النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

لماذا غيرت أوروبا نظرتها لإسرائيل رغم قوة اللوبي اليهودي؟

رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي
كريم عزيز -

«أوروبا تقول لإسرائيل لسنا جمعية خيرية ولن نستمر في دعم المزاجيات».. بهذه العبارة، بدأ إبراهيم كابان الكاتب والباحث السياسي، تحليل التغذر الجذري الذي حدث في العلاقة بين أوروبا وإسرائيل، وهو ما ظهر جلياً في اتخاذ الاتحاد الأوروبي خطوات جادة تجاه إسرائيل بوقف اتفاقيات التجارة الحرة، ومطالبة أكثر من 800 قانوني في بريطانيا بضرورة فرض عقوبات على إسرائيل.

القضاء على حركة حماس

وفق «كابان»، تابعت أوروبا بدقة الحرب العبثية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والهدف المُعلن منها وهو القضاء على حركة حماس، إلا أنها لاحظت دفع المدنيين الثمن في الحرب، لذا تساءلت: «لماذا تستمر إسرائيل في الحرب والنتائج تظهر في ضحايا مدنيين».

ذلك السؤال، انطلقت منه الحكومة الألمانية الجديدة والمجتمع الأوروبي، وأكدت على ضرورة وقف المأساة الإنسانية التي تحدث في قطاع غزة، فالقضايا الدولية لا تُحل بهذا المسار والحرب بهذا الشكل لا يمكن أن تستمر في المستقبل، لذا فلابد أن تنصاع إسرائيل إلى نوع من الضغوطات، حسب تأكيد «كابان»، موضحاً أنه هناك توافي أمريكي أوروبي في أن رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستمر في الحرب لغايات سياسية داخلية، وليست أهداف استراتيجية خارجية.

ضرب الشرعية الدولية

يرى إبراهيم كابان، أن غالبية الأوروبيين يتفقون على دعم الإنسانية، لكن القسوة التي وصلت إليها الحرب حالياً تؤكد وجود تبلور للموقف في الأروقة الأوروبية، فالتقارير والاستراتيجيات الأوروبية تعتمد على أن إسرائيل تجاوزت مسألة القضاء على حركة حماس، وأن إعطاء إسرائيل المساحة الكافية للاستمرار في سياساتها بمثابة ضرب الشرعية الدولية وتُصبح أوروبا غير مؤثرة على السياسات الدولية.

علل الباحث كل ذلك، بأن استمرار إسرائيل في السياسة الحالية بقطاع غزة، أمر يُخسر المجتمع الدلي قيمته وفعالياته، لافتاً إلى أن حجم العلاقات الأوروبية الإسرائيلية كبير ومتنوع على المستوى الاقتصادي والثقافي والدفاعي فهي علاقات عميقة جداً واللوبي الإسرائيلي موجود في أوروبا ومؤثر جداً على القرارات الاقتصادية التي تنطلق منها القرارات السياسية ولكن المزاج العام الغربي في ألمانيا والدول الأوروبية طرأ عليه تغيراً واضحاً.

وعن تبعيات ذلك، أكد الباحث السياسي، أن إسرائيل إذا استمرت بهذه المنهجية في قطاع غزة فهي تُخسر أوروبا علاقتها مع المجتمع الشرق أوسطي وتخفف من قيمتها ولهذا تحاول ألمانيا وأوروبا خلق توازن بين إسرائيل وطبيعة الدعم الإنساني في غزة.