النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

المحلل السياسي الروسي اصف ملحم يجيب للنهار : هل اقتربت ساعة فتح جبهة جديدة بين بولندا وروسيا ؟

نوفل البرادعي -

في اعقاب تفكك اتحاد الجمهوريات السوفيتية ونهاية حلف وارسو الشرقي والذي كان يتخذ من عاصمة بولندا مقرا له ومنذ ذلك التاريخ وتأخذ دولة بولندا تاريخا معاديا للغاية من روسيا الاتحادية وسرعت الخطا في الانضمام الي حلف الناتو والاتحاد الاوربي نكاية في الروس واليوم تشير غيوم السماء الي توقع مواجهة حامية الوطيس بين روسيا والناتو علي الاراضي البولندية .

يقول المحلل السياسي الروسي اصف ملحم خبير العلاقات الدولية ورئيس مركز جي اس ام ان بولندا لا تخفي طموحاتها التوسعية ذات الطابع الاستعماري والامبريالي وهذه الاطماع ظهرت في عدة تصريحات رسمية تتحدث حقوقا تاريخية لبولندا في شرقي المانيا وليتوانيا وبيلاروسيا وغربي اوكرانيا بالكامل وبولندا ما تستخدم مصطلح الكرسي الشرقي في اشارة الي المناطق الواقعة خارج حدودها الحالية حيث تطلق علي البولنديين المقيمين هناك تسمية الكرسيين او احيانا الزابوليين وهي تعبيرات ذات طابع قومي وتعتبر بولندا من اكثر الدول الاغوربية تسلحا خلال العقدين الاخيرين مما يجعلها الدولة الاقرب لاستراتيجية الولايات المتحدة كخط دفاع امامي في مواجهة روسيا ضمن منظومة حلف شمال الاطلسي .

ويرجع الدكتور اصف ملحم ذلك الي ان الناتو قد رسم منذ مطلع عام 2023 خطوطا دفاعية ثلاثية الاولي في اوكرانيا والثانية في اوربا الشرقية مثل بولندا ورومانيا والثالثة في اروبا الغربية وتحديدا في المانيا وفرنسا وايطاليا ولذا نؤكد علي ان بولندا تستعد لسيناريو المواجهة مع روسيا وقد انسحبت بالفعل من اتفاقية حظر الالغام المضادة للافراد والتي كانت موقعة مع دول البلطيق وفنلندا واوكرانيا وما يزعج بولندا بشدة هو ان القصف الروسي يطال احيانل المناطق الغربية من اوكرانيا القريبة جغرافيا من بولندا والمؤكد انه لا توجد اية نية لروسيا لمهاجمة بولندا في الوقت الحالي فموسكو لا ترغب في استفزاز الناتو وتفضل استنزاف الحلف عبر بوابة اوكرانيا من خلال الدعم العسكري الغربي المتواصل لكييف ومنذ بداية الحرب في اوكرانيا تحدث الاعلام البولندي ان مدينة لفيف بولندية وهو ما يتطابق مع تصريحات المسؤلين البولنديين الكبار حول الرغبة في ضم المناطق الغربية من اوكرانيا الي بولندا الام ولا يوجد موقف رسمي واضح حتي الان لكن هذه التصريحات تتكرر ما يفتح الباب لاحتمالية وجود اتفاق سري بين الرئيسين البولندي ورئيس اوكرانيا زيلنسكي كالاتفاق السري الذي تم توقيعه عام 1920 بين بولندا واوكرانيا تضمن تبادل اعترافات بالسيطرة علي اراضي داخل اوكرانيا وهو ما يعني ان التاريخ يعيد نفسه في عام 2025 .

ويعود الدكتور ملحم ليؤكد ان روسيا صرحت اكثر من مرة بأن بولندا مدينة بحدودها الحالية للاتحاد السوفيتي السابق وهو ما يجعل احتمالات الصدام بين البلدين واردة للغاية في المستقبل القريب خاصة في ظل التوترات المتصاعدة وسيناريوهات ما بعد الحرب في اوكرانيا .