”ملفات على طاولة التضامن”.. هل تتعامل الوزيرة الجديد بمشرط جراح؟

ملفات عديدة مطروحة على طاولة وزارة التضامن الاجتماعي، وحقيبة مليئة بالمهام التى تتطلب جهدًا غير عاديًا من أجل انجازها، ومشروع جراح يتعامل معها بحرافية شديدة، وزيرة التضامن الاجتماعي الجديدة الدكتورة "مايا مرسي"، أشارت إلى استراتيجيتها للتعامل خلال الفترة المقبلة، حيث أشارت إلى سعيها للتنسيق والتعاون مع كافة الوزارات ومؤسسات الدولة من أجل التكامل والشراكة في تقديم خدمات ذات جودة للمواطنين، وهو ما يصب فى نهاية المطاف فى صالح الملفات المفتوحة وانجازها.
ترسم الدكتورة مايا مرسي خطة مستقبلية مبنية على الإصلاح والتحسين في قطاع التضامن الاجتماعي، حيث يتطلب الأمر تعاوناً وثيقاً بين الحكومة والمجتمع المدني لتحقيق أهداف العدالة والتنمية المستدامة.. وتسلط جريدة "النهار" الضوء على أبرز الملفات المفتوحة والمطروحة على طاولة وزارة "التضامن الاجتماعي"، خلال المرحلة المقبلة.
برامج الحماية الاجتماعية (الدعم)
يعد ملف الحماية الاجتماعية واحد من أهم الملفات على طاولة وزارة التضامن الاجتماعي، خاصة فى ظل ظروف اقتصادية استثنائية يعيشها العالم، وتتطلب جهدًا كبيرًا من أجل انجازها، وضمان وصول الدعم لمستحقيه، الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أكدت إن ملف الحماية الاجتماعية سيظل على رأس أولويات عمل الوزارة خلال الفترة المقبلة، من خلال العمل على تطوير برنامج الدعم النقدي المشروط "تكافل وكرامة"، والتوسع في مشروعات وبرامج الوزارة المختلفة التي تهدف إلى توفير فرص عمل وإتاحة تمويلات مختلفة لشرائح متنوعة من محدودي الدخل، بالإضافة إلى تقديم الدعم لذوي الإعاقة، وكبار السن، والأيتام، والمرأة المعيلة.
بيئة آمنة وحياة آدمية
ملف دور الأيتام هو من الملفات الحساسة والهامة في إطار ملفات وزارة التضامن الاجتماعي، ويتعين على وزيرة التضامن الاجتماعي الجديدة التركيز على عدة جوانب أساسية لتحسين أوضاع الأيتام وضمان حياة كريمة لهم، فضلا عن الارتقاء بالأسر الأولى بالرعاية، وضمان توفير بيئة آمنة ومستقرة للأيتام في أسر بديلة أو فى دور أيتام صالح لاستقبالهم، يتلقون من خلالها الرعاية الكاملة والدعم النفسي والاجتماعي اللازم، إلى جانب ضمان توفير الرعاية الصحية لهم، بما في ذلك الفحوصات الروتينية والعلاج الطبي المناسب، وتوفير الحماية القانونية وتطبيق المعايير الدولية، والتأكد من أن حقوق الأيتام محمية، وتطبيق الإجراءات اللازمة لمكافحة أي أشكال من أشكال الاستغلال أو التهميش.
دور رعاية المسنين
ملف دور المسنين هو موضوع يتطلب اهتماماً خاصًا مع تزايد نسبة السكان المسنين في العديد من البلدان، ويتعين على الحكومات والمجتمعات توفير الدعم والرعاية اللازمين لهؤلاء الأفراد، وضمان حصول المسن على خدمات الرعاية الصحية اللازمة، بما في ذلك الفحوصات الروتينية، والعلاجات المتخصصة، والرعاية المستمرة للأمراض المزمنة، والدعم الاجتماعي والنفسي، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمسنين، لمساعدتهم على التكيف مع التغيرات في الحياة وتعزيز رفاهيتهم النفسية، وتوفير السكن المناسب، مع خيارات سكنية متعددة، بما يتضمن السكن المعيشي المساعد، والمؤسسات الخاصة برعاية المسنين.
عمالة الأطفال واستغلالهم
ملف عمالة الأطفال يتناول موضوع حساس يتعلق بالأطفال الذين يعملون في ظروف غير ملائمة، وتحت ضغوط اقتصادية، ويعتبر من أكبر التحديات الاجتماعية التى تواجهها وزارة التضامن الاجتماعي، يشمل هذا الملف البحث والتوثيق والجهود الدولية والوطنية للقضاء على عمالة الأطفال، وحماية حقوق الطفل، ولابد من التركيز على عدة جوانب بما في ذلك التشريعات والبرامج والمشاريع التي تهدف إلى إنهاء هذه الظاهرة.
كما يتطلب الملف استمرار رفض إنخراط الأطفال في سوق العمل مبكراً وتشغيلهم في أعمال خطرة، وترسيخ ثقافة احترام العمل لديهم وإشراكهم في عمليات الانتاج البسيطة أثناء مراحل التعليم، والعمل على مواجهة الظواهر المرتبطة بتاك الظاهرة ومن بينها الفقر والتسرب من التعليم والتفكك الأسري والزيادة السكانية، من خلال الاصلاح الاقتصادي وإعادة توزيع الدعم، والحماية الاجتماعية، وتكافؤ الفرص التعليمية، والتركيز على سياسات الاستثمار في البشر وبناء الإنسان.
استحداث برامج جديدة
يقول خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، أن نجاح وزارة التضامن الاجتماعي، متوقف على قدرة الوزيرة على تحقيق انجازات ملموسة على أرض الواقع، خاصة في ملف دعم الفئات الاولى بالرعاية، وتحقيق المزيد من برامج الحماية الاجتماعية من خلال مظلة تشمل الجميع، دون النظر إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعاني منها العالم، لأن هذا هو دور الوزيرة، ونجاحها يكون فى الظروف الصعبة وليست الطبيعية.
أما عن أهم الملفات يقول "الشافعي" فى تصريحات لجريدة "النهار المصرية" أهم الملفات التى يجب أن توليها وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة "مايا مرسي" اهتمامها، هي دراسة المشاكل التي تدخل فى صميم عمل الوزارة، دراسة متأنية، وتضع يدها على تلك المشاكل وتحدد حجمها، فإذا كانت ترغب فى النجاح فعليها أن تحدد المشاكل بدقة، وتضع منهج لعلاجها، ويكون ذلك المنهج متماشي مع الواقع وإمكانيات الوزارة وقدراتها، وإذا نجحت فى تجاوز تلك التحديات ووصلت بالوزارة لبر الامان هنا يجب أن نرفع لها القبعة.
وتابع "الشافعي"، التحديات التى تواجه الوزارة تتمثل فى توفير المزيد من برامج الحماية الاجتماعية، سواء باستحداث برامج جديدة، أو زيادة قيمة المبالغ المدفوعة للبرامج لتغطي أكبر عدد ممكن من المستحقين، وتحقق النفع العام للأسر ودخل ثابت، كما توفر المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتدعم المرأة المعيلة والمطلقة، والهدف الأسمى من وراء ذلك هو تقليل نسب الفقر.