النهار
الخميس 4 ديسمبر 2025 01:25 صـ 12 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في أمسية بأربيل قادة دول مجلس التعاون الخليجي يشيدون بأعمال «مسام» في اليمن مجلس التعاون الخليجي يجدد التأكيد على مغربية الصحراء ويرحب بقرار مجلس الأمن 2797 «عبداللطيف»: اتخذنا سلسلة من الإجراءات الهادفة لدمج الطلاب ذوي الإعاقة مع أقرانهم في المدارس مات أثناء عمله.. مصرع عامل صعقًا بالكهرباء خلال توصيل أسلاك ضغط عالي في قنا وفد صيني رفيع يلتقي بنائب محافظ الجيزة ومنظومة OMC الاقتصادية لبحث فرص الاستثمار هل خسرت إيران موقعها في شبكات الربط يآسيا الوسطى؟.. تحليل مهم قصة سرقة شحنة ذخيرة كانت في طريقها للجيش الألماني.. أثارت غضبا واسعا صحيفة «يديعوت أحرنوت» تكشف تفاصيل مهمة بشأن قصة معبر رفح ومصر واسرائيل بعد الإستئناف... إعدام عامل والمؤبد لشقيقة لقتلهم شخص وشروعهم بقتل آخر بالخصوص رئيس جامعة المنوفية وأمين عام ”الأعلى للجامعات” يطلقان فعاليات المؤتمر الثالث لخدمة المجتمع تحت شعار ”ابتكار مستدام” محافظ الدقهلية يُقدم واجب العزاء لأسر ضحايا حريق سوق الخواجات

فن

جميلات الفن على خط النار..نادية لطفى جندى محارب وماجدة كادت تموت على الجبهة

دائماً يكون للفن دور كبير فى الأحداث الوطنية الهامة التى يمر بها الوطن، ويحرص نجوم الفن دائماً على أن يشاركوا فى هذه الأحداث الوطنية ليس فقط بالأعمال الفنية ولكن تتجاوز هذه المشاركة حدود الفن وقد تصل إلى حد التضحية بالنفس والوقوف على خط النار فى الأوقات الحاسمة فى حياة الوطن ومنها أوقات الحروب والأزمات.

ولا تقتصر هذه المشاركة على النجوم الرجال ولكن كان للفنانات وجميلات الفن أدواراً هامة فى أوقات الحروب والأزمات التى مرت بمصر ومنها حرب أكتوبر المجيدة، حيث وصلت هذه المشاركة إلى حد تضحية بعضهن بأغلى ما يملكن من الروح ومن فلذات الأكباد فى سبيل الوطن.

وكانت شقراء السينما الجميلة نادية لطفى تحمل كثيرا من صفات الجندى المحارب، الذى لا يعرف الاستسلام، ربما منحها تاريخها الوطنى ووقوفها إلى جوار الجنود على الجبهة فى حرب الاستنزاف وخلال حرب أكتوبر المزيد من القوة والقدرة على المقاومة والنظر إلى الفن على أنه نوع من الجهاد والكفاح فى مواجهة التردى والقبح.

وكانت الفنانة الجميلة الرقيقة تنظم زيارات خلال حرب الاستنزاف جمعت فيها الفنانين والأدباء ومنهم فطين عبدالوهاب وفؤاد المهندس وجورج سيدهم، ونجيب محفوظ ويوسف السباعى ويوسف إدريس، و جمعت شهادات الأبطال المصابين فى حرب أكتوبر خلال فيلم «جيوش الشمس» مع المخرج شادى عبدالسلام، وهو فيلم تسجيلى يحتوى على مشاهد حقيقية من أحداث حرب أكتوبر 1973، وسجلت خلاله النجمة المناضلة شهادات الجنود المصابين والجرحى عن الحرب داخل مستشفى قصر العينى.

كما كانت الفنانة الكبيرة نادية لطفى ضمن فريق المتطوعات فى أعمال التمريض بمستشفى المعادى العسكرى خلال حرب أكتوبر 73، حتى إنها شاركت فى أعمال التنظيف، ومسح أرضية المستشفى التى كانت تمرض الجرحى بها.

