الإثنين 29 أبريل 2024 06:23 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
السفير محمد العرابي يتحدث عن عبقرية الدبلوماسية المصرية في تحرير سيناء «الحصري»: الزراعات التعاقدية هتحقق أسعار عادلة للمحاصيل.. وتضبط الأسواق رئيس منوف يشارك ذوى الهمم احتفالهم بأسبوع الأصم العربي بمدرسة الأمل محافظ الغربية ورئيس جامعة سمنود التكنولوجية يفتتحان معرض منتجات طلاب الجامعة على هامش المؤتمر الأول للتعليم التكنولوجي لدفاعه عن شقيقته.. القبض على شقيقين بتهمة قتل شاب بـ «كوريك» في قنا سفير السويد يؤكد على الدور الرائد لمكتبة الإسكندرية في نشر الثقافة بين الشعوب توقيع الكشف الطبي على ١٢٧٠ حالة ضمن قافلة جامعة الزقازيق بقرية كفر ابراش مركز مشتول السوق أوكرانية تفوز بمسابقة ملكة جمال العالم للبيئة والسياحة محافظ القليوبية يتابع توريد القمح بصومعة الغلال بعرب العليقات بالخانكة وزير الصحة يبحث مع نظيرته القطرية الجهود المشتركة لتقديم المساعدات الطبية والإنسانية للأشقاء الفلسطنيين تعليم المنوفية تعقد اجتماعًا تنسيقيًا لمناقشة الاستعدادات النهائية لاستقبال امتحانات نهاية العام عزاه ولحق به.. حزن جديد ب ”دندرة” عقب وفاة جار المصور ضحية انقلاب سيارة الزفة في ترعة بقنا

عربي ودولي

«الإفتاء»: ”داعش” اعتمد آراءً شاذة لهدم تراث ”الموصل”

أدانت دار الإفتاء المصرية تدمير تنظيم "داعش" الإرهابي للآثار والتماثيل التاريخية الآشورية بمتحف الموصل بمدينة نينوي بالعراق بدعوى أنها أصنام يجب تدميرها.

وأكدت دار الإفتاء، في بيان لها، أن "الآراء الشاذة التي اعتمد عليها "داعش" في هدم الآثار واهية ومضللة ولا تستند إلى أسانيد شرعية، خاصة أن هذه الآثار فى جميع البلدان التي فتحها المسلمون، كانت موجودة ولم يأمر الصحابة الكرام بهدمها أو حتى سمحوا بالاقتراب منها، وهم رضوان الله عليهم كانوا أقرب عهدًا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منا، بل كان منهم صحابة جاءوا إلى مصر إبان الفتح الإسلامي ووجدوا الأهرامات وأبو الهول وغيرها ولم يصدروا فتوى أو رأيًا شرعيًا يمس هذه الآثار التي تعد قيمة تاريخية عظيمة".

وقالت الدار إن "الآثار تعتبر من القيم والأشياء التاريخية التي لها أثر في حياة المجتمع والأمة، لأنها تعبر عن تاريخها وماضيها وقيمها، كما أن فيها عبرة بالