النهار
الجمعة 24 أكتوبر 2025 12:43 مـ 2 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
وكيل صحة الشرقية يهنئ فريق مستشفى الزقازيق العام على نشر بحث علمي دولي حول تطوير علاج كسور الحوض بحوزتهم 12 قطعة سلاح وذخيرة.. القبض على 10 أشخاص خلال حملة أمنية مكبرة في قرية بقنا محافظ أسيوط: ضبط محطتي وقود بأبنوب وحي شرق لتجميع 19 طن من السولار والبنزين المدعم وبيعها بالسوق السوداء محافظ أسيوط: استرداد 154 فدان خلال حملة لإزالة 55 حالة تعدي محافظ أسيوط يعلن دعم الرحلة الجوية الأسبوعية بين القاهرة وأسيوط بتوفير أتوبيس مكيف للمسافرين ووجبة مجانية على متن الطائرة محافظ أسيوط يعلن الانتهاء من 80٪ من المرحلة الأولى للإنشاءات بمجمع صناعات الرمان بالبداري باستثمارات 600 مليون جنيه درع الدفاع الأوروبي المشترك.. بين الطموح والانقسام مواعيد مباريات اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025 والقنوات الناقلة نائب وزير الصحة يتفقد المستشفى العام والنصر للتأمين الصحي بحلوان.. ويوجه بالتحقيق في المخالفات اليوم .. صغار الفراعنة في اختبار برازيلي في ضربة البداية بمونديال اليد بالمغرب مخالفات جسيمة وصرف وهمي للأسمدة.. وزير الزراعة يحيل مخالفات ”الجمعية التعاونية بالعسيلية” في قنا للنيابة العامة وزارة الصحة تعلن محاور المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية

أهم الأخبار

ابو الغيط يحذر من اجندات اقليمية ودولية للهيمنة على مقدرات المنطقة ويدعو لترسيخ مفهوم "الدولة الوطنية"

 


هالة شيحة

حذر الامين العام للجامعة العربية احمد  ابو الغيط من تداعيات حالة الانقسام، والتشرذم والتفتيت التي باتت تسيطر على المشهد الراهن في الدول العربية فضلا عن تشريد الملايين في البلدان العربية والغربية  ، الامر الذي برزت معه اطماع اقليمية واجندات قوى دولية للهيمنة على مقدرات دول المنطقة

وشدد ابو الغيط على ضرورة تفعيل العمل العربي المُشترك، والتنسيق والتحرك الجماعي، لمواجهة التحديات الخطيرة الراهنة وإعادة الحيوية للجسد العربي المنهك، في ظل تصاعد الازمات في سوريا والعراق وليبيا واليمن .
واكد ابو الغيط في محاضرة له بمقر الجمعية المصرية للقانون الدولي ادارها الدكتور مفيد شهاب رئيس الجمعية بحضور عدد من السياسيين والخبراء القانونيين، على ان  حاجة ماسة لتجديد مفهوم الدولة الوطنية في العالم العربي. على ان تقرن هذه الدولة بكل معاني الحُكم الرشيد والعدالة، و أن تكون "دولة كل مواطنيها" بحق، فلا تقوم على مذهب أو تستند إلى عرق، و لا تنفرد بها فئةٌ أو جماعة

