النهار
جريدة النهار المصرية

منوعات

التكنولوجيا وراء الترفيه عبر الإنترنت، وكيف تعمل خوارزميات الالعاب؟

-

التكنولوجيا وراء الترفيه عبر الإنترنت، وكيف تعمل خوارزميات الكازينو؟

هل منصات الترفيه تعمل بشكل عشوائي؟ هل يوجد أدوات تساعد هذه المنصات لتعمل بشفافية؟

على مدى العقدين الماضيين، أصبح الترفيه عبر الإنترنت جزءاً أساسياً من حياة الكثيرين اليومية. من بث الأفلام والموسيقى إلى لعب الألعاب وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت المنصات الرقمية الآن أكثر سهولة في الوصول وأسرع وأذكى من أي وقت مضى. ولكن بينما يستمتع الناس بالتجربة ظاهرياً، فإن قلة قليلة منهم تدرك ما يحدث خلف الكواليس.

نتحدث في هذه المقالة عن التكنولوجيا التي تشغل منصات الترفيه عبر الإنترنت، مع نظرة ومعلومات على كيفية عمل كل ذلك.

كيفية عمل منصات الترفيه

عندما يفتح شخص ما نتفليكس أو يوتيوب أو لعبة على الهاتف المحمول، قد لا يرى سوى شاشة تحميل ثم محتواه المفضل. لكن ما يحدث خلف الكواليس أكثر تعقيداً وإبهاراً.

تبدأ الرحلة بالخوادم، وهي أجهزة كمبيوتر ضخمة موجودة في مراكز بيانات حول العالم. تخزن هذه الخوادم كل شيء، من الأفلام والموسيقى إلى بيانات المستخدم وملفات الألعاب. عندما يضغط المستخدم على زر تشغيل أو يبدأ لعبة، يجد النظام أقرب وأسرع خادم لتقديم المحتوى بشكل فوري تقريباً.

وهنا يأتي دور شبكات توصيل المحتوى (CDNs). تعمل شبكات CDN كفروع محلية لمكتبة ضخمة. فبدلاً من استرجاع ملف فيديو أو لعبة من مكان آخر، ترسله من أقرب مدينة، مما يجعل أوقات التحميل أسرع وأكثر سلاسة.

لكن الأمر لا يقتصر على السرعة فحسب، بل يتعلق أيضاً بالذكاء. تستخدم منصات مثل Netflix وSpotify خوارزميات التعلم الآلي لتحليل سلوك المستخدم. على سبيل المثال، إذا شاهد شخص ما أفلاماً كوميدية رومانسية، يبدأ النظام باقتراح عناوين مشابهة. تتعلم محركات التوصية هذه باستمرار من اختيارات المستخدمين، بهدف ترفيههم دون الحاجة إلى البحث لفترة طويلة.

ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بألعاب الكازينو على الإنترنت، تصبح التكنولوجيا أكثر إثارة للاهتمام.

ألعاب الكازينو: أكثر مما تراه العين

قد تبدو ألعاب الكازينو الإلكترونية، بالنسبة للاعب العادي، مجرد نسخ رقمية بسيطة من الألعاب التقليدية: تدور ماكينات القمار، وتدور عجلات الروليت، ويتم توزيع الأوراق. لكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن كل نتيجة تتحكم فيها نماذج رياضية وتعليمات برمجية مُصممة بعناية.

فما هي خوارزمية الألعاب، وما أهميتها؟ باختصار، إن خوارزمية ألعاب الكازينو هي مجموعة من القواعد والحسابات التي تحدد ما يحدث أثناء اللعبة، ويمكن اعتبارها أنها المحرك الذي يدير العمليات لتنظيم اللعب تحت إشراف هيئات متخصصة. ولكن الأهم من ذلك بالنسبة للاعبين، أن هذه الخوارزميات تضمن أمرين أساسيين: العدالة والعشوائية.

ما الذي يجعل اللعبة عادلة؟

العدالة تعني أن لكل لاعب فرصة متساوية للفوز بناء على تصميم اللعبة. في الكازينوهات التقليدية، قد يضمن الإنصاف بتدوير عجلة حقيقية أو خلط أوراق حقيقية. أما على الإنترنت، فيتم الحفاظ على هذا الإنصاف من خلال ما يسمى مولد الأرقام العشوائية أو RNG اختصاراً.

مولد الأرقام العشوائية هو أداة برمجية software تنتج نتائج عشوائية تماماً، دون أي نمط أو إمكانية للتنبؤ. يتم توليد كل دورة للفتحة أو كل رمية نرد باستخدام هذه الخوارزمية. هذا يعني أن النظام لا يراقب ما يفعله اللاعب أو يحاول خداعه، إنه ببساطة يجري عمليات حسابية في الخلفية.

