مجلس الجامعة يستعرض نتائج اجتماع الوزارية العربية مع "فابيوس" لإنهاء النزاع الإسرائيلي

عقد مجلس الجامعة العربية في دورته غير العادية اليوم على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الاردن جلسة خاصة مغلقة حول تطورات القضية الفلسطينية تم خلالها استعراض نتائج الاجتماع المشترك للجنة الوزارية العربية المعنية بتنفيذ خطة التحررك من اجل انهاء الاحتلال الاسراائيلي للاراضي الفلسطينية مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مؤخرا بالقاهرة .
وقال السفير محمد صبيح الامين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة في تصريحات للصحفيين ان المندوبين استعرضوا نتائج اجتماع اللجنة الوزارية الرباعية المشكلة من القمة العربية الذي عقد مؤخرا مع وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ، لاستصدار قرار من مجلس الامن بشأن القضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي وفق جدول زمني محدد ، حيث طرح فابيوس عددا من الافكار والمبادرات بشأن خطة التحرك .
وعبر السفير صبيح عن الترحيب العربي بأي جهد في اطار مبادرة السلام العربية كونها بوصلة للتحرك الاستراتيجي العربي، موضحا انه كان هناك استفسارات من الجانب العربي بشأن كثير من النقاط، مشيرا الى ان الافكار الفرنسية تتشكل من عدة خطوات تتضمن العودة الى المفاوضات، وتشكيل لجنة مواكبة دولية للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرئيلي ، حيث تقترح فرنسا ان تكون المفاوضات لمدة ثمانية عشر شهرا ، على ان تتشكل هذه اللجنة من الاعضاء الدائمين من مجلس الامن وبعض الدول العربية والامين العام لجامعة الدول العربية والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، حتى تمارس دورها في تحريك المفاوضات وليس كما كانت تفعل الرباعية الدولية التي كانت تكتفي بالبيانات .
واضاف، ان الوزير الفرنسي التقى خلال جولته بالمنطقة مؤخرا بالقيادة المصرية والاردنية والرئيس الفلسطيني محمود عباس وكذلك رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي رفض المبادرة الفرنسية
وأكد صبيح، ان نتنياهو لا يريد سلاما على الاطلاق ولا التوصل لحل الدولتين منوها بقوله ان مبادرة السلام العربية خلف ظهره!
من جهته أكد سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية السفير جمال الشوبكي، أن الجانب الفرنسي يُدرك حقيقة أن الوضع الحالي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مقلق للغاية، وأن تفاقم هذا الوضع سيؤدي إلى اشتعال الأمور ميدانياً.
واستعرض الشوبكي امام مجلس الجامعة العربية جهود اللجنة العربية المُكلفة بتنفيذ خطة التحرك العربي لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية ونتائج اجتماعها مؤخرا مع وزير الخارجية الفرنسي، برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري ومشاركة وزراء خارجية كل من فلسطين، والأردن، والمغرب، والأمين العام للجامعة يوم ٢٠ يونيو الماضي إو مجموعة من الأفكار التي طرحها وزير الخارجية الفرنسي، في إطار مبادرة فرنسا لتحريك عملية السلام.
واضاف ان الاجتماعات السابقة للجنة كانت تدور حول مشروع قرار ستقدمه فرنسا إلى مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق سقف زمني محدد وبضمانات دولية، ولكن الاجتماع الاخير كان مختلفاً من حيث الأفكار التي تقدم بها الجانب الفرنسي، إذ يبدو أن التحرك الفرنسي قد تغيّر من نية تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن إلى الأفكار التي طرحها الوزير فابيوس.
وقال الشوبكي، ان الوزير فابيوس اكد خلال الاجتماعات السابقة، ان بلاده تُدرك ارتباط الأوضاع المشتعلة في المنطقة بالقضية الفلسطينية، وأن هذه الأوضاع لن تؤدي إلى تغييب القضية الفلسطينية، بل أن هذه القضية هي مفتاح تهدئة وحل الأوضاع المضطربة في المنطقة.