وجسد ابو الغيط واقع الدول العربية لافتا الى ان الدولة العربية في أزمة، وهذا هو جوهر ما يجري، فمعالم الازمة العميقة والخطيرة التي ألمت بالدول العربية  في السنوات الأخيرة لا تخفى وثمة دول تكاد تختفي من على الخريطة، وهناك دول أخرى يُناضل أبناؤها من أجل الحفاظ علي كيانها.
واكد ابو الغيط ان القاسم المُشترك بين أزمات الدول العربية هو العجز عن صهر الولاءات الأولية، للقبائل والعشائر والمذاهب والمناطق، في بوتقة وطنية جامعة، و هذا العجز صاحب الدولة العربية منذ نشأتها. وحمل النخب العربية  المسئولية عن استمراره بهذه الصورة القبيحة والمُفزعة.
وقال ابو الغيط ان  الانفجار الذي نشهده اليوم، في سوريا والعراق وليبيا واليمن، ليس سوى نتيجة طبيعية لتنازع الهويات، وضعف الولاء للدولة الوطنية باعتبارها عنوان الانتماء، في غياب الولاء لعلم الدولة، يُطل الانتماء للقبيلة، وفي غياب الانصهار في الجيش الوطني، تظهر الميلشيات والعصابات. وعندما تُكسَر وحدة السلاح، تتعدد البنادق، وتتكاثر الولاءات، وتغرق الأوطان في الفوضى.

ونبه ابو الغيط الى خطورة من نصبوا انفسهم مبشرين  بالانتماء للخلافة الإسلامية، وينسبون أنفسهم –زوراً- لها، لافتا الى انهم يقصمون ظهر الدولة الوطنية، و يضربونها في مقتل لأنهم يُبشرون بكيان أكبر منها لا وجود له سوى في خيالاتهم. مستشهدا على انتهاكاتهم في الرقة والموصل وسرت وما جرى من اعدامات بالجملة و استعباد للنساء وترويع للعباد وخراب للبلاد.
واوضح ابو الغيط ان الدولة العربية، تواجه تهديداً من أعلى ومن أسفل. من داخلها ومن خارجها. في وقتٍ يمر فيه العالم كله بحالة من السيولة والفوران. فيما لا يوجد نظامٌ دولي مُستقر يساعدنا في التنبؤ بسلوك اللاعبين الآخرين. مذكرا في هذا الصدد بلحظة سقوط حائط برلين التي كانت  لحظة مُرتبكة تشهد ميلاداً جديداً لا يُمكن استيضاح معالمه أو تبين محدداته.
ولفت الى انه وبسبب هذا الارتباك تبدو الأزمات العربية أكثر تعقيداً، محذرا في الوقت ذاته من طموحات قوى إقليمية تُريد الانقضاض على ما تراه غنائم لها، ومكاسب يتعين عليها تحصيلها. وبعض هذه القوى لا يرغب سوى في الهيمنة والسيطرة وبسط النفوذ على البلدان العربية، كما حذر ابو الغيط من أجندات جديدة لقوى دولية صاعدة تطمح لإزاحة القوة العظمى المُهيمنة وتُريد أن تلعب دوراً، وأن تكسب أرضاً. وهذه القوى وتلك تستشعر الفراغ الذي نتج عن تآكل الدول وتفتيتها. و تريد أن تتمدد في هذا الفراغ لتملأه تبعاً لمصالحها وتحقيقاً لأهدافها.
واكد ابو الغيط إن الدولة الوطنية ليست كياناً يُدافع عنه بالسلاح فحسب، ولكنها المناط الأخير للانتماء والولاء، موضحا ان هذا الانتماء لا يولد من رحم الخوف والرعب من دولة قاهرة، وإنما بدافع الإيمان الحقيقي والاقتناع الأصيل ، وبالتالي  ثمة حاجة ماسة لتجديد مفهوم الدولة الوطنية في العالم العربي. وعلينا أن نعمل لكي تصير هذه الدولة مقرونة بكل معاني الحُكم الرشيد والعدالة. أن تكون "دولة كل مواطنيها" بحق، فلا تقوم على مذهب أو تستند إلى عرق. لا تنفرد بها فئةٌ أو جماعة.
وقال انه لا سبيل لخروج للعالم العربي من هذه الأزمة الكبرى إلا بالتلاحم والتعاضد بين مكوناته الأساسية، فهناك عصبٌ للنظام العربي، ما زال سليماً، و بإمكانه بقليل من الفكر الجسور وروح المبادرة- أن يعمل بكفاءة، و أن يصير "نواة" تستعيد للعالم العربي تماسكه، وللدولة الوطنية منعتها ووحدتها.