النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

لماذا غاب سلاح الجو الإيراني في الحرب على إسرائيل؟

إيران
كريم عزيز -

تساؤلات حادة طُرحت في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع حساسة في إيران، حول مدى كفاءة سلاح الجو الإيراني في صد مثل هذه الهجمات أو الرد عليها بفاعلية، على الرغم من أن إيران تمتلك أسطولاً جوياً يزيد عن 300 طائرة مقاتلة، إلا أن معظم هذا الأسطول يعود إلى عقود مضت ويعاني من تقادم خطير في التجهيزات والتكنولوجيا، مما يحد من قدرته على مجابهة طائرات حديثة.

القوة الجوية الإيرانية

وفق مجلة Military Watch Magazine تتكون القوة الجوية الإيرانية من خمسة عشر سرباً مقاتلاً، تعتمد في معظمها على طائرات أميركية من حقبة السبعينيات مثل الفانتوم F-4D/E والنمرF-5E/F، إلى جانب عدد محدود من المقاتلات الروسية ميغ-29 والسوخوي-24 ومقاتلات صينية J-7. كما يعتمد الحرس الثوري على سرب خاص من طائرات سو-22 المطورة، تُستخدم في مهام الإسناد الجوي القريب.

ذكرت المجلة، أنه رغم الجهود التي بذلتها إيران في التسعينيات لتحديث هذا الأسطول عبر صفقات مع روسيا، إلا أن الضغوط الأميركية حالت دون تنفيذ تلك الصفقات بشكل واسع، مما أبقى الأسطول الإيراني رهيناً لمقاتلات قديمة، إذ تقول: «المشكلة الأكبر تكمن في القدرات الإلكترونية والتسليحية لهذه المقاتلات. فمعظم الطائرات الإيرانية ما زالت تعمل برادارات ميكانيكية من الحقبة الفيتنامية، مما يجعلها عرضة للتشويش الإلكتروني بسهولة، خاصة أن أنظمة الميغ-29 والأف-14 معروفة تماماً لأعداء إيران بعد تفكيك حلف وارسو وسيطرة واشنطن على تقنياتها».

الحجم العددي للأسطول الإيراني

وبالنسبة للصواريخ، أكدت مجلة Military Watch Magazine، أن طائرات الميغ-29 الإيرانية تعتمد على صواريخ R-27 التي لم تعد فعالة في البيئات القتالية الحديثة، فيما تُعد صواريخ AIM-54 الخاصة بالأف-14 غير موثوقة وقديمة.

ورغم كل هذه التحديات، فإن الحجم العددي للأسطول الإيراني لا يزال يشكل عبئاً تكتيكياً على أي خصم. فمجرد وجود هذا العدد الكبير من الطائرات يتطلب من إسرائيل أو الولايات المتحدة ضرب عدة قواعد جوية في وقت واحد، وتخصيص عدد كبير من طائراتها لمهام الدفاع الجوي، مع اعتماد كثيف على خزانات الوقود الإضافية. ومع ذلك، فإن العقيدة العسكرية الإيرانية باتت تعتمد بصورة شبه كاملة على الدفاعات الجوية الأرضية، والصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة، بينما تراجع دور المقاتلات التقليدية إلى حدٍّ كبير.

تكاليف التشغيل

ونوهت إلى أنه لا تزال الطائرات الإيرانية تُستخدم بكفاءة في مهام الهجوم البحري، خاصة بفضل تزويد طائرات F-4D/E بصواريخ كروز صينية تم إنتاجها محلياً، مما زاد من فاعليتها في هذا المجال. وقد أُثيرت تكهنات كثيرة خلال السنوات الماضية بشأن نية إيران شراء مقاتلات حديثة لتجديد أسطولها، وهو ما سيغيّر ميزان القوى الإقليمي في حال تحققه، كما سيقلّص تكاليف التشغيل التي تتفاقم نتيجة تقادم الهياكل الجوية الموجودة حالياً.

بعد رفع حظر السلاح المفروض على إيران من قبل الأمم المتحدة في عام 2020، أصبحت طهران أكثر قدرة على عقد صفقات تسليحية جديدة، خاصة مع ازدياد اعتماد روسيا على الطائرات المسيرة الإيرانية منذ بداية حربها في أوكرانيا. وقد استفادت إيران من هذا الوضع لطلب شراء طائرات سو-35 الروسية، حيث أشارت تقارير مؤكدة إلى توقيع عقود رسمية في يناير 2025، بينما تُشير تسريبات أخرى إلى نية طهران شراء 64 طائرة من هذا الطراز.