هل ترد إيران على الهجوم الإسرائيلي في القريب العاجل؟.. تحليل شامل

قدّمت الدكتورة هدى رؤوف، رئيس وحدة الدراسات الإيرانية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تحليلاً مُعمقاً حول الأحداث المتسارعة التي شهدتها الساعات الأخيرة الماضية، بعد أن نفذت إسرائيل هجوماً ضخماً على إيران أسفر عن مقتل العديد من القيادات السياسية والتنظيمية في الداخل الإيراني، وأيضاً منشآت نووية، واصفة التوقيت بالـ «مهم للغاية»، كونه يأتي قبل الجولة السادسة من المحادثات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي، المقرر أن تنعقد يوم الأحد المقبل في عمان.
مسارات الرد الإيراني
وفق «هدى»، فإن إسرائيل بهجومها على إيران قضت على فرص الدبلوماسية التي كانت تسعى إيران والولايات المتحدة الأمريكية لإنتهاجها والتوصل إلى اتفاق بدلاً من الخيار العسكري، مُفسرة ذلك بتدمير عدد كبير من الأهداف في الداخل الإيراني الذي كان يصب في هذا الاتجاه، موضحة أن الخطوة القادمة هي انتظار الرد الإيراني على الهجوم العسكري الإسرائيلي وليس المحادثات، فالوفد الإيراني أعلن أنه لن يتوجه إلى عمان لاستكمال هذه المحادثات.
وعن الرد المتوقع، قالت هدى رؤوف، إنه هناك عدد من المسارات المُتعلقة بالرد الإيراني، متصورة أن الرد سيكون أقوى من المرات السابقة لأن ما حدث جاء في خِضم المحادثات بين إيران وواشنطن والتي كانت تسعى إيران من خلالها إلى رفع العقوبات خاصة أنه كانت هناك تطمينات من الجانب الأمريكي بأن المحادثات قائمة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن أنه بصدد التوصل لاتفاق مع إيران: «كلها أمور كانت توحي بوجود هدوء وأن الخيار العكسري لم يكن مرجحاً في هذا التوقيت»، مؤكدة: «هيكون فيه رد فعل عسكري ومختلف عن الردود في السابق».
هجوم إسرائيل على منشأة نووية
وضمن الردود أيضاً وفق «هدى»، أن تتقدم إيران بشكوى إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن خاصة أن إيران طلبت عقد جلسة طائرة بمجلس الأمن: «هناك قضية مُتمثلة في هجوم إسرائيل على منشأة نووية.. ووفق قرار صُدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يُحظر الهجوم على المنشآت النووية سواء القائمة أو التي يتم تشغليها أو قيد الإنشاء وذلك للحفاظ على أمن وسلامة وحماية المواد النووية وعدم حدوث تلوث لها»، فنظراً لاختراق إسرائيل هذا المسار ربما تسعى إيران لإنتهاج مسار آخر قانوني وسياسي في هذا الشأن.
وعن توقيت الرد، أكدت الدكتورة هدى رؤوف، أن إيران لن تتأخر هذه المرة خاصة وأن العملية الإسرائيلة أكثر استهدافاً في الداخل الإيراني فلم تستهدف فقط النووي الإيراني بل تفكيك البنية العسكرية الإيرانية والتنظيمية والقيادة للنظام الإيراني نفسه باغتيال القيادات العسكرية والأمنية والسياسية في إيران ومنهم رئيس لجنة المحادثات النووية التي شكلها المرشد الإيراني وهنا تُعلن إسرائيل موت وإنهاء المسار الدبلوماسي: «نحن أما تصعيد عسكري ستعاني منه المنطقة».
تحرك الميليشات العراقية في العراق
أما بالنسبة للقدرة الإيرانية على الرد، ذكرت الدكتورة هدى رؤوف، أن إيران لديها الكثير من الصواريخ التي طورتها الفترة الأخيرة، لكن إيران تتحسب لرد الفعل الأمريكي، فأمريكا ستقف بجانب إسرائيل ومنع أي هجوم مقابل من إيران تجاها واليوم دعا «ترامب» إيران للعودة مرة أخرى للمفاوضات حتى لا تخسر أكثر مما خسرته، لافته إلى أن الكثير من الأسئلة تدور في الوقت الحالي حول تحرك الميليشات العراقية في العراق أو عودة الحوثيين مرة أخرى لمهاجمة السفن في البحر الأحمر فربما تعمل إيران على هؤلاء الفواعل مرة أخرى، خاصة وأن العملية الإسرائيلية لم تنته بعد.
وحول الحديث عن مستقبل البرنامج النووي الإيراني، ذكرت رئيس وحدة الدراسات الإيرانية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن إيران دولة لديها أدوات ومشروع إقليمي تريد أن تمارس النفوذ من خلاله وساعدها في ذلك عدد من الأدوات في المنطقة بجانب تطوير القدرات الصاروخية، لكن بعد استهداف إسرائيل لأذرع إيران في المنطقة على مدار السنوات الماضية أصبح على إيران أن تتحرك وحدها في هذا التوقيت ولديها قناعة بأنه لابد من الحافظ على البرنامج النووي وربما تسارع في النشاط النووي وتطوير اليوارنيوم المخصب لأنه يؤدي إلى إعادة بناء قوة الردع الإيرانية، فربما تغير إيران عقديتها النووية ولن تكون سليمة بل تعمل على تطوير برنامج نووي عسكري وتتمسك بالبرنامج النووي لأنه يحميها: «هي باتت مدركة أن أي تنازل عن القدرات النووية يؤدي إلى هجوم عسكري أمريكي يؤدي إلى الإطاحة بالنظام الإيراني».