واوضح الشوبكي ان الأفكار الثلاثة التي طرحها فابيوس هي:
استئناف المفاوضات، وتشكيل لجنة مواكبة دولية للمفاوضات: على ان يكون دورها هو دعم ومتابعة المفاوضات سياسياً واقتصادياً، ودفع الطرفين للوصول الى نتيجة نهائية.
وقال ان المجموعة المقترحة لمجموعة المواكبة الدولية هي : الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن P5 الى بالاضافة الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأوروبية و الجامعة العربية وبعض الدول العربية التي لم تكن موجودة سابقا الى جانب الأمم المتحدة، وبدون الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث اكد أن دور الاتحاد الأوروبي مهم لدعم الجانب الاقتصادي وحل مشكلة اللاجئين، كما ان دور الجامعة العربية مهم لمتابعة مبادرة السلام ، فضلا عن دور الولايات المتحدة المهم للضغط على الطرفين والاهتمام بموضوع الأمن .
وتابع الشوبكي ان الامر الاخر يتعلق بمشروع قرار جديد في الأمم المتحدة ولكن فابيوس تحدث عن فجوة واسعة بين الطرفين حول محتويات مشروع القرار، خاصة من حيث ما أطلق عليه فابيوس "الشروط المسبقة للطرفين"، مثل موضوع يهودية دولة إسرائيل.
وقال الشوبكي، ان الجانب الفلسطيني ليس لديه اعتراض من حيث المبدأ على استئناف المفاوضات، مضيفا أن الحكومة الاسرائيلية الحالية وتركيبتها اليمينية، من أسوأ الحكومات الاسرائيلية، ولقد شُكلت على قاعدة تعطيل عملية السلام.
واضاف انه تم ابلاغ الجانب الفرنسي أن المفاوضات هي آلية للوصول الى حل، ولكن علينا أن نستخلص العبر من 24 سنة من المفاوضات التي لم تصل إلى حل، رغم كل المحاولات الجادة بما فيها محاولات جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية ، الذي أخذ على عاتقه تحميل إسرائيل المسؤولية عن فشل المفاوضات الأخيرة.
واوضح انه تم ابلاغ الوزير فابيوس، أن هناك فرقا بين شروط تتوافق مع القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، ومرجعية عملية السلام، مثل ضرورة وقف الاستيطان، وبين عراقيل متعمدة يأتي بها الجانب الإسرائيلي خارجة على القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، ومرجعية عملية السلام، بل أيضاً من خارج السياق والمضمون التاريخي للمفاوضات، مثل اشتراط الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل.
وعبر الشوبكي عن امله في أن تكون الصورة قد أصبحت أكثر شفافية بالنسبة للمجلس بأن إسرائيل تضرب بعرض الحائط كل الجهود الدولية الجادة، بل أنها ترفض حتى المبادرات شبه الجادة.
وقال الشوبكي : نحن في الدول العربية، أن نكون أكثر مواكبة وضغطاً على المجتمع الدولي لكي يغيّر أساليب تعامله مع دولة الاحتلال، ويجب أن يصل المجتمع إلى مستوى أعلى من مواجهة إسرائيل والزامها بالقوانين الدولية
وقد عرض مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية السفير طارق عادل امام المجلس تقريرا حول نتائج الاجتماع المشترك بين اللجنة الوزارية العربية والوزير الفرنسي بالقاهرة في ٢٠ من الشهر الماضي والجهود التي تقوم بها مصر " رئيس القمة العربية الحالية " لتنفيذ قرار التحرك لدعم القضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي وفق جدول زمني، كما عرض مندوب الاْردن بشر الخصاونة رئيس الدورة الحالي لمجلس الجامعة وعضو اللجنة تقريرا حول جهود بلاده في هذا الشأن، كما عرض الأمين العام المساعد السفير محمد صبيح تقريرا حول جهود الجامعة العربية مع كافة الأطراف المعنيّة لدعم التحرك الفلسطيني على الساحة الدولية .