خبير العلاقات الدولية الفلسطيني اشرف عكة يحلل للنهار .. سيناريو غزة بعد الستين يوما للهدنة في ظل التحولات الاقليمية

يقف قطاع غزة المدمر علي مفترق طرق خطير بين التهدئة وهدنة 60 يوما وتحولات وتجاذبات اقليمية حادة واستقطاب عنيف بين قوي اقليمية ودولية وهو ما استدعي ان يحلل لنا المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور اشرف عكة خبير العلاقات الدولية .
يقول الدكتور اشرف عكة خبير العلاقات الدولية من رام الله انه بعد 60 يوما من الهدنة المؤقتة المتوقعة في القطاع سيقف المشهد الفلسطيني والاقليمي علي مفترق طرق حاسم حيث تتشابك ابعاد سياسية وامنية واقتصادية وانسانية في ظل متغيراات اقليمية ودولية عميقة تؤثر في مجريات الامور حيث لم تعد غزة مجرد ساحة مواجهة محلية بل اصبحت بوصلة اتجاهات المعادلة الاقليمية المعقدة والمتغيرة حيث تواجه الحالة الفلسطينية الكلية لاسيما حركة حماس والسلطة الوطنية تحديات جوهرية علي صعيد الشرعية والموقف الوطني الموحد حماس حيث تمكنت من فرض نفسها قوة ميدانية فاعلة تجد نفسها مضطرة الي الموازنة بين استمرار المقاومة والحفاظ علي الدور السياسي في مرحلة ما بعد الحرب وفي المقابل تعاني السلطة من ازمة شرعية داخلية تعيق عودتها الي غزة بشكل فعال ما يفاقم الانقسام ويزيد من تعقيد الموقف والموقف الفلسطيني الموحد يبدو اكثر الحاحا من اي وقت مضي بل هو ضرورة ومتطلب اجباري فغياب الوحدة قد يقود الي تمرير حلولا خارج اطار الارادة الوطنية وتفرغ القضية من مضمونها السياسي والوطني والقانوني .
ويعدد الدكتور عكة الشروط اللازمة لنجاح الهدنة حيث انه لنجاحها يجب ان ي ر تبط بضمانات امنية مستقبلية صارمة تحكم بنوده حتي موعد الاعلان الرسمي لوقف النار حيث يتمثل المقترح المصري القطري الاخير والذي يقوم علي تهدئة 60 يوما والمستند علي مقترح ويتكوف الاخير فيه مقدمات مهمة تقوم علي الدخول الي مفاوضات وعملية تبادل الاسري وادخل المساعدات وديناميكية انهاء الحرب بشكلكامل في اطار ما يوفره من هامش زمني محدود والذي تلقي موقفا ايجابيا حذرا من حماس ويتضمن الاتفاق في جوهره اليات مراقبة وادارة امنية دولية واقليمية للاوضاع .
وعن ابرز سيناريوهات مستقبل غزة بعد الهدنة قال الدكتور عكة هناك عدة سيناريوهات الاول فرض ادارة مؤقتة باشراف اقليمي ودولي قد تبعد حماس تدريجيا وتسوق لتهدئة قلبلة للتنمية مع مخاطر فصل غزة عن المشروع الوطني الاوسع
والسناريو الثاني فشل التفاهمات والمفاوضات علي اليوم التالي في اطار الخطة العربية المصرية وعودة التصعيد وتجديد اسرائيل للحرب في القطاع
والسيناريو الثالث توافق فلسطيني اقليمي دولي يتطلب توافقا داخليا فلسطينيا قويا وتنازلات اقليمية قد يفضي الي حل اكثر شمولية
لذا نعتبر ان غزة اليوم ليست ساحة معلركة بل ميدان لتحديات مصيرية وسط اقليم متغير لذا تتضلعف مسؤلية الفلسطينيين في حماية المشروع الوطني الفلسطيني من خلال وحدة الصف ورفض الحلول الجزئية التي قد تفرغ القضية من جوهرها .