النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

”فيديو وصور” آخر جيل القفاصين برشيد..حكاية ”محمد وخميس” بين جريد النخل وإنعاش إرث الأجداد في البحيرة

مراسلة النهار مع قفاصين رشيد
خلود عبد المطلب -


في إحدى أزقة مدينة رشيد الآثرية، يجلس الشقيقان "محمد وخميس" بداخل ورشتهما العتيقة إرث أجدادهما، والتي يبلغ عمرها 100 عامًا، تكسو ملامحهما رحلة شقاء وخطوط سبيلهما ببصمة سطرتها حرفتهما اليدوية لتصنيع الأقفاص من جريد النخل.


مهنة القفاصة على محك الاندثار.. إنعاش التراث المصري من جريد النخل

أكثر من 50 عامًا قضاها الشقيقان كتفًا بكتف في إنعاش مهنة القفاصة إرث عائلتهما: "أخذت من عمرنا ونحافظ عليها من الانقراض، حرفة صعبة ويدوية وتحتاج لصبر، نتحمل مشقتها حفاظًا على تراثنا المصري القديم، ورثناها أبًا عن جد ومستحيل نتخلى عنها، فهي مصدر رزقنا الوحيد"، بحسب ما رواه عم "محمد محمد فضل" الشقيق الأكبر وصاحب الـ 70 عامًا، لعدسة "النهار".

وأضاف القفاص "خميس محمد فضل" وهو الشقيق الأصغر: أنا وشقيقي محمد لم نكمل تعليمنا، بل تتلمذنا وغرقنا في بحر حرفتنا لصناعة الأقفاص، نذهب سويًا إلى الورشة في الصباح الباكر ونظل نعمل حتى السابعة مساءًا دون راحة، مهنة صعبة وتحتاج إلى تركيز، وتحتاج إلى مقاسات وتعديل في الجريد، ولكننا مع الخبرة أصبحت أعيننا وأيدينا كالمسطرة والميزان، نأتي أولاً بجريد النخل ونقوم بتقطيعه على حسب المطلوب وكل هذا يدويا دون تدخل الماكينات.


تابع "محمد": مهنة القفاصة تحتاج 5 سنوات تعليم، حتى تتمكن من صناعة القفص بالمقاس دون الاستعانة بأدوات، ولهذا هي حرفة صعبة، والأن لم يتعلمها أحد وأمامها سنوات معدودة وتندثر فأنا وشقيقي آخر جيل القفاصين برشيد، مشيراً إلى أن القفص الواحد يمر بثلاثة مراحل لتصنيعه ففي البداية يتم تقطيع الجريد ثم شق العيدان والثقوب ثم شد وتشكيل القفص، وعلى الرغم من صعوبتها إلا أن مكسبها ضئيل جدًا، وهناك عدة أنواع للأقفاص منها للفواكه والخضراوات ومنها للطيور.


وأكمل "خميس": تعودنا على مهنة القفاصة وليس هناك تسويق لحرفتنا، ننتظر التجار والفلاحين يأتوا لشراء الأقفاص، نستخدم أدوات بسيطة يدوية في صناعة الأقفاص منها السدر والمسيب والمسمار، يأتي الجريد أخضر ثم نقوم بتجفيفه ومن ثم التصنيع، ونبيع القفص الواحد بـ 4 جنيهات، ومكسبنا في اليوم الواحد 100 جنيها فقط، مكسبنا تراجع 90 % بسبب انتشار الأقفاص البلاستيكية.