النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

قصة الخلافات بين رئيس أمريكا وماسك.. سرعان ما ذابت الاتفاقات

الرئيس الأمريكي
كريم عزيز -

لم تسر العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيلون ماسك، على وتيرة واحدة، إذ بدت في الأول قوية للغاية، وفي نهاية شهدت توتراً وصل إلى أقصى مراحله، فبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن انهيار العلاقة بين «ترامب وماسك» كان متوقعًا منذ فترة طويلة، حتى بعض المقربين من الرجلين اعتقدوا سرًا أن علاقتهما محكوم عليها بالانهيار لكن التصعيد السريع والمتتالي شكّل صدمة للبيت الأبيض الذي اعتاد على القرارات غير المتوقعة، وللرئيس الذي دافع عن «ماسك» في كثير من الأحيان بينما كان مساعدوه يشعرون بالإحباط.

شكاوى وزراء الحكومة بشأن ماسك

عندما تحدث مساعدوه عن ماسك بسخرية في مرحلته الأخيرة في البيت الأبيض، كان «ترامب» إيجابيًا بشكل عام تجاهه، حتى في جلساته الخاصة لكن اختلف الاثنان حول الموظفين والرسوم الجمركية، إذ قال مساعدو الرئيس إن «ترامب»: «استمع إلى شكاوى وزراء الحكومة بشأن ماسك، وأبدى انزعاجه منه أحيانًا، لكنه كان لطيفًا معه بشكل عام خلف الكواليس»، وعلى الرغم من أن «ماسك» اختلف مع كبار مساعدي «ترامب»، إلا أنه كان قد خفف من حدة التوترات إلى حد كبير بحلول وقت رحيله.

لكن إحباط ماسك تجاوز التشريع، بعد أن صرّح لمساعديه بأنه غاضب من قرار ترامب سحب ترشيح جاريد إيزاكمان، حليف ماسك، لرئاسة ناسا، وخلال اجتماع في قاعة طعام المكتب البيضاوي يوم الجمعة قبل توديع ماسك، سلّم مساعد ترامب، سيرجيو جور، ترامب ملفًا بناءً على طلب الرئيس يتعلق بتبرعات إيزاكمان للديمقراطيين، بينما دافع ماسك عن صديقه وحاول التقليل من أهمية التبرعات.

سيارة «تسلا» الحمراء اللامعة

لكن حتى نهاية يوم الخميس، كانت سيارة «تسلا» الحمراء اللامعة، التي اشتراها ترامب خلال جلسة تصوير مع ماسك، لا تزال في موقفها، على بُعد أمتار قليلة من المكتب البيضاوي، حيث لم يقرر بعد مصير السيارة، وقبل ستة أيام فقط، كتم كبار مساعدي ترامب غضبهم من إيلون ماسك، وخططوا لحفل وداعٍ وديّ له في المكتب البيضاوي. وأطلعوا الرئيس على مزاعم تعاطي ماسك للمخدرات، ليكون ترامب مستعدًا للدفاع عن صديقه الملياردير إذا أثار الصحفيون هذه القضية في حفل وداعه.

وحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، قلّل ترامب من شأن أي خلافات مع ماسك في اجتماع مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، رغم أن الملياردير قضى الأيام القليلة الماضية ينتقد أجندة الرئيس التشريعية، وخلال عطلة نهاية الأسبوع في البلاد، وبعد أن أقال ترامب حليف ماسك من منصبه كرئيس لوكالة ناسا، أوضح الرئيس لمساعديه أنه لا يخطط لمواجهة رفيعة المستوى مع مستشاره السابق، لكن، اختفت تلك النية الحسنة مساء الخميس.

متلازمة اضطراب ترامب

بعد مرور ثلاثة عشر دقيقة على بدء اجتماع في المكتب البيضاوي مع المستشار الألماني فريدريش ميرز، أعرب ترامب عن إحباطه تجاه ماسك، إيذانا ببدء يوم عاصف تحول فيه أقوى رجلين في البلاد من أصدقاء إلى أعداء، وبحلول ليلة الخميس، كان ترامب قد لعب علنًا بفكرة قطع العقود الحكومية عن شركات ماسك، وقال إن الملياردير «أصيب بالجنون»، وألمح إلى أنه يعاني من «متلازمة اضطراب ترامب».

ردًا على ذلك، طرح ماسك فكرة تأسيس حزب سياسي جديد، واقترح عزل ترامب، وجادل بأن رسوم ترامب الجمركية ستؤدي إلى ركود اقتصادي. كما زعم أن اسم ترامب يظهر في وثائق صادرة عن تحقيق فيدرالي بشأن جيفري إبستين، المُدان بالاتجار بالبشر، مُلمّحًا إلى أن ترامب مرتبط بشكل ما بسلوكه الإجرامي، وقبيل الظهر، جلس ترامب في المكتب البيضاوي مع ميرز، وتبادلا أطراف الحديث حول مواضيع متوقعة مثل التجارة، وحلف الناتو، والحرب في أوكرانيا. بعدها، استغرق الأمر حوالي 13 دقيقة ليتحدث الرئيس عن راعيه الملياردير، معربًا عن استيائه من انتقاد ماسك لأجندته التشريعية باعتبارها باهظة التكلفة.