يبدو الأمر كقلب عملة معدنية موجودة في وسط ما بحيث تكون متوازنة تماماً، والتحريك مثلاً يكون ملايين المرات في الثانية. حسب RNG، إن نتيجة كل رمية تكون مستقلة عن النتيجة التي سبقتها.

لماذا يجب أن يهتم اللاعبون بالخوارزميات

الكثير من اللاعبين يريدون الاستمتاع فقط، ولكن فهم الأساسيات التي تقوم عليها الخوارزميات يمكن أن يساعدهم على تحسين أسلوب لعبهم، وتجنب الخرافات الشائعة، والانجرار وراء العواطف.

ربما يعتقد البعض أنهم إذا خسروا عدد مرات متتالية، فإن الدورة التالية يجب أن تكون مصحوبة بفوز! تثبت مولدات الأرقام العشوائية أن هذا غير صحيح، فكل جولة تكون مستقلة تماماً. سلسلة الهزائم لا تؤدي إلى فوز محتوم، وعلى العكس يمكن الحصول على الجائزة الكبرى في أي لحظة بغض النظر عن سلسلة أحداث غير مرتبطة.

يعتقد آخرون أن الكازينوهات الإلكترونية مثل Bitcasino يمكنها تغيير احتمالات الفوز بناء على فوز اللاعب أو خسارته. لكن هذا غير مسموح به في المنصات المرخصة والخاضعة للتنظيم. تختبر خوارزميات ألعاب الكازينو من قبل هيئات مستقلة لضمان الشفافية. تتحقق هذه الهيئات من أن مولدات الأرقام العشوائية تلبي معايير العدالة، وأن معدلات الدفع المعلنة (المعروفة باسم نسبة العائد إلى اللاعب أو RTP) دقيقة.

كيف تخلق العشوائية على الإنترنت؟

هذا هو الجزء الممتع. عندما ينقر شخص ما على تدوير في لعبة ماكينات القمار، لا تنتظر اللعبة انتهاء حركة الدوران لتحديد النتيجة. في الواقع، تحدد النتيجة لحظة ضغط اللاعب على الزر.

يختار مولد الأرقام رقماً عشوائياً تماماً، يتوافق مع تركيبة محددة على البكرات. الرسوم المتحركة الدوارة مجرد عرض لخلق التشويق والمتعة. لكن النتيجة؟ محددة مسبقاً.

إذن، كيف ينشأ هذا الرقم؟ تستخدم معظم مولدات الأرقام العشوائية ما يعرف بـ الرقم الأساسي، وهو نقطة بداية. ثم تطبق عمليات رياضية معقدة، باستخدام هذا الرقم مع متغيرات أخرى مثل الوقت الحالي حتى الملي ثانية، أو حركات جهاز اللاعب، أو حتى بيانات الخلفية مثل درجة حرارة وحدة المعالجة المركزية. كل هذا يضمن أن يكون كل رقم مولد فريداً ولا يمكن تخمينه.

هذه العشوائية أساسية. بدونها، لن يثق اللاعبون بالألعاب عبر الإنترنت.

نسبة العائد للاعب (RTP): معناها باختصار

عند تصفح ألعاب السلوتس على الإنترنت، يلاحظ العديد من اللاعبين نسبة مئوية بجانب كل لعبة في الكازينو، مثل 96.5% نسبة العائد للاعب. ولكن ماذا يعني هذا؟

نسبة العائد للاعب هي رقم نظري يظهر مقدار المال الذي يراهن به اللاعب في اللعبة والذي يتوقع استرداده للاعبين مع مرور الوقت.

على سبيل المثال، لعبة بنسبة عائد للاعب 96.5% تعني، نظرياً، أنه مقابل كل 100 درهم إماراتي تلعب، يعاد 96.5 درهم إماراتي كأرباح على المدى الطويل. بالطبع، قد تختلف النتائج على المدى القصير بشكل كبير جداً. قد يربح اللاعب الكثير في خمس دقائق، أو قد يخسر كل شيء، وذلك لأن العشوائية لا تزال تلعب الدور الأكبر.

تشبيه واقعي: آلة البيع عكس آلة السلوتس

لتوضيح ذلك أكثر، هنالك تشبيه بسيط. آلة البيع تقدم نفس الوجبة الخفيفة في كل مرة عند الضغط على الزر نفسه، والأمر متوقع. من ناحية أخرى، تشبه ماكينة القمار صندوقاً غامضاً. يضغط اللاعب على الزر نفسه، لكنه لا يعرف أبداً ما سيخرج. أحياناً لا شيء. وأحياناً يكون فوزاً كبيراً. ومثل السحر، تختلف النتائج في كل مرة، حتى لو كانت نفس الآلة.

قد يكون هذا الغموض هو ما يجعل الألعاب ممتعة، وهو أيضاً ما يجعل فهم التكنولوجيا يساعد في وضع توقعات واقعية.

