جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات عربي ودولي

خاص… طبيب أوبئة لـ ”النهار”: ”التعامل مع الجثث غير المدفونة أحد التحديات التي تواجه قطاع غزة وتزيد من خطر انتشار الأوبئة

الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة مصر الدولية
روچينا فتح الله -

تراكمت الجثث فى كل مكان، فى المستشفيات دفنوا وفى المدارس وبين المربعات السكنية، وفى المنازل والبيوت، هكذا ودع أهالي قطاع غزة ذويهم الذين راحوا ضحية العدوان الإسرائيلي، ولكن مع ارتفاع عدد الضحايا وغياب المستلزمات والأدوات الطبية اللازمة للتعامل مع هذا الكم الهائل من البشر الذين راحوا ضحية العدوان، بات هناك خطرًا أكبرة يهدد سكان القطاع، وينذر بكارثة وشيكة.

يقول الدكتور إسلام عنان، إن قطاع غزة يمر بأزمة إنسانية حادة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، وسط نقص الأدوات والمستلزمات الطبية، وهو ما ينذر بكارثة على رأسها تفشي الأمراض والأوبئة.

وتابع "عنان" أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة مصر الدولية، فى تصريحات خاصة لجريدة "النهار المصرية"، أن القطاع يعاني من نقص حاد فى كافة المستلزمات الطبية ومن بينها الجراحية وأدوات التعقيم، واللقاحات لمنع تفشى الأمراض مثل شلل الأطفال والجدرى المائى.

وأضاف، غياب أدوية ومستلزمات الحروق، ومحاليل معالجة الجفاف وأدوية الدوسنتاريا والإسهال للأطفال الناتج عن نقص الغذاء والمياه النظيفة، قد يؤدي إلى مخاطر أكبر وانتشار سريع للأمراض والاوبئة.

متابعًا، الأوضاع الحالية فى قطاع غزة تشير إلى مخاطر مرتفعة لتفشى أمراض الكوليرا والحصبة وشلل الأطفال، ومع انهيار المنظومة الصحية بالقطاع، وندرة المياه النظيفة قد يؤدي ذلك لانتشار أمراض كثيرة، فضلا عن أن التعامل مع الجثث غير المدفونة أحد التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع، ما يزيد من خطر انتشار الأوبئة.

وأوضح عنان، أن من أبرز الأمراض والأوبئة المحتملة انتشارها نتيجة تلوث المياه، هى التي تنتشر عبر المياه الملوثة ببكتيريا الكوليرا، ويمكن أن تسبب إسهال شديد وجفاف، وأمراض التهاب الكبد الوبائي التي يمكن أن ينتشر عبر الدم وسوائل الجسم، خاصة في حالة عدم القدرة على التخلص الآمن من الجثث، فضلًا عن التيفوئيد والحمى الشوكية، وشلل الأطفال والجديري المائي بسبب نقص اللقاحات، وأمراض سوء التغذية والكلى.

وفى ختام تصريحاته طالب "عنان"، بضرورة استمرار دخول المساعدات الطبية، مع ضرورة وجود وسائل تنقية المياه للتخلص من البكتيريا والجراثيم، وتوفير أدوات التعقيم والنظافة، بالإضافة والتأكد من أخذ جميع التطعيمات اللازمة للوقاية من الأمراض.