ما هي دوافع إسرائيل لتوظيف «الدروز» في سوريا؟

حددت مريم صلاح، الباحثة بالمرصد المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، دوافع إسرائيل لتوظيف «الدروز» في سوريا لخدمة أهدافها، موضحة أنه لدى إسرائيل تاريخ طويل في استخدام الأقليات لتحقيق مصالحها الأمنية والسياسية، مثلما دعمت استقلال إقليم كردستان العراق من قبل، وأيضًا إعلانها مرارًا وتكررًا دعمها إنشاء كيان درزي مستقل في سوريا، ويمكن الإشارة إلى دوافعها من خلال ما يلي:
وفق تحليل «مريم»، فإن الدوافع تتعدد لتشمل أولها تشكيل حاجز طبيعي بين إسرائيل ودمشق ويستدل على ذلك من تصريح القيادي في حزب الليكود أيوب قرأ، الذي أقر بأن الدروز في جنوب سوريا يشكلون حاجزًا أمنيًا، كما أشار إلى أنه من ضمن الخيارات المتاحة أمام إسرائيل الضغط على جميع الدول المؤثرة على سوريا للحصول على حكم ذاتي يكون حليفًا لإسرائيل، لكنه يبقى تحت المظلات السورية، مؤكدة أنه يمكن القول إن إسرائيل تخطط لإنشاء كيان درزي داخل سوريا، يشكل حاجزًا طبيعيًا يفصلها عن دمشق، ويفترض أن يكون هذا الكيان من أفراد يعملون لدى إسرائيل، مما يمنع أي جهة من التوجه نحو مستوطناتها في الجولان.
بحسب مريم صلاح، فإن ضمن الدوافع، تحقيق مخطط التجزئة الإقليمي، إذ تدعم إسرائيل إنشاء كيان درزي في المنطقة، وهو ما يتوافق بالأساس مع مخططات التجزئة التي تعمل عليها، بما في ذلك استراتيجيتها العامة في تفتيت الدول المجاورة إلى كيانات صغيرة وضعيفة، ما يسهل السيطرة عليها ويفقدها القدرة على تشكيل تهديد مستقبلي.
ضمن الأهداف والدوافع، التي حددتها الباحثة، تأمين حدودها الغربية من الإدارة الجديدة ومن الجماعات المسلحة فعلى الرغم من أن إسرائيل لم تكن على وفاق مع نظام الأسد، إلا أن النظام الجديد في سوريا يشكل مهددًا أكبر بالنسبة لها، خاصة مع وجود غموض ودعم إقليمي ودولي وترحيب أممي به، مع وجود مخاوف إسرائيلية من تسلل جماعات إسلامية وجهادية إلى الجنوب السوري، وبالتالي تشكيل تهديد مباشر لها، وبالتالي من الممكن أن يشكل الدروز حاجزًا أمنيًا.
وجاءت ضمن الدوافع، احتواء المجتمع الدرزي واستمالته إذ سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير لها الضوء على أن العديد من الشباب الدروز في المنطقة يعتبرون إسرائيل البلد الوحيد الذي يعرفونه، ويرون مستقبلهم فيها، وليس في سوريا، وبالتالي تسعى إسرائيل الآن إلى استغلال هذا الشعور، وتأمل في استخدام نجاح المجتمع الدرزي في إسرائيل لإقناع أقربائهم عبر الحدود في سوريا بأن جارهم يمثل قوة صديقة، خاصة في ظل الوضع غير المستقر في سوريا.