الأربعاء 24 أبريل 2024 03:36 مـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
محافظ الدقهلية يلتقي مع ممثلي شركة الخدمات البيئية الحديثة سمكة ”الشمس” النادرة تظهر في مياه البحر الأحمر طلاب جامعة الدلتا التكنولوجية يواصلون الزيارات الميدانية العلمية للكيانات والهيئات المختلفة عاجل وخاص لـ”النهار”.. الزمالك: نفاوض خالد بوطيب لجدولة المستحقات بيراميدز يتصدر ترتيب الدوري المصري الممتاز قبل مباريات اليوم وزير الشباب يهنئ الأهلي بلقب أفريقيا للطائرة والتأهل إلى مونديال الأندية رئيس الشعبة العامة للمستلزمات الطبية بغرفة القاهرة: رفع الحد الأدنى للأجور بالقطاع الخاص يضاعف الأعباء على المجتمع الصناعي والتجارى نائب رئيس جامعة مدينة السادات يشارك في لقاء ”قادة الابتكار المصريين” بالقاهرة رئيس جامعة الزقازيق يُهنئ فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة الاحتفال بالذكري الـ ٤٢ لأعياد تحرير سيناء بسبب خلافات الجيره.. عامل يتخلص من جاره طعنا بسلاح أبيض بالخصوص *«غزة رمز العزة».. قرية أبو بدوي بكفر الشيخ تُرسل 3 شاحنات مساعدات للأشقاء الفلسطينيين* محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يطلقان شارة بدء فعاليات سباق الطريق

تقارير ومتابعات

حكاية 21 عالم من عائلة شرشر في مسجد السادة الأربعين بسرس الليان بالمنوفية

اليوزباشي محمد أنور السادات على منبر مسجد السادة الأربعين عام 1953
اليوزباشي محمد أنور السادات على منبر مسجد السادة الأربعين عام 1953

لماذا ألقى اليوزباشي محمد أنور السادات خطبة الجمعة في مارس 1953 على منبر المسجد في وجود علماء الأزهر الشريف من عائلة شرشر؟

روحانيات هذا المسجد مختلفة عن أى مسجد آخر فى المدينة، فبمجرد دخولك له تجد حلقات من الذاكرين الحامدين يرددون آيات الذكر الحكيم، بين الصلوات، إنه مسجد السادة الأربعين أكبر وأعرق وأقدم مساجد سرس الليان بمحافظة المنوفية والذى يمتد عمره حسب رواية إمامه إلى 600 عام وكان أول مكان وضع للصلاة فى قرية سرس الليان قبل تحويلها إلى مدينة.

قام الحفيد النائب أسامة شرشر بتجديد المسجد والأضرحة عام 2022

وآخر شيخ تم التصريح بدفن جثمانه في المقام هو الشيخ حسين سالم شرشر، أحد علماء الأزهر الشريف منذ أكثر من 40 عامًا، وخاله شقيق المرحوم صبري باشا أبو علم وزير العدل الأسبق في حكومة الوفد.

الشيخ على عيد، أحد مشايخ مسجد الأربعين، أكد أن أصل تسمية المسجد بهذا الاسم نسبه إلى 40 شهيدا كانوا مكلفين بحماية القرية، واستشهدوا دفاعًا عن البلدة، ودفنوا وبنى المسجد بجوارهم وأطلق عليه السادة الأربعين تكريمًا وتشريفا لهم.

وتابع الشيخ على عيد أن هذا المسجد هو أول نقطه للصلاة وضعت فى سرس الليان كما تم ذكر هذا فى أمهات الكتب، التى تحدثت عن مدينة سرس الليان، واشتهر المسجد بحلقات العلم والقرآن وتعليم أحكامه وتفسيره وضم العديد من مشايخ الأزهر الشريف، وقام بهذا الدور الجليل علماء آل شرشر وهم من الأشراف، واشتهر فى الإفتاء رحمة الله عليه الشيخ محمد شرشر والذى كان يفتى على مذهب الإمام الشافعى، وخاطبه السلطان العثمانى فى هذا التوقيت ليتولى أمر الإفتاء مقابل 3 جنيهات من الذهب ولكنه رفض وقال لا يؤخذ على الفتوى أجر، وتم دفنه بمسجد الأربعين فى الضريحين الموجودين.

