النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

الضربة الأمريكية على إيران تكشف انقسامات واضحة في البيت الأبيض والأوساط المختلفة

الرئيس الأمريكي
كريم عزيز -

كشفت الضربة الأمريكية على إيران والتي استهدفت منشآت نووية عن انقسامات واضحة لدى قيادة البيت الأبيض، إذ ذكرت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة صارت تخوض الحرب لصالح إسرائيل لا لحماية مصالحها، وأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات على إيران فجّر انقسامات عميقة داخل قاعدته الشعبية، خصوصًا بين من يتمسكون بشعار «أمريكا أولاً» ومن يدعمون التحالف الوثيق مع إسرائيل.

وفق التقارير الإعلامية، اعتبر ستيف بانون، أحد أبرز مهندسي حملة «ترامب» الأولى، أن الأغلبية الساحقة من الأميركيين لا يريدون خوض حروب جديدة في الشرق الأوسط، معبرًا عن صدمة واسعة بين أنصار «ترامب»، حتى قبل تنفيذ الضربات، كانت احتمالات تدخل أميركي في الحرب قد فجّرت جدلًا في صفوف الموالين لـ «ترامب» بين الصقور والداعين للابتعاد عن الحروب الخارجية.

مهاجمة الاستخبارات الأميركية

وأوضحت التقارير الإعلامية، أن صقور الحزب الجمهوري مثل ليندسي غراهام والإعلامي مارك ليفين دعموا بشدة التدخل، فيما عارضه بشدة بانون وتاكر كارلسون وغيرهما من رموز التيار القومي المحافظ، واعتبر تاكر كارلسون المعلق السياسي، أن ضرب إيران لا مبرر له، وهاجم الاستخبارات الأميركية قائلًا: «إنه لا توجد أي معلومات موثوقة تشير إلى أن إيران قريبة من إنتاج قنبلة نووية».

منتقدو الضربة اعتبروا أن «ترامب» خان وعوده بإنهاء الحروب المستمرة وأوقع الولايات المتحدة في مغامرة عسكرية جديدة تتناقض مع عقيدته المعلنة «أمريكا أولاً»، وأشار المعارضون إلى أن الضربة تعرّض آلاف الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط لخطر الانتقام من إيران ووكلائها.

كما سادت مخاوف بين أنصار ترامب من أنه انجر إلى العملية العسكرية تحت ضغط بنيامين نتنياهو، بعدما كان يعول على المسار الدبلوماسي مع طهران، وقال «بانون» كبير الاستراتيجيين السابق للرئيس ترامب، إن إسرائيل أجبرت ترامب عمليا على التدخل بعد أن بدأت حربا مع إيران رغم معرفتها بعدم قدرتها على إنهاء المهمة دون الدعم الأميركي، حسبما ذكرت التقارير الإعلامية.

أمركيا تخوض الحرب لصالح إسرائيل لا لحماية مصالحها

طرح «بانون» تساؤلًا محوريًا: «لماذا تقوم الولايات المتحدة بتحمل العبء الأكبر في حرب اختارتها إسرائيل؟»، فيما قال تيودور فون، أحد مؤثري اليمين الأميركي، إن أنصار ترامب يشعرون بخيبة أمل كبيرة ويعتبرون أن الولايات المتحدة صارت تخوض الحرب لصالح إسرائيل لا لحماية مصالحها، ووصف ديف سميث، أحد رموز حركة MAGA، الضربات بأنها «حرب عدوانية غير قانونية» شُنت لصالح حكومة أجنبية ضد دولة لا تشكل تهديدًا للولايات المتحدة.

في المقابل، مدح بعض المؤثرين في اليمين ترامب، مثل تشارلي كيرك، واعتبروا أنه تحرك لصالح الإنسانية ودعوا إلى الالتفاف حول القائد الأعلى في أوقات الحروب، واكتفت مارجوري تايلور جرين، المعروفة بمعارضتها الحروب الخارجية، بدعوة عامة للصلاة من أجل السلام، ما يعكس حرج موقفها بعد الضربة، وبرر جاك بوسوبيك، المؤثر الإعلامي اليميني، القرار مؤكدًا أن ترامب لا يزال يعارض تغيير النظام في طهران وأن الهدف يقتصر على البرنامج النووي.

حجم الانقسام داخل معسكر ترامب

الضربة أكدت حجم الانقسام داخل معسكر ترامب بين من يرفض أي تدخل عسكري خارجي ومن يرى وجوب دعم إسرائيل في صراعها مع إيران، واعتبرتها التقارير الإعلامية بأنها تهدد بتآكل القاعدة الشعبية التي صعدت به إلى السلطة مجددًا بعد أن وعدها بإبعاد الولايات المتحدة عن الحروب المكلفة وغير الضرورية، إذ فتحت الباب أمام مخاوف من أن تتورط الولايات المتحدة في عمليات أوسع قد تصل إلى محاولة الإطاحة بالنظام الإيراني بدعم من إسرائيل.