النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

فيديو| ترتدي الصليب وتصنع فوانيس وعرائس بكار وبوجي وطمطم..قبطية بالبحيرة تحارب سن المعاش بفن الإيمجرومي

خلود عبد المطلب -


ترتدي في عنقها الصليب ويديها تغزل نسيج المحبة والسلام، تستقبل شهر رمضان المبارك بصنع الفوانيس وعرائس بكار وبوجي وطمطم يدويًا بفن الإيمجرومي، جسدت صورة الوحدة الوطنية وأن رمضان شهر عرس ديني ومقدس للمصريين أقباط ومسلمين.


تجلس منى السبكي، على أريكتها مرتدية نظارة وفي يديها إبرة الكروشية وخيوط بألوان وأنواع مختلفة، ترسم وتصمم في خيالها الفوانيس والعرائس وألعاب الشخصيات الكرتونية والمجسمات ثم تنفذها حتى تصبح جاهزة للعرض.

"حاربت سن المعاش بالإبرة والخيط" هكذا بدأت تروى فنانة الإيمجرومي منى السبكي في منتصف الستين من عمرها قصتها لعدسة "النهار"، قائلة: كنت أعمل موظفة بالتأمينات وبعد المعاش، قررت بأن أطور من نفسي ولا أترك ين المعاش والفراغ يدمرني نفسياً، فبدأت أن ألعب بإبرة الكروشية على الرغم أنني لم أحب الحياكة يومًا ولا أملك موهبة في الرسم، ولكنني عزمت الأمر فبدأت أصمم أشكال واتفاجأ بها كمجسم لعبة للأطفال، ولم أعلم أن هذا النوع من الفن يسمى إيمجرومي.


وتابعت فنانة الإيمجرومي: بدأت أتعلم من خلال قنوات اليوتيوب وأقرأ كثيراً عن هذا الفن، ومن هنا بدأت الانطلاقه وصممت كثير من الألعاب والعرائس وغيرها، في البداية اكتب عدد الغرز وتفاصيل اللعبة في أجندة قبل التنفيذ، لأن هذا النوع من الفن صعب جدا وأي خطأ في عدد الغرز يغير مسار وشكل المجسم ولذلك يحتاج إلى تركيز كامل.


وأضافت السبكي: في كل عام مع اقتراب شهر رمضان المبارك ابدأ في تنفيذ الفوانيس وعرائس ودمى بكار وبوجي وطمطم، فمنذ طفولتي وأنا أعشق هذه الأجواء وتربينا عليها على الرغم من أننا أسرة قبطية ولكننا في مصر بيننا المحبة وشعب واحد، ورمضان موسم خير أبيع فيه العرائس فهناك عملاء من اخواتنا المسلمين يطلبون مني تنفيذها.


وأكملت منى: هذه العرائس أمنة على الصغار فكلها من الخيوط وتعتبر كمخدات أيضاً على عكس الألعاب الأخرى، كما أنها سهلة التنظيف لأنها من الخيوط، فهناك عرائس يتطلب تنفيذها أسبوعاً أما الفوانيس تأخذ ساعة فقط للتنفيذ، هذه المهنة اليدوية جعلتني أشعر بقيمة الحياة في سن المعاش وعلمتني الصبر، وهذا ما أقوله لأحفادي عن قيمة العمل وعدم اليأس.