السبت 4 مايو 2024 02:07 مـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

إسبانيا وفرنسا واليونان تطالب بتحرك على مستوى الاتحاد الأوروبي لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة

دعت إسبانيا وفرنسا واليونان أمس الإثنين إلى تحرك جماعي على مستوى الاتحاد الأوروبي لمواجهة الارتفاع السريع لأسعار الطاقة، مشددة على ضرورة جعل المواطنين مستعدين للانتقال من الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.

وقالت وزيرة المالية الإسبانية "هذه ليست مشكلة يمكن التعامل معها على المستوى الوطني فقط... نحتاج إلى تنسيق أوروبي للتعامل معها".

يأتي ذلك في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الجملة للغاز الطبيعي في أوروبا خلال الشهور الأخيرة، وارتفاع أسعار الكهرباء بشدة، ليعاني منه المستهلكون في الكثير من الدول الأوروبية.

وعلى صعيد متصل، بحث وزراء مالية منطقة اليورو في اجتماعهم في لوكسمبورج أمس الإثنين، ردودهم الوطنية حتى الآن – وتعتزم فرنسا وإيطاليا واليونان وإسبانيا التخفيف عن الأسر التي تحتاج للرعاية - وناقشوا ما إذا كانوا سيتخذون إجراءات معا.

وشدد مسئولو الاتحاد الأوروبي ووزراءه على أن الارتفاع مؤقت، لكن المسألة مرتبطة بالمناقشات الحساسة حول الاعتماد على الطاقة من روسيا وكيفية المضي قدما في التحول إلى الطاقة المتجددة.

وقال مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات" الأسبوع الماضي إن معدل التضخم السنوي في الـ19 دولة التي تستخدم اليورو ارتفع إلى 4ر3 % في سبتمبر، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الزيادة في أسعار الطاقة. وكانت آخر مرة ارتفع التضخم فيها بهذا المعدل في سبتمبر 2008.

وارتفع سعر الجملة للغاز الطبيعي لشهور كما ارتفعت أسعار الكهرباء بشكل كبير فيما شعر المستهلكون بآثار ذلك في الكثير من الدول.

وارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 4ر17 % على أساس سنوي في سبتمبر، وفقا لتقديرات يوروستات. ويخشى الكثيرون من أن التغييرات يمكن أن تدفع الأسر الأكثر عرضة للخطر إلى فقر في الطاقة في أشهر الشتاء المقبلة، مما قد يؤثر سلبا على أهداف المناخ التي وضعها الاتحاد الأوروبي.

ويخشى الكثيرون من أن تدفع هذه التغييرات الأسر الضعيفة إلى حرمانهم من الطاقة في الأشهر الباردة المقبلة، مما قد يؤدي إلى رد فعل عنيف ضد الأهداف المناخية للاتحاد الأوروبي.

وتريد حكومة كالفينو إقامة احتياطي غاز مشترك للاتحاد الأوروبي - وهو أمر يقول الخبراء إنه سيخفف الضغط - واتخاذ موقف أكثر حزما بشأن موردي الغاز الدوليين المشتبه في قيامهم بالمضاربات .

ويتهم البعض شركة جازبروم الروسية بشحن المزيد من الغاز الطبيعي - المستخدم في التدفئة وإنتاج الكهرباء - أكثر مما تقوم به حاليا . وقد تسعى إلى زيادة ارتفاع الأسعار ، أو حتى حشد الضغط لجعل خط أنابيب نورد ستريم 2 الجديد يعمل بكامل طاقته ، حسبما زعموا.

وفي الفترة التي سبقت الاجتماع، تحدث وزير الطاقة في لوكسمبورج كلود تورميس عن القضاء على "سلوك المضاربة المتطرف لبعض التجار".

وقال إن روسيا لا تحتاج إلى نورد ستريم 2 لتوصيل المزيد من الغاز إلى أوروبا: "هذه حقيقة".

وقال وزير المالية الفرنسى برونو لو مير إن المزيد من الاستثمارات فى الطاقة النووية - المثيرة للجدل للغاية مع الدول الاعضاء بما فيها ألمانيا - ستساعد في ذلك قائلا " إننا لا نريد الاعتماد على الامدادات القادمة من الدول الأنبية " .

وتعمل المفوضية الأوروبية على نشر دليل للدول الأعضاء لمعالجة المشكلة. ومن المتوقع أن ينشر هذا الدليل في الأسابيع المقبلة. ومن المقرر أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي هذا الأمر في قمة تعقد في 21 و22 اكتوبر الجاري.

ورفضت المفوضية الإفصاح عما يمكن أن يأتى فى " جعبتها " من الاجراءات الخاصة بها اليوم الإثنين، في مؤتمر صحفي . وقال مفوض الاقتصاد باولو جنتيلوني إن "المناقشات جارية".

ويرى البنك المركزي الأوروبي أن ارتفاع التضخم هو نتيجة مؤقتة للعودة إلى النمو الاقتصادي القوي، من بين أمور أخرى، مع مرور أسوأ حالات جائحة كورونا، ويتوقع أن ينخفض المعدل في الوقت المناسب.