ألعاب الهاتف المحمول والوصول الفوري

مع الهواتف الذكية، أصبحت ألعاب الكازينو عالمية حقاً. يمكن لأي شخص لديه جهاز محمول واتصال بالإنترنت الآن تشغيل ماكينة القمار أو لعب جولة بلاك جاك في أي زمان أو مكان.

لكن سهولة الوصول هذه تلقي بمسؤوليات جديدة. يحتاج مطورو الألعاب إلى ضمان عمل خوارزمياتهم بسلاسة على جميع الأجهزة، وعدم استنزاف البطارية، والأهم من ذلك الحفاظ على نزاهة اللعبة.

يحتاج اللاعبون أيضاً إلى البقاء على اطلاع دائم. فكما تسمح منصات البث الآن للمستخدمين بالتحكم في إعدادات التشغيل وجودته، غالباً ما تسمح منصات الألعاب للمستخدمين بوضع حدود، وأخذ فترات راحة، والتعرف على احتمالات الفوز قبل اللعب.

ما وراء ألعاب الكازينو: استخدامات أخرى للخوارزميات في الترفيه

ليست ألعاب الكازينو وحدها التي تعتمد على الخوارزميات. فكل شيء تقريباً في مجال الترفيه عبر الإنترنت اليوم يعتمد على عملية صنع قرار رقمية.

  • Spotify: يوصي بالأغاني بناء على أنماط الاستماع.

  • YouTube: يقترح مقاطع فيديو بناء على سجل المشاهدة والوقت المستغرق.

  • TikTok: محتوى for you هي أحد أكثر الأمثلة تقدماً على تنظيم المحتوى الخوارزمي، وأحياناً تكون دقيقة بشكل غريب.

صممت هذه الأنظمة لإبقاء المستخدمين منخرطين من خلال فهم تفضيلاتهم، والتعلم من سلوكهم.

التوازن بين المتعة والوعي

لقد جعلت التكنولوجيا الترفيه مريحاً للغاية. ولكن كأي شيء قوي، يتطلب الأمر توازناً. يمكن للناس اليوم مشاهدة مواسم تلفزيونية كاملة في يوم واحد، أو تصفح مقاطع الفيديو بلا نهاية، أو لعب الألعاب عبر الإنترنت لساعات دون أن يدركوا ذلك.

لهذا السبب، يركز قطاع الألعاب الآن على الاستخدام المسؤول، مضيفاً ميزات مثل:

  • تذكيرات بوقت الشاشة

  • خيارات الاستبعاد الذاتي على مواقع الألعاب

  • متتبعات سجل الألعاب

  • إفصاحات شفافة عن المدفوعات

أصبح المستخدمون أكثر وعياً، ولم يعد الأمر يقتصر على معرفة التطبيق أو اللعبة المناسبة، بل يتعلق بفهم آلية عملها.

كيف يختار اللاعب الكازينو الذي يناسبه؟

يوجد الكثير من المنصات والكازينوهات الالكترونية، والتي يظهر الكثير منها في الإعلانات في كل مكان. إن التمويل الإعلاني الذي يشهده العالم اليوم، لا يجزم بأن الإعلان صحيح وموثوق. إن اختيار الكازينو المناسب يعتمد على كل لاعب، فبعض اللاعبين يفضلون كازينوهات تدعم لغة ما في منصتها وألعاب الكازينو الخاصة بها، وبعضهم يهمه في المرتبة الأولى نسبة المرتجع عند نهاية كل أسبوع، حيث أن بعض المنصات تقدم عائداً مرتجعاً بنسبة معينة للخسارة، ويتم استرجاعه في حساب اللاعبين عند نهاية الأسبوع مثلاً.

تختلف معايير كل لاعب عند اختيار الكازينو الذي يفضله، ولكن الأهم في ذلك هو اختيار كازينو موثوق ويخضع للرقابة والشروط التي تضمن اللعب النزيه والعادل للطرفين.

ختاماً

يختبئ وراء عالم الترفيه عبر الإنترنت مزيج رائع من الهندسة والرياضيات والإبداع. سواء كان الشخص يشاهد فيلماً، أو يكتشف فناناً جديداً، أو يجرب حظه على طاولة روليت رقمية، فهناك تقنية فعالة تؤدي وظيفتها بهدوء.

ألعاب الكازينو، على وجه الخصوص، مدعمة بخوارزميات مصممة بعناية تضمن العدالة والعشوائية وتجربة مستخدم رائعة. من خلال فهم آلية عمل هذه الأنظمة، يمكن للاعبين مقاربتها بمزيد من الوعي والثقة، وربما حتى بمزيد من التقدير.

في النهاية، الترفيه ليس مجرد متعة. الأمر يتعلق أيضاً بالفضول، وكلما فهم اللاعبون ما يحدث خلف الشاشة، ازدادت هذه التجربة ثراء ووعياً.