أضرحة علماء آل شرشر بمسجد السادة الأربعين

واستطرد الشيخ على عيد فى الحديث ذاكرًا أحد العلماء الأجلاء الذين تولوا أمر العلم والدين فى مسجد الأربعين وهو الشيخ حسن شرشر السرسى، والذى له مؤلفات فى العلم، مشيرا إلى أنه رأى بنفسه كتابه «فتح الرحمن فى فضائل ليلة النصف من شعبان»، ومن العلماء الذين نشروا العلم على رواد الأربعين الشيخ سالم شرشر وهو من علماء الأزهر الشريف والذى روى عنه كرامات كثيرة وتم دفنه بالمسجد، وكذلك الشيخ عبد العزيز شرشر والذى كان يعمل مفتشًا عاما فى الأزهر الشريف، وكان يعقد جلسات ينتظرها الجميع فى المسجد.

ومن ناحية الخطابة والإمامة اشتهرت عائلة عيد أبًا عن جد بتولى تلك المهام على مدار عشرات السنوات، قبل انضام المسجد رسميا فى أوائل الثمانينيات إلى وزارة الأوقاف، وأيضًا عائلة نصار لها باع كبير فى مسجد السادة الأربعين فى تجديدات وتبرع بأراض من أملاكهم لتوسعة كما ذكر على باشا مبارك، فى كتابه الخطط التوفيقية، وتحدث عن أن أحمد نصار الكبير هو من تولى نظارة المسجد والتبرع بأراض لتوسعته، كما أكد الشيخ محمد عيد على أن عائلة نصار تولت شأن الأذان والمياه داخل المسجد.

من جانبه قال الشيخ عمرو أبو غزالة، إمام المسجد، فى حديثه لـ«النهار» أنه ووالده وجده أئمة لهذا المسجد العريق والذى شهد زيارة لرئيس أنور السادات عندما كان عضوًا لمجلس قيادة الثورة وخطب الجمعة على المصلين عام 1953م، بدعوة من اليوزباشى محمد حسين شرشر أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة فى ذلك الوقت، والذى كان رئيسًا لقطاع غزة ومعه أعضاء مجلس قيادة الثورة، فى حضور علماء الأزهر من عائلة شرشر الشيخ حسين سالم شرشر، والشيخ عبد العزيز شرشر عميد المعهد الأزهرى، والشيخ على شرشر.

وتابع الشيخ عمرو أبو غزالة أن المسجد كان المفضل عند أشهر محافظى المنوفية وهو المستشار عدلى حسين عندما أتى للصلاة فى زيارة للمدينة وبعدما أنهى صلاته أبدى إعجابه واندهاشه من الروحانيات فى هذا المكان، طالبًا من رواده تلبية أى مطلب خاص بالمسجد والذين أكدوا حاجته لتجديد الشبكة الكهربائية وبالفعل تم تجديدها فى أسرع وقت، وظل مسجد الأربعين مقصدًا لمحافظ المنوفية المستشار عدلى حسين طوال تواجده على رأس المنصب، حتى يوم إبلاغه بانتهاء عمله فى المنوفية وتوليه المنصب فى القليوبية حضر لأداء صلاة العشاء.

وعاود الشيخ عمرو أبو غزالة، إمام مسجد السادة الأربعين، الحديث، مشيرا إلى أن الضريحين الموجودين داخل المسجد موجود بهما جثامين 21 عالمًا من علماء آل شرشر الذين أثروا العلم والدين، وتتلمذ على أيديهم الآلاف من طلاب العلم على مدار عشرات السنين، وكان المسجد تحت أنظار الإخوان المسلمين وحاولوا قديما وحديثا الهيمنة عليه ولكن بفضل الله ثم رواده لم يستطع الإخوان التحكم فى المسجد الجامع الأكبر بمدينة سرس الليان.