النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

الصين تتحرك بشأن التصعيد الجاري بين إيران وإسرائيل.. هل تدعم أحدهما؟

التصعيد بين إسرائيل وإيران
كريم عزيز -

تحركات مُهمة تقوم بها الصين مؤخراً جراء التصعيد الجاري بين كل من إيران وإسرائيل والذي راح على إثره الكثير من القادة العسكريين الإيرانيين وأيضاً تهدم الكثير من المنازل والمستشفيات في إسرائيل، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول أي من الأطراف التي يُمكن أن تحظى بالدعم السياسي والعسكري من الصين هل إسرائيل أم إيران؟.

الباحث والمحلل السياسي الصيني، نادر رونج، قدم تحليلاً واضحاً في هذه المسألة كاشفاً عن موقف الصين من التصعيد، موضحاً أن الصين أبدت اعتراضها على هجوم إسرائيل على إيران، ووصفته بأنه انتهاك لأمن وسيادة إيران ووحدة أراضيها، كما أدانت الهجوم الإسرائيلي المكثف على المنشآت النووية.

جهود دبوماسية صينية مكثفة للتهدئة

وفق «نادر»، فإن الصين دعمت إيران وحثت إسرائيل على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإعادة الأمور إلى المسار التفاوضي والحوار وتجنب الحرب الشاملة في المنطقة، كما أنه هناك جهود دبوماسية صينية مكثفة للتهدئة، إذ جري اتصالاً هاتفياً بين وزير خارجية الصين ونظيره الإيراني والإسرائيلي والمصري من أجل توضيح موقف الصين وبلورة توافقات من أجل التهدئة، وأيضاً هناك اتصال بين رئيس الصين ونظيره الروسي حول التطورات في منطقة الشرق الأوسط.

قدّمت الصين اقتراحاً مُهماً ومبادرة للتهدئة، وفق الباحث والمحلل السياسي الصيني، موضحاً أنها تركز على أربعة نقاط مُهمة تتمثل في الدفع لوقف إطلاق النار وضمان حياة المدنيين واستئناف الحوار والتفاوض باعتبارهما المخرج النهائي لهذا الصراع وأيضاً بذل جهود مشتركة للتهدئة والضغط على إسرائيل والدول ذات التأثير عليها من أجل التهدئة.

وحول إدانة إسرائيل، ذكر نادر رونج، أن الصين تبذل أكثر الجهود من أجل التهدئة وتحث الولايات المتحدة الأمريكية على المساهمة في التهدئة وليس بالعكس فالتصعيد متواصل والحرب في المنطقة لا تتفق مع المسار المشترك مع المجتمع الدولي.

وجود دعم صيني لإيران

وحول الإجابة على إمكانية وجود دعم صيني لإيران، قال الباحث والمحلل السياسي الصيني، إنه بالفعل هناك دعم سياسي ودبوماسي وتعاون بين الصين وإيران في شتى المجالات ولكن الصين تتمسك بمبدأ عدم تقديم الأسلحة لأي طرف في النزاع وعدم التدخل العسكري في النزاعات والحروب الإقليمية والدولية، مؤكداً أن الصين تحاول إقناع الطرفين بالتهدئة وحتى الآن يبدو أن التصعيد مستمر وخاصة مع تصرفات إسرائيل.

ووصف نادر رونج، الأمور الآن بأنها في طريقها للخروج عن السيطرة، لافتاً إلى وجود اتصال هاتفي بين وزير خارجية الصين ونظيره الإسرائيلي، وأكد له أن إسرائيل تجاوزت وخالفت مبادئ وميثاق الأمم المتحدة، وأن اللجوء إلى استخدام القوة لا يحل المشكلة، والشعب الإسرائيلي لا يجب أن يعيش دائما في وضع غير مستقر استمر لأكثر منذ سبعين عاماً.

أما عن موقف الصين بشأن محاولات إسرائيل سقوط النظام الإيراني، قال الباحث والمحلل السياسي الصيني، إن الصين تعتبر هذا الأمر تدخلاً في الشئون الداخلية للدول الأخرى، وبمثابة انتهاك لسيادة إيران ومخالفة للقانون الدولي.