النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

كيف أظهر اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء وجود انخراط دولي و إقليمي واسع؟

الرئيس السوري
كريم عزيز -

قال محمد عبدالرازق، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في تحليل مُعمق له، إن عملية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء كشفت عن دفع إقليمي ودولي واسع نحو التوصل إلى هذه التهدئة في السويداء، بدافع أولي وأساسي وهو الحيلولة دون توسع الانخراط العسكري الإسرائيلي في المواجهة بعد أن قصفت إسرائيل القوات العسكرية السورية وأجبرتها على الانسحاب وقصفت مقر هيئة الأركان العامة ومحيط قصر الشعب بدمشق.

وأضاف «عبدالرازق»: «يظهر في هذا الإطار دور خاص لكل من الولايات المتحدة وتركيا والأردن، وهي الدول الثلاث التي تولت التواصل مع كل من الحكومة السورية وإسرائيل والدروز والعشائر العربية للتوصل إلى التهدئة واتفاق وقف إطلاق النار».

وذكر الباحث، أن هذا الموقف يُعطي ملمحًا مهمًا عن محددات مواقف هذه الأطراف من المشهد السوري، حيث بدت الولايات المتحدة حريصة على عدم توسع نطاق التصعيد العسكري، ووضع حد سريع للانخراط الإسرائيلي في المشهد من خلال تحركات مكثفة للرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجي ماركو روبيو ومبعوث واشنطن إلى سوريا وسفيرها لدى أنقرة توماس باراك؛ وهو ما يعني أنها لا تزال تراهن على حكومة أحمد الشرع وبقائه كأحد عناصر استراتيجيتها الإقليمية، بعد المسار الطويل الذي اتخذته طوال الشهور الماضية في تعزيز انفتاح الحكومة على المجتمع الدولي ورفع العقوبات عنها، على عكس إسرائيل التي بدا تحركها أقرب إلى إمكانية هز أركان النظام السوري والاستعداد لتصعيد المواجهة معه.

وقد أبرزت أحداث السويداء دورًا مهمًا للأردن في احتواء التصعيد، حيث كانت عمّان نقطة اتصال دبلوماسي مهمة بين جميع الأطراف المعنية بالأزمة؛ ارتباطًا بعوامل مهمة، أهمها الارتباط الكبير بين عمّان والعشائر العربية في جنوب سوريا، وكذلك تواصلها مع القيادات الدرزية، بحسب الباحث بالمركز المصري.