النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

الرئيس الأمريكي يضع حلف الناتو في أزمة جديدة.. تهديد لأكبر تحالف عسكري

الرئيس الأمريكي
كريم عزيز -

ما أن وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سُدة الحُكم في البيت الأبيض، وقد لا يمر يوماً واحداً إلا ويتفاجئ العالم بقرار جديد أو تدخل مباشر من الرئيس في شأن داخلي لأي دولة، مثلما حدث في إيران، ولعل أحدث هذه الأمور اختلاف إدارته مع حلف الناتو الذي يُعتبر أكبر تحالف عسكري في التاريخ الحديث.

ثوب جديد للناتو

ذكرت تقارير إعلامية، أن حلف الناتو في ثوبه الجديد يتحرك على حافة النار، وبدأ خلع جلده القديم تحت وطأة التحولات الجيوسياسية، فلم يعد مجرد تحالف تلقيدي تقوده واشنطن بل كيان يتشكل من جديد في ظل واقع أوروبي أكثر جرأة، مؤكدة أن عودة «ترامب» أشعلت تسونامي من التغيرات في الحلف، إذ باتت الدول الأوروبية تدفع نحو إعلاء تعريف الدور والتمويل والقيادة.

وفق التقارير الإعلامية، اعتبر الرئيس الأمريكي «الناتو» بمثابة عبءً مالياً يجب تقاسمه بعدالة صارمة، ففرض على الحلفاء رفع الانفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي وهو رقم يصعب تحقيقه دون مراجعة جذرية لأولويات الموازنات الوطنية، فألمانيا التي طالما اُتهمت بالتقاعس أُعلنت التزام غير مسبوق بتخصيص أكثر من 220 مليار يورو سنوياً لتحديث جيشها فيما سارت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا لإطلاق برامج تسلح واستخبارات مستقلة تغطي الفجوات التي طالما سُدت عبر الاعتماد الأمريكي، لكن هذه القفزة الدفاعية لا تُخفي هشاشة العُمق الاستراتيجي لـ «الناتو» فموسكو لم تعد تهديدا بعيد المدى بل لاعبًا يتقدم بثبات نحو اختبار إرادة الغرب.

تحذيرات شديدة

حذرت تقارير استخباراتية من قدرة روسيا على شن هجوم مباشر في قلب أوروبا خلال فترة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات، والأخطر من ذلك أن إدارة «ترامب» تدرس سحب القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا وهو منصب أمركي منذ عام 1949 في خطوة تحمل رمزية عن انسحاب ناعم عن التزامات الحلف مقابل توفير مالي لا يتجاوز 270 مليون دولار.

التقارير ذكرت، أن المشهد يتأرجح بين 3 سيناريوهات، الأول «ناتو» بثوب أوروبي جديد يتشكل تدريحياً، والثاني تحالف يتفكك بفعل الانقاسمات الداخلية، والثالث بقاء هش يرضي الرئيس الأمريكي مؤقتاً دون معالجة الثغرات التقنية والسيادية.