النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

الداخل الإسرائيلي يرفض سياسة رئيس الوزراء.. استطلاع رأي يوضح دلالات مهمة

نتنياهو
كريم عزيز -

تركزت قناعة تامة في ذهن أغلبية الإسرائيليين بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا يهتم سوى بالبقاء في السلطة، أكثر من الفوز في الحرب على غزة، أو استعادة المحتجزين في القطاع، حسبما كشف استطلاع رأي حديث، وفي الاستطلاع الذي نُشرت نتائجه يوم الجمعة الماضية على القناة 12 الإسرائيلية، سُئِل المشاركون عن هدف نتنياهو الرئيسي من استمرار حرب غزة، وأجاب 55% أن هدفه هو البقاء في السلطة، بينما قال 36% إن الهدف إعادة الرهائن، وذكر 9% أنهم غير متأكدين.

وعندما وُضِع هدف ربح الحرب بدلًا من إعادة الرهائن، ظلت الإجابات على حالها تقريبًا، ولدى سؤال المشاركين عن سبب فشل التوصل لصفقة رهائن أخرى حتى الآن، أرجع 53% ذلك لأسباب سياسية، بينما أجاب 38% بأسباب مشروعة، وقال 9% إنهم غير متأكدين، وعند سؤالهم عمّا إذا كان رئيس الوزراء نجح بشكل عام في إقناعهم في مؤتمره الصحفي هذا الأسبوع، قال 62% من المشاركين إنه لم ينجح، بينما أجاب 34% بأنه نجح، وقال 4% إنهم غير متأكدين.

ضغوط سياسية

وتتماشى هذه النتائج مع تحليلات تشير إلى أن نتنياهو يتعرض لضغوط سياسية من وزراء اليمين، الذين يهددون بالانسحاب من الحكومة إذا أبرم صفقة لوقف حرب غزة، ما سيعني فعليًا انهيار حكومته، وأشار الاستطلاع أيضًا إلى أن نصف المشاركين يعتقدون أن هناك احتمالًا بأن تلغي حكومة اليمين المتطرف الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل بدعوى حالة الطوارئ الوطنية، مقابل 35% لا يعتقدون أن ذلك يمكن أن يحدث.

جاء السؤال حول الانتخابات بعد أن سُئِل نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي الأربعاء الماضي، عن سبب عدم استقالته بسبب الإخفاقات المحيطة بالهجوم الذي نفذته الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر 2023، أو الدعوة إلى انتخابات للحصول على تفويض متجدد من الجمهور، وقال نتنياهو ردًا على ذلك: «أُحاسَب من قبل الجمهور يوميًا.. كل أسبوع، هناك احتمال لسحب الثقة.. وبمجرد إقرار سحب الثقة، يكون الجمهور اتخذ قراره بالفعل.. وهذا سيحدث أيضًا في الانتخابات، عندما يحين وقتها».

وتسائل نتنياهو: «هل تريدون انتخابات الآن؟ هل تريدونني أن أسرد ما نواجهه الآن؟ هل هذا ما نحتاجه لجنة تحقيق الآن بينما يتجول جميع جنودنا وقادتنا متنكرين بزي المحامين بدلًا من التسلح بقذائف المدفعية وذخائر الدبابات؟»، وأضاف: «الآن، في خضم الحرب، ليس الوقت المناسب».

تأجيل الانتخابات

ونفى نتنياهو، سعيه لتأجيل الانتخابات، وقال في بيانٍ مصور: «آمل أن تُجرى الانتخابات في موعدها المحدد، وسأبذل قصارى جهدي لضمان عدم إجرائها قبل ذلك، لكن أقول لكم شيئًا واحدًا: لن تجرى بعد الموعد المحدد»، مضيفاً: «ستُجرى الانتخابات في موعدها المحدد، وليس لاحقًا.. هذا هراء».

ويرفض نتنياهو الدعوات المتزايدة في الداخل الإسرائيلي والمجتمع الدولي، للموافقة على اتفاق مع حماس ينهي الحرب على غزة بشكل دائم، وإعادة جميع المحتجزين المتبقيين في القطاع. وبدلًا من ذلك، يستسلم رئيس الوزراء الإسرائيلي لرغبة وزراء اليمين المتطرف في حكومته بتوسيع العدوان على غزة، وإعادة احتلال القطاع والاستيطان فيه.

وقف إطلاق النار

وهدد الوزيران المتطرفان إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، مرارًا وتكرارًا، بالانسحاب من الحكومة حال الموافقة على وقف الحرب على غزة واستعادة المحتجزين، كما كشف تحقيق استقصائي أن نتنياهو كان يسرِّب وثائق مزورة ينسبها لحماس، لإظهار أنها ترفض إبرام صفقات تبادل أسرى ومحتجزين، وذكر برنامج «بانوراما» الألماني، أنه حصل على الوثيقة الكاملة شديدة السرية التي نشرتها صحيفة «بيلد» الألمانية في سبتمبر الماضي، مشيرًا إلى أن النشر حرَّف الملف بشكل خطير.

بينما قدّمت «بيلد» الوثيقة كدليل على عدم رغبة حماس في التوصل إلى اتفاق جدي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، وكشف التحقيق الذي أعده التلفزيون الألماني العام، أن الوثيقة الكاملة تُظهر استعداد حماس للمرونة في الترتيبات وسعيها إلى هدنة لمدة 84 يومًا مع مسار لإنهاء الحرب، وبيّن التحقيق أن نتنياهو كان يتعمد إفشال إتمام أي صفقات تبادل مع حماس، وأنه يُظهر عوائل المحتجزين بأنهم يتبنون موقف الحركة ضده.