ألاسكا.. قمة باردة تجمع بين ترامب وبوتين

قمة باردة في فصل الصيف، هكذا توصف قمة ألاسكا التي ستجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمر بوتين، بعد أكثر من سبع سنوات من آخر قمة رسمية بينهما.. فلماذا ألاسكا؟
مضيق يفصل الولايات المتحدة وروسيا
بالنظر إلى جغرافية ألاسكا، فنرى أنها واقعة في أقصى شمال غرب الولايات المتحدة، ولا يفصلها عن روسيا سوى مضيق بيرينج، وفي وسط هذا المضيق، تقع جزيرتان متقابلتان هما "ليتل ديوميد" الأمريكية ، و "بيج ديوميد" الروسية.
تعاون في الحرب العالمية وتوتر في الحرب الباردة
ولأن لكل مكان دلالاته، فإن ولاية ألاسكا كانت شاهدة على العديد من الأحداث المتباينة، ففي أربعينيات القرن الماضي، لعبت ألاسكا دور جسر جوي لدعم الاتحاد السوفيتي ضد ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ومع انطلاق الحرب الباردة، تحولت ألاسكا إلى خط دفاع متقدم للولايات المتحدة، ما يجعلها خط تماس مباشر بين واشنطن وموسكو.
شراء ألاسكا عام 1867
ولأن الحاضر هو امتداد طبيعي للتاريخ، فالتاريخ يذكر أن الولايات المتحدة قامت بشراء ألاسكا من الإمبراطورية الروسية عام ألف وثمانمائة وسبعة وستون مقابل سبعة واثنان من عشرة ملايين دولار وتم التصديق على المعاهدة من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي في التاسع من أبريل، ووقعها الرئيس الأمريكي آن ذاك، أندرو جونسون في الثامن والعشرون من مايو من نفس العام.
ترسيم الحدود البحرية بين البلدين
وتعدت ألاسكا دور نقطة المراقبة لتشغل كذلك محور ملفات قانونية واقتصادية بين البلدين، ففي عام ألف وتسعمائة وتسعين، وقع اتفاق واشنطن وموسكو لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، ورغم أن روسيا لم تصادق عليه رسميًا، فإن البلدين يطبقانه عمليًا، كذلك تشترك الولايات المتحدة مع روسيا في إدارة مصايد الأسماك بينها.
بعد سنوات من الجمود والتوترات، تتجه أنظار العالم مرة أخرى إلى ألاسكا، في انتظار ما ستُفسر عنه قمة سيد البيت الأبيض ووريث الأمبراطورية الروسية، قمة ، هي بالتأكيد ما قبلها.. ليس كما بعدها.