النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

إنقسامات داخلية في إسرائيل بسبب كاتس.. وزير دفاع كارثي يهدد دولة نتنياهو من الداخل

بيني كانتس وبنيامين نتنياهو
محمد هلوان -

منذ بداية أحداث 7 أكتوبر وانتشار إستهداف جيش الأحتلال الإسرائيلي مدنين، نساء وشيوخ وأطفال، ومازالت تحاول الحكومة الإسرائيلية تجاهل مثل تلك الأحداث، بس وتحاول شيطنة الأطفال الفلسطينين في قطاع غزة بكافة الطرق.

من حيث إستهداف المستشفيات والمجمعات السكنية والمدارس بزعم وجود ملاجيء ومستودعات أسلحة لحماس، وهو الأمر الذي تم تكذيبه مراراً وتكراراً من خلال تفنيد تلك الإدعاءات الواهية والمضحكة في بعض الاحيان!كفاحي - هتلرتلك الاحداث في قطاع غزة والتي تخطت ال 14 شهراً وتم إستشهاد عشرات الالوف واضعاف هذا العدد من المصابيين الغزاويين، فضلاً عن مصرع العديد من جنود الاحتلال وألياته كانت سبب رئيسي في حركات عالمية إنسانية تجاه الكيان، الأمر الذي انتبه له جانب في الداخل الإسرائيلي من حيث صورة إسرائيل في العالم، حيث تم وصف صورة هي حقيقية في حقيقة الامر، كونها دولة أحتلال تحاول ارتكاب إبادة جماعية وتمريرها بحكم علاقتها بالعديد من الدول القوية والمؤثرة في العالم، منها امريكا واوروبا وبعض الدول.

المزيد من الضغط من خلال المؤسسات الخيرية والإنسانية ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وتصدير صورة لما يحدث من إستهداف للصحفيين الذين ينقلون الصورة، وتداول العديد من الصور والفيديوهات التي توثق مذابح وإبادة لعائلات وقبائل في قطاع غزة أخذت منحى أخر..

محكمة العدل الدولية

تلك الاحداث كان لابد من الأهتمام بها من الداخل الإسرائيلي وبخاصة من الحزب الديمقراطي الذي له وجود في الكينيست الإسرائيلي، الذي يحاول بقدر الإمكان تلافي وضع إسرائيل في قائمة أكثر دولة منبوذة في العالم، وبخاصة بعد وجود نشطاء يوثقون جرائم جنود الاحتلال بالصوت والصورة وتتبعهم في الدول الأوروبية لمحاولة مقاضاتهم بتهمة جرائم الحرب، الامر الذي لم يسلم منه الساسة الإسرائيليين وبخاصة منذ ايام في حادة أغتيال موظفان بسفارة إسرائيل بالولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن العاصمة.

واشنطن

حيث صرح يائير غولان زعيم حزب الديمقراطيين أن بلاده تقتل الأطفال كهواية! وهو الامر الذي أثار عاصفة بداخل دولة الاحتلال، من حيث كونه يعتبر أعتراف من الداخل على إرتكاب إسرائيل جرائم حرب وإبادة، وقد قُوبل هذا التصريح بالعديد من التصريحات من الحكومة الإسرائيلية اهمها:

نتنياهو: لقد وصل غولان إلى الحضيض عبر مقارنته بين إسرائيل والنازيين، عبر ترديده إفتراءات ضد الجنود الإسرائيليين"، وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر: "تصريحات غولان ضد إسرائيل وجيشها لن تغتفر وستكون وقوداً للا سامية"، وزير الامن الإسرائيلي إيتمار بن غفير: "غولان تبنى رسائل حماس الارهابية وهوايته الوحيدة هي نشر إفتراءات دموية ضد إسرائيل"، اما بيني غانتس زعيم حزب معسكر الدولة فقال: "أدعو غولان للتراجع والاعتذار للجيش عن تصريحاته المتطرفة والكاذبة"

وفي خضم الهجوم على غولان بسبب تصريحاته والتي تتوافق تماماً مع ما اقرته محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية والعديد من المنظمات الانسانية والحقوقية تدخل وزير الدفاع في جيش الاحتلال لمعاقبة غولان على تصريحاته.

