النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

مفاجأة بشأن الضربة الأمريكية لإيران.. «رويترز» تكشف التفاصيل الكاملة

الرئيس الأمريكي
كريم عزيز -

كشفت وكالة رويترز مفاجأة بشأن الضربة الأمريكية لإيران، موضحة أن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحة أنها لا تريد الانتظار أسبوعين كما حدد «ترامب» وأنها تفضل التحرك العسكري ضد منشأة فوردو قبل انتهاء هذه المهلة، مؤكدة أن الاتصال الهاتفي بين مسؤولي إسرائيل وإدارة ترامب كان متوترًا، حيث عبّرت تل أبيب عن قلقها من إضاعة فرصة تدمير الموقع النووي الإيراني المحصن.

وفق الوكالة، اعتبرت إسرائيل تعتبر أن منشأة فوردو هي جوهرة التاج في البرنامج النووي الإيراني، وأن الوقت محدود للتحرك قبل أن تتعزز دفاعاته أو تتغير الظروف الميدانية، وأن الولايات المتحدة وحدها تمتلك القنابل الخارقة للتحصينات القادرة على تدمير منشأة بحجم وتحصين فوردو، ما يضع إسرائيل أمام مأزق عملياتي في حال قررت التصرف منفردة.

نقل قاذفات B-2 إلى جزيرة غوام

وذكرت الوكالة، أن نقل قاذفات B-2 إلى جزيرة غوام يعزز الاحتمال بأن الولايات المتحدة قد تشارك في أي هجوم محتمل ضد إيران، فيما عبّر نائب الرئيس جي دي فانس خلال الاتصال عن معارضته لانخراط الولايات المتحدة المباشر، محذرًا من أن إسرائيل قد تجر بلاده إلى حرب جديدة، وشارك وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في الاتصال، ما يعكس جدية النقاش داخل إدارة ترامب حول الخيارات العسكرية.

الخلاف داخل إدارة ترامب يعكس انقسام القاعدة الداعمة للرئيس بين من يرفض الحرب مثل فانس، ومن يدفع نحوها مثل السيناتور ليندسي جراهام، وبدا ترامب مترددا بين رغبته في تجنب الحروب الخارجية كما وعد ناخبيه، وتصاعد خطابه العدائي ضد إيران في الأيام الأخيرة، بحسب «رويترز».

إسرائيل تمتلك زخمًا عسكريًا

ونوهت الوكالة إلى أن إسرائيل ترى أنها تمتلك زخمًا عسكريًا حالياً وتشعر بأن أي تأخير سيكلفها كثيرًا من حيث الكلفة البشرية والسياسية للحرب، وأكدت المصادر الأمنية أن إسرائيل باتت أقرب إلى خيار تنفيذ ضربة عسكرية منفردة ضد فوردو، رغم معرفتها بالمخاطر العالية لذلك، وقد تلجأ إسرائيل لتدمير المعدات والمواد داخل المنشأة بدل محاولة تدمير الهيكل المحصن نفسه، لتقليل المخاطر وتعظيم الأثر.

أحد السيناريوهات الإسرائيلية المحتملة هو تنفيذ سلسلة من الضربات الجوية المتتالية لخرق التحصينات قبل تدخل وحدات خاصة لتدمير الموقع من الداخل، حسبما أفادت «رويترز»، موضحة أن قدرة إسرائيل على تنفيذ عملية ناجحة ضد فوردو دون دعم أميركي تبقى محل شك كبير، نظرًا لتحصين المنشأة العميق في قلب الجبال، وأن الحملة العسكرية قد تؤدي إلى نتائج عكسية عبر تعزيز عزيمة إيران على استكمال برنامجها النووي وشرعنة أي مساعٍ نووية مستقبلية.

ضرب مصالح الطاقة العالمية

أوضحت أن الانقسام الأميركي الداخلي بشأن التدخل يعكس مدى تآكل الإجماع السياسي حول سياسات الحرب في الشرق الأوسط بعد تجارب العراق وأفغانستان، كما تتزايد المخاوف من أن أي تدخل عسكري قد يؤدي إلى ردود إيرانية واسعة تشمل استهداف القواعد الأميركية والحلفاء وضرب مصالح الطاقة العالمية، لافته إلى أن غياب موقف موحد داخل إدارة ترامب يمنح إسرائيل هامش مناورة أكبر لكنها يزيد من خطورة أي قرار منفرد تتخذه.