النهار
الخميس 31 يوليو 2025 01:47 صـ 4 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

ونوع من الإلحاد

الشيخ القرضاوي: التظاهر ورفع الشعارات السياسية في الحج حرام

الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي
الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي
حرم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلامةالشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رفع الشعارات السياسية أو تسيير المظاهرات وإثارةالنعرات والعبث بأمن الحج، مشيرا إلى أنها أمور لا تليق بالركن الخامس من أركانالإسلام.وقال القرضاوي - في حديث لصحيفة (عكاظ) السعودية - جعل الله هذه البلاد التييقام فيها الحج بلاد أمن وسلام حتى ينعم المسلم بأداء مناسك الحج بروحانية وراحةكبيرة لا يخالطها أي منغص.وأضاف فموسم الحج هو موسم لأداء فريضة دينية عظيمة، والجدال فيه يعتبر مساسابالركن الخامس من أركان الإسلام، فالحج من أعظم شعائر الإسلام وأحد أركانهالخمسة، واستغلال هذه الفريضة لأغراض سياسية مشبوهة أو لتحقيق أهداف ومآرب لاعلاقة لها بمقاصد الحج الشرعية، يخرج هذه العبادة عن حقيقتها، ويخالف أحكامالشريعة الإسلامية.وشدد على أن القيام بالمسيرات والمظاهرات في موسم الحج في مكة المكرمة لإعلانالبراءة من المشركين، لم يفعله الصحابة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولميفعله النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.وأكد الدكتور القرضاوي على أنه لا يصح رفع أي شعارات سياسية أو إثارة النعراتالطائفية أثناء الحضور في الأماكن المقدسة، لأن من يقوم بذلك يحدث فتنة في الحجالإسلامي، وفي المجتمع الإسلامي، ويحدث نوعا من أنواع الإلحاد في الحرم.ووجه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نصيحة لججاج بيت الله الحرام قالفيها إن هذا المنسك العظيم يصهر ما بين الأمة من فوارق العرق والدين واللغةوالإقليم والطبقة، ويوحدها مخبرا ومظهرا، حتى يشعر الجميع بأنهم أمة واحدة كماأراد الله لهم، لا أمم شتى كما أراد لهم أعداؤهم، أمة وحدتها العقيدة، ووحدتهاالعبادة، ووحدها التشريع، ووحدتها الأخلاق، ووحدتها الآداب، ووحدتها المفاهيم.ورأى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلامة الشيخ الدكتور يوسفالقرضاوي أن خصوم الإسلام عرفوا قيمة الحج في توحيد الأمة، وإيقاظها، وتعريفهابذاتها، وتنبيهها من غفلاتها، ومما يذكر في ذلك ما كتبه رئيس حملة التنصيرالمسيحية التي اجتاحت مصر في أوائل القرن العشرين، قال سيظل الإسلام في مصر صخرةعاتية تتحطم عليها محاولات التنصير المسيحي، ما دام للإسلام هذه الدعائم الأربع:(القرآن، والأزهر، واجتماع الجمعة الأسبوعي، ومؤتمر الحج السنوي).وأشار إلى أن المنصر المسيحى أدرك ما يصنعه مؤتمر الحج الكبير بروحانيتهوإيحاءاته وشعائره ومشاعره في أنفس المسلمين، وكيف يربطهم بأصولهم، ويذكرهمبهويتهم وتميزهم، ويعيد كلا منهم تائبا إلى ربه، طاهرا مغتسلا من خطاياه، كيومولدته أمه، فهو ميلاد جديد للمسلم.وأكد الشيخ القرضاوى على أن أهم درس يتعلمه المسلم من الحج أنه ينتمي إلى أمةكبيرة، أمة واحدة، أمة القبلة، وأمة التوحيد أمة (لا إله إلا الله، محمد رسولالله)، وقال من هنا كان علينا أن نتعلم من هذا المؤتمر الإسلامي العالمي، الذيلم يدع إليه ملك أو رئيس أو أمير، بل دعا إليه الله تبارك وتعالى، وفرضه علىالمسلمين مرة في العمر، ليخرج المسلم من نطاق المحلية إلى أفق العالمية، وليرتبطشعوريا وعمليا بأبناء الإسلام حيثما كانوا في مشرق أو مغرب، وليستفيد أهل الحلوالعقد في الأمة من هذا الموسم الرباني لجمع كلمة الأمة على الهدى، وقلوبها علىالتقى، وعزائمها على الخير المشترك للجميع.وطالب أهل العلم والفكر والدعوة في الأمة بمقاومة النزعات العصبية والدعواتالعلمانية التي تفرق الأمة الواحدة، وتمزق كيانها، وتحولها إلى أمم شتى، يجافيبعضها بعضا، مؤكدا على أن شعيرة الحج تعلمنا أن نحيا بروح الأمة الواحدة، إن لميكن عملا وتطبيقا، وهذا هو الواجب، فعلى الأقل فكرا وشعورا.