حيث نشر عبر حسابة الرسمي بمنصة اكس بيان قال فيه:

"في ضوء سلوك يائير جولان عندما نسج افتراءً دموياً ضد جنود جيش الدفاع الإسرائيلي من خلال الاتهام المتهور والكاذب بأنهم "يقتلون الأطفال الفلسطينيين كهواية" - قررت إصدار تعليمات لجيش الدفاع الإسرائيلي بعدم استدعاء يائير جولان للخدمة الاحتياطية بعد الآن ومنعه من ارتداء زي جيش الدفاع الإسرائيلي ودخول قواعد جيش الدفاع الإسرائيلي.

إن كلمات جولان القاسية سوف تخدم أعداء إسرائيل في مواصلة اضطهاد جنود جيش الدفاع الإسرائيلي في جميع أنحاء العالم والتوجه إلى المحاكم والهيئات الدولية لاعتقالهم وحرمانهم من حريتهم، وليس من الممكن بالنسبة لي، بصفتي وزير الدفاع المسؤول عن سلامة جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، أن أضعهم على جدول الأعمال.

وبالإضافة إلى ذلك، قررت دعم التشريع الذي يجري الترويج له حالياً في الكنيست والذي من شأنه أن يسمح لوزير الدفاع بسحب الرتب من ضباط الاحتياط من خلال إجراء منظم بسبب هذا النوع من التعبير والسلوك.

لا مكان لأمثال جولان في الحياة العامة، وأتوقع من جميع ممثلي الرأي العام من اليمين واليسار أن ينددوا به ويرفضوا سلوكه."

وزير الدفاع الإسرائيلي - كاتس

كان هذا إجمالاً رصد لاهم تعقيبات مسئولي جيش الاحتلال على غولان، في محاولة إثنائه عن تصريحاته بل ومحاولة تقييد وضعه بالداخل الإسرائيلي، ولكن مع هذا لم يمر الامر مرور الكرام، فقد لاقت تصريحاته اهتمام في الداخل الإسرائيلي، حيث هاجم العديد من الإسرائيليين واليهود المقيمين بأوروبا وامريكا ودول العالم تصريحات كاتس، بحجة انها تؤدي للأنقسام.

بيني كانتس

الترجمة: "مبدئيًا، يُفترض أن تهتم بتعزيز جيش الدفاع الإسرائيلي، لا تقليصه. أنت تفهم ذلك، أليس كذلك؟"

وإن كانت بعض الأراء ترى ان ما اقره وزير الدفاع الإسرائيلي هو الصواب، الا ان كانت تلك التصريحات تتعدى مفهوم الاختلاف حتى وصلت لمحاولة التضييق وكبت حرية التعبير عن الرأي في الداخل الأسرائيلي

غولان

الترجمة: " تهانينا للوزير كاتس على قراره الشجاع والحازم. يُعدّ التشريع المقترح خطوةً أساسية. يجب أن نؤكد مرارًا وتكرارًا أن كل من يُسيء إلى جنود جيش الدفاع الإسرائيلي من داخل منازلهم سيدفع الثمن. لا مكان لمثل هؤلاء في الحياة العامة، وبالتأكيد ليس في محيط المؤسسة الأمنية."

ومع ذلك استمرت التدوينات الهجومية على كاتس من حيث هجومه على غولان لما له من دور مهم في الداخل الإسرائيلي، وان ما يقوم به كاتس هو غير قانوني ولا أخلاقي تماماً.

غولان

الترجمة: "المرارة! أنا لست من مؤيدي يائير جولان، ولكن في أي عالم تنكر حقوق شخص عمل وساهم في بناء الدولة لسنوات عديدة هكذا فقط، دون محاكمة، دون ارتكاب جريمة، دون توجيه إنذار له، دون إدانة في المحكمة، أعني، هكذا فقط، لأنك تشعر بذلك. من أنت على أية حال؟ أنتم حكومة عار، حكومة انعدام القانون، حكومة الدماء، وسوف تدفعون ثمن ذلك جميعًا."

لم يغفل اليهود الاوروبين عن ما ألقاه كاتس في الداخل الإسرائيلي، حتى وصل صداه إليهم، في وصف بان ما حدث في السابع من اكتوبر هو نتيجة طبيعية لما تقوم به حكومة نتنياهو، من أداء فاشل على كافة المستويات، ومحاولة من وزير الدفاع لألقاء المسئولية على عاتق الاخرين لتلقي اللوم.

جيش الأحتلال

الترجمة: أنت وحكومتك الفاشلة مسؤولون عن الارتفاع الحاد في معاداة السامية الذي تزايد في جميع أنحاء العالم منذ مذبحة السابع من أكتوبر. إن المجزرة التي تعتبرها وسائل إعلام حماس أداة لنتنياهو انفجرت في وجهك. أنتم والحكومة الفاشلة والفاسدة تبحثون عن إلقاء اللوم على الآخرين وعدم تحمل مسؤولية ما حدث. سنذكركم كل يوم بأخلاقكم المنحرفة وعدم تحمل المسؤولية.

احدى الحسابات نوهم إلى ان ما تقوم به إسرائيل سيجعلها منبوذة داخلياً وخارجياً، فبدلاً من الأستماع للأصوات الداخلية يتم إقصائهم، مشيدين بدور غولان فيما عمله في فترة حيازته منصب بداخل إسرائيل

بيني كاتس

بي ام: فعلت ماذا؟؟ لقد تلقى التعليمات من بيبي وسارة ووقف مثل جرو مدرب. بدون أن يرمش، بدون أن يسأل، بدون ذرة من الشجاعة، فعلها بكل بساطة. هاجم يائير جولان، المحارب الحقيقي، باسم الانتقام البائس لأسياده. كاتس ليس مجرد دمية بل انه قزم غبي. رجل لديه عقل كاتب ونزاهة تاجر الجثث. إنه حقير، وسخيف، وشخص حقير ليس مكانه في الكنيست بل في سلة المهملات. ساعتك تدق، يا إسرائيل. الجمهور لا ينسى لن تكون هناك في الجولة القادمة. لن تكون في الحكومة لن تكون على الملاحظات. سوف تشعر بالوحدة، وتعاني من العار، ومنبوذة مثل المصاب بالجذام السياسي. الى القبر!

تخطى الامر من مجرد تدوينات هجومية لصور كاركتورية لوصف المهزلة في الداخل الإسرائيلي:

نتنياهو

فقط في حكومة الدمار - أحمق كامل مثل يسرائيل كاتس هو وزير الدفاع

والنهاية لم تكتب بعد حول الشقاق الحادث في الداخل الإسرائيلي، الذي يحاول نتنياهو من خلال حكومته تلافيه بقدر الإمكان حتى لا تزداد المسائلة بعد تركه رئاسة الوزراء، فأطالة امد الحرب تجاه المدنيين ضرورة تقتضيه مصلحة نتنياهو، في محاولة لأحراز اي نصر على الأرض بأحتلال أراض جديدة، وايضاً تقوية لهيبة دولة الأحتلال في القطر العربي والاسلامي، وهو الامر الذي ان كان يبدوا سيستمر لبعض الوقت، الا انه سيكتب في صفحات التاريخ بوصف إسرائيل دولة إحتلال وإجرام وإرهاب وإبادة جماعية مصيرها إلى النبذ أولاً ثم بعد ذلك إلى الزوال عن قريب.