واعتادت نادية لطفى أن تهزم الخوف عندما اخترقت الحصار الإسرائيلى لبيروت عام 1982، وقالت وقتها: «مستعدة أدخل فى حيطان ونار مش بس حصار».

وبسبب مواقفها، قال عنها الشاعر الفلسطينى عز الدين المناصرة: كانت نادية لطفى امرأة شجاعة، عندما زارتنا خلال حصار بيروت عام 1982، وبقيت طيلة الحصار حتى خرجت معنا فى سفينة شمس المتوسط اليونانية إلى ميناء طرطوس السورى.

ولخصت نادية لطفى نظرتها للسينما والفن فى حوار لـ«اليوم السابع» قائلة: «الفن لا يقل تأثيرا وفعالية عن الجيش، فكما يوجد قوات مسلحة حربية، يعتبر الفن قوات مسلحة إنسانية واجتماعية».

أما الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى فضحت بأموالها وكادت تفقد حياتها عندما أرادت أن تنتج فيلما من أهم الأفلام التى تحدثت عن حرب أكتوبر وهو فيلم العمر لحظة الذى أنتجته وقامت ببطولته وتم تصوير العديد من مشاهده على الجبهة وفى المناطق الخطرة بسيناء.

وكان تصوير أحداث هذا الفيلم شاقاً وتعرض نجومه للخطر، بل أن إنتاج مثل هذه النوعية من الأفلام الوطنية كان مجازفة لا يجرؤ على تحملها سوى منتج صاحب قضية وهدف لا يلهث وراء الربح بل يكون على استعداد لتحمل الخسارة فى سبيل انتاج هذه النوعية من الأفلام التى تعيش للأجيال ولا تحقق أرباحاً مادية.

وكان فيلم "العمر لحظة" من هذه النوعية التى أصبحت أحد أيقونات الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر والتى يعرضها التلفزيون مع كل مناسبة وطنية.

وحول كواليس إنتاج وتصوير فيلم العمر لحظة تحدثت الفنانة غادة نافع ابنة الفنانة الكبيرة ماجدة فى تصريحات خاصة لليوم السابع قائلة : «ماما كانت بتاخدنى معاها فى كل مكان وأنا طفلة، واصطحبتنى أثناء تصوير فيلم العمرلحظة فى سيناء لمدة شهربعد حرب أكتوبر"

وتابعت: «كان التصوير شاقاً فى الصحراء والحر والمناطق الخطرة والأمم المتحدة وقتها كانت قد تركت المنطقة، وساعد الجيش الثالث أسرة الفيلم الذى كان من أوائل الأفلام عن حرب أكتوبر»

تحكى ابنة الفنانة ماجدة عن أصعب المواقف التى تعرضت لها والدتها :"خلال تصوير أغنية بحرالبقر التى لحنها الموسيقار بليغ حمدى تعثرت قدم أمى وكانت ستقع فى النار، وكادت تفقد حياتها ، فصرخت وجريت نحوها واحتضنتها وظللت أبكى»

وأوضحت الابنة: «ماما لما اختارت تنتج أفلام دينية ووطنية كانت بتقترض من البنوك وهى عارفة إن هذه النوعية من الأفلام بتخسرومابتجيبش إيرادات، لكنها عملتها علشان بلدها وعلشان تظهر بطولات الجنود وتضحياتهم، وكانت بتتعرض للإفلاس وتراكم الديون لكنها كانت مثابرة وصاحبة قضية».

كما شاركت الكثيرات من نجمات الفن فى الحرب وفى تخفيف جراح الجنود والمرضى وتطوعن فى الهلال الأحمر ومنهن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فاتن حمامة التى كان لها دور قوي أثناء فترة الحرب، ولم يكن هذا الدور يقتصر على تقديم الأعمال الفنية ، ولكنها تعاونت مع أعضاء جمعية الهلال الأحمر وعملت كممرضة وكانت تزور أبطال الحرب في أكثر من مستشفى، وكان لهذه الزيارات دور كبير في التخفيف عن الجنود الأبطال.