النهار
الخميس 31 يوليو 2025 01:01 مـ 5 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
نحو تعليم دولي أكثر انفتاحًا.. جامعة حلوان في قلب منتدى «AURAF» الإقليمي “الصحة” تنظم ورشة عمل لتعزيز التواصل أثناء المخاطر والمشاركة المجتمعية الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدّمت 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية مجانية الشريف بدشنا للسنة التاسعة.. حركة تنقلات ضباط المباحث 2025 بمديرية أمن قنا البحيرة: رصف طريق الكليات بالبستان بتكلفة 3 ملايين جنيه طب الزقازيق تنظم مؤتمرها السنوي ”قيادة التغيير: الذكاء الاصطناعي وآفاق الطب المستقبلية” الشعبة العامة للاقتصاد الرقمي و”إيتيدا” تطلقان دورة تدريبية حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالورود.. استعدادات أخيرة لتشييع جثمان لطفي لبيب الفيوم تُنهي استعداداتها لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 جولة ميدانية لإدارة السلامة والصحة المهنية على مستشفى الحميات ومكتب الصحة بالغردقة رئيس جامعة المنوفية يعتمد نتيجة تراكمي الفرقة الرابعة كلية الآداب ”معلومات الوزراء” يوضح أبرز الفرص المتاحة لمصر في مجال ”صناعة البطاريات”

تقارير ومتابعات

مفكر عربي : وائل غنيم ونجيب ساويرس من الثورة المضادة

نجيب ساويرس
نجيب ساويرس
تحت عنوان الربيع العربي وفصول أميركية أخرى كتب جوزيف مسعد أستاذ السياسة وتاريخ الفكر العربي الحديث في جامعة كولومبيا في نيويورك في موقع الجزيرة الإنكليزية والأخبار اللبنانية، عن اختطاف الولايات المتحدة للانتفاضات الشعبية العربية بداية من تسويق الاسم وتحريف المضمون إلى مطالب باقتصاد ليبرالي.يشير مسعد إلى التسمية وهي الربيع والتي تخصصها الولايات المتحدة للسيطرة على أهداف أي انتفاضة. ويقول: لم تكن تسمية الحكومات ووسائل الإعلام الغربية للانتفاضات العربية الربيع العربي (يقال إنّ أول من صاغ التعبير كانت مجلة فورين بوليسي الأميركية) مجرد خيار عشوائي أو فصلي، وإنما استراتيجية أميركية للسيطرة على أهداف هذه الانتفاضات ومراميها.فقد سبق أن شهدت المنطقة انتفاضات عدّة في العقود القليلة الماضية في العالم العربي، وفي مقدمها الانتفاضة المصرية في كانون الثاني/ يناير 1977 ضد سياسات السادات التقشفية وما واكبها من رفع أسعار، والتي أطلق عليها السادات تسمية انتفاضة اللصوص وسمّاها الغرب أعمال شغب الخبز. كذلك الانتفاضة السودانية ضد الديكتاتور جعفر النميري المدعوم من الولايات المتحدة في 1985، والانتفاضتان الفلسطينيتان في 1987 ــ 1993 وفي 2000 ــ 2004 ضد الاحتلال الإسرائيلي (اللتان أدخلتا كلمة انتفاضة إلى لغات العالم). ومع ذلك فلم تستحق أي من هذه الانتفاضات لقب الربيع، باستثناء سابقة عربية واحدة وهي ما سمي ربيع دمشق.كما يبرز دور الإعلام الغربي في توجيه الاهتمام على شخصيات معينة ويقول : في حين حاولت وسائل الإعلام الأميركية والغربية أن تبرز المهنيين والمديرين والعناصر التي تدعم الاقتصاد النيوليبرالي من الطبقة الوسطى العليا والطبقات الغنية (بمن فيهم الملياردير نجيب ساويرس والمدير التنفيذي لشركة غوغل وائل غنيم في حالة مصر)، فقد تم إيلاء القليل من الاهتمام للإضرابات الكبيرة، والتباطؤ بالعمل، والتوقف عن العمل، والمسيرات، والتظاهرات، والمواجهات مع الشرطة وجنود الجيش من قبل العمال والمعلمين والفلاحين والعاطلين من العمل والفقراء في كل من البلدان الخمسة، انضم بعض الأغنياء وأبناء الطبقة الوسطى العليا ممن شاركوا في الانتفاضة إلى المجلس العسكري الحاكم بعد سقوط مبارك لدعوة العمال والفقراء إلى وقف جميع الإجراءات والإضرابات ووقف التظاهرات الضخمة التي تؤدي إلى تعطيل الاقتصاد (أطلق ساويرس على نحو بارز ومستمر دعوات عامة لهذا الغرض ورفض الانضمام إلى التظاهرات في ميدان التحرير)، ولم يدعموا طلب الفقراء الرئيسي بتحديد حد أدنى للأجور، ويعارضون بشدة الطلب الأخير لطبقة رجال الأعمال المصرية التي دعمت مبارك (الإسلاميين والعلمانيين منها) والتي تظاهر بعضها بتأييد الثورة بعد إطاحته. أما في تونس، فقد عمدت الأجهزة الأمنية للنظام الجديد المنتخب الى قمع تظاهرات الفقراء المطالبة بالعدالة الاجتماعية بعنف. .ويشير إلى الاختلاف بين ربيع أوروبي وآخر عربي بالقول: على خلاف ربيع براغ، فإنّ الشعوب العربية انتفضت احتجاجاً على النيوليبرالية التي زادت من إفقار الطبقات الفقيرة والمتوسطة وبددت الشبكة الاجتماعية التي حمت بعضها في العقود السابقة، وعلى الرقابة والسيطرة على وسائل الإعلام، وعلى التحالفات مع إسرائيل، من قبل الأنظمة، التي لا تحظى بشعبية، وعلى رعاية الولايات المتحدة لهذه الأنظمة القمعية وتدريبها لأجهزتها الأمنية في معظم الدول العربية، وعلى انعدام التضامن الرسمي مع النضال الفلسطيني، فضلاً عن غياب أي مساءلة ديموقراطية للأنظمة وانعدام التمثيل الديموقراطي للشعب. وقد رأت الشعوب العربية، علاوة على ذلك، أنّ انتفاضاتها قد أعادت عرى التواصل القومي في ما بينها وأنهت الانعزالية الوطنية الخاصة بكل بلد والتي مأسسها الطغاة لفصل العرب بعضهم عن بعض في نضالهم من أجل الديموقراطية.ويوضح بالقول: النموذج النيوليبرالي ذاته الذي أصر عليه الغرب وقبل به المؤتمر الوطني الأفريقي للحفاظ على الفصل العنصري الاقتصادي في جنوب أفريقيا كشرط للسماح بإنهاء الفصل العنصري السياسي في 1994. وليس أدل على ذلك من عمليات القتل الأخيرة التي طالت 44 من عمال المناجم السود في جنوب أفريقيا وإصابة عشرات آخرين على يد الشرطة الجنوب أفريقية في الأسبوع الماضي، وهي أحدث مظاهر هذه الصفقة. وبالتالي، فإن ما يجري الآن هو معركة الفصول؛ فبينما يضغط الأميركيون لإحلال ربيع أميركي في العالم العربي والذي سيعيشه معظم العرب كصيف جاف ومقفر ترعاه الولايات المتحدة، فإن الشعوب العربية تعمل على تحويل الانتفاضات الأخيرة إلى فصل شتاء بارد على أميركا.