القدس الشرقية، مؤكدا أن المحاولات الإسرائيلية المستمرة الرامية لتهجير الشعب الفسطيني ستفشل بفضل صلابة الموقف المصري.
واتفق الكاتب والباحث زيد تيم مع الأراء السابقة، حيث أكد على أن تجسيد الدولة الفلسطينية علي خطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، يظل الخيار الحتمي الذي سيفرض نفسه عاجلاً أو آجلاً كونه متسقاً مع حق تقرير المصير وحقوق الإنسان والمنطق الإنساني وجميع القرارات الدولية ذات الصلة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "النهار" أن إسرائيل لن تغامر بعلاقتهما مع مصر، كذلك الولايات المتحدة أيضا، مؤكدا أن التاريخ ييذكر بكل فخر الموقف المصري القوي الذي رفض تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير الشعب الفلسطيني.