القمح يواصل البحث عن «شونة»

واصل الفلاحون، اليوم، رحلة البحث عن متسلم لمحاصيلهم من الأقماح، واصطف بعضهم أمام المضارب في كفر الشيخ بالرغم من درجات الحرارة المرتفعة انتظارًا لسماح المسئولين لهم بالتوريد، أما في سوهاج فحدثت حالة من الهرج بعدما أغلقت بعض الشون الفرعية أبوباها فجأة أمام المزارعين، مما اضطرهم إلى قصد الشون الرئيسية بالمدن علها تأخذ المحصول.

وقال عدد من مزارعي سوهاج، الجمعة، إن بعض الشون بالقرى أغلقت أبوبها أما محاصيل القمح، مما اضطرهم إلى التوجه للشون الرئيسية بالمدن والتزاحم أمامها، مشككين فى تصريحات المسئولين بالقضاء على جميع العقبات، ووصفوها بـ«الوردية».

وقال سيد محمود، ومنصور رافع، وحسين حمدين، مزارعون، مشاكل توريد القمح مازالت مستمرة، حيث إن شون مطحن الشوكا وبنك التنمية بقرية مشطا مغلقة، مما اضطر المزارعون للتوريد بمطحن مدينة طهطا الذي يشتد به الزحام، بالإضافة إلى سيطرة التجار على المطاحن وحقوق المزارعين ضائعة.

وأضاف محمد حامد، مزارع من مركز المنشاة، أن مشكلة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، هي بعد المسافة بين مكان زراعاتهم وأماكن التوريد، وعدم قدرة الجمعيات الزراعية بالقرى على تحمل تكاليف نقل الأقماح، لذا يضطر المزارع إلى تسليم القمح للجمعية المركزية بالمركز لمعرفة الوزن وتسلم الثمن.

وأكد سيد على، مزارع، أن ما يحدث من إجراءات تسليم المزراعين للقمح هي مهزلة حقيقية نتيجة استمرار المعاناة الشديدة التي يتكبدها الفلاح من أجل تسليم محصوله والذي يستغرق يومين وأكثر بعد الانتظار، وفي النهاية يبحث عن الوساطة، كما يتعرض للابتزاز من أمناء الشون مقابل توريد محصوله.

من جانبه أكد الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، فى تصريحات صحفية، اتخاذ الإجراءات الخاصة بتجهيز شونة مشطا بمركز طما كبديل لاستقبال الأقماح عقب ورود تعليمات من الوزارة بتشغيل جميع الشون الترابية بالمحافظة، حيث تم التواصل بين مركز العمليات وإدارة الازمات بالمحافظة مع الإدارات التموينية والإدارات الزراعية بمراكز المحافظة للوقوف على عمليات التوريد بالشون والصوامع المخصصة لذلك، ولم يتم الإبلاغ عن ثمة شكاوى من المواطنين وتمت عمليات التوريد بدون معوقات، كما تم التواصل مع غرفة العمليات المركزية بمجلس الوزراء ولم يتم الابلاغ عن وجود شكاوى بدائرة المحافظة.

وفي كفر الشيخ تسبب ارتفاع درجات الحرارة الشديد، اليوم، في تقليل عدد الموردين لمحصول القمح أمام المضارب، حيث شهدت أبواب المضارب بمدينة كفر الشيخ ودسوق وفوة، وجود عدد من المزارعين الذين اشتكوا من عدم تلبية مسئولي المضارب لقرار المحافظ سيد نصر، بقبول المحصول من الفلاحين.

وشهد مضرب دسوق تذمر عدد من الموردين أمام بوابات المضرب، لرفض مسئولي المضرب قبول المحاصيل الموردة.

وقال على متولي، مزارع، إن مسئولي المضرب لم يقبلوا بتوريد المحصول، ويتعنتون بحجج واهية بأنه لا يوجد قرار من مسئولي التموين بتسلم المحصول، وعدم وجود أموال لشراء المحصول، قائلا: نأتي يوميا ونعود، وندفع إيجار السيارات يوميا من أموال أولادنا، ولن نزرع القمح مرة أخرى، وسنبيع ما معنا من محصول بالسوق السوداء.

قال اللواء علاء أبوزيد، محافظ مطروح، إن إجمالي الأقماح التي تم توريدها من المزارعين للجمعيات الزراعية بلغ 18876 طنا، والمستهدف توريده 51 ألفا، وأن احتياجات المحافظة من القمح 48 ألف طن سنويا، مما يعني تحقيق اكتفاء ذاتي لأول مرة في تاريخ مطروح، وبزيادة تقدر بـ25% تقريبا.

وأكد أن الزيادة ستورد للمحافظات الأخرى، مشيرًا إلى أن الموسم الحالي، شهد تزايد في المساحة المنزرعة لمحصولي القمح والشعير، سواء الزراعات المروية أو الزراعات المطيرة، مضيفًا أنه يتم تسهيل توريد محاصيل القمح والشعير بالمحافظة بعد تكليف مديرية التموين بالمتابعة لعمليات التوريد تيسيرًا على المزارعين.

وأشار إلى أنه يتم تسليم جميع مستحقات المزارعين لقيمة الأقماح طبقًا للأسعار المقررة، وتقديم الحلول الفورية لأي مشاكل تواجه المزارعين، سواء في عمليات الحصاد، أو التوريد لمحصولي القمح والشعير الذي فاق كل التوقعات في إجمالى المساحات المنزرعة هذا العام.