صفقات سلاح واستثمارات ضخمة.. أبعاد مهمة في زيارة ترامب الأولى للشرق الأوسط

قدّمت مجلة « فورين أفيرز» تحليلاً مُهماً بشأن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، موضحاً أنه لم يتضح بعد ما الذي يأمل في تحقيقه الرئيس الأمريكي، فربما يسعى إلى تأمين صفقات أسلحة واستثمارات في الولايات المتحدة، قد يأمل في إثراء نفسه شخصياً من خلال الاستثمارات الخليجية في ممتلكات ترامب وصناديق الاستثمار والعملات المشفرة، لكن الكثيرين يأملون - والبعض الآخر قلق - أن يكون لديه طموحات أكبر.
على وجه الخصوص، يبدو من الممكن أن تكون رحلة الرئيس الأمريكي في الغالب حول إيران، البلد الذي تجري إدارته معه مفاوضات تتعلق ببرنامجها النووي، إذ يُمكن لرحلته أن تمهد الطريق للحرب مع إيران بنفس السهولة التي يمكن أن تمهد لتوقيع اتفاق نووي، وفق تحليل «أفيرز»، تبدو سياسات ترامب في الشرق الأوسط مشابهة لسياسات بايدن الرئيس الأمريكي السابق، وهو أمر مثير للدهشة بالنظر إلى مدى تحرك الإدارة الجديدة بشكل جذري لتحويل الحكومة الفيدرالية وتغيير التحالفات الأمريكية الأساسية، سياسات ترامب تجاه غزة واليمن التي مزقتها الحرب، على سبيل المثال، هي في الأساس نسخ أكثر وحشية وأقل تقييدا من تلك التي اتبعها بايدن.
منع حدوث انقسام
أكدت المجلة، أن قرار زيارة القوى الخليجية الثلاث الرائدة وليس المملكة العربية السعودية فقط يهدف إلى منع حدوث انقسام، لافته إلى أنه في عام 2017، زار ترامب المملكة العربية السعودية، وبعد عودته، نشر رسالة على تويتر لدعم عزل قطر، مما أعطى الضوء الأخضر للمملكة العربية السعودية، إلى جانب البحرين والإمارات العربية المتحدة، لبدء حصار قطر كعقاب على دعمها للجماعات الإسلامية، أدى هذا الحصار إلى انقسام مجلس التعاون الخليجي وغذى الحرب بالوكالة والمنافسة السياسية في جميع أنحاء المنطقة، كما تدخلت في جهود إدارة ترامب لممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران من خلال عقوبات صارمة لأنها أجبرت قطر على أن تصبح أكثر اعتمادا على إيران في التجارة والوصول إلى العالم.
ركزت الفترة التي سبقت زيارة ترامب ، وهي أول رحلة خارجية في فترة ولايته الثانية ، إلى حد كبير على الاقتصاد، ويأمل ترامب في توقيع صفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار مع السعودية وتشجيع الاستثمارات الخليجية في الاقتصاد الأمريكي، حيث أكدت المجلة، أن السعوديين على الأقل، حريصون على أن ينظر إليهم كشركاء اقتصاديين بعد انتخاب ترامب، طرح محمد بن سلمان استثمارا سعوديا بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة. في الواقع، سيكون أي التزام سعودي في الغالب للاستعراض، لأن المملكة تكافح مع انخفاض أسعار النفط والمطالب الاقتصادية المحلية، ونادرا ما تفي بمثل هذه الوعود.
أسعار النفط منخفضة
قد يستغل ترامب الرحلة أيضا لمحاولة إقناع دول الخليج بإبقاء أسعار النفط منخفضة. خلال سنوات بايدن، أثبتت المملكة العربية السعودية عدم اهتمامها باستخدام سياساتها النفطية لمساعدة الولايات المتحدة. في الواقع، أثارت الرياض، إلى جانب بقية دول أوبك، غضب البيت الأبيض بخفض الإنتاج، مما أبقى أسعار البنزين مرتفعة، على حساب بايدن السياسي، وزادت عائدات النفط الروسية بينما كانت الولايات المتحدة تفرض عقوبات على موسكو بسبب غزو أوكرانيا. لكن انخفاض أسعار النفط يشكل خطورة على الرياض التي تحتاج إليها فوق مستوى معين للحفاظ على ميزانيتها وخططها التنموية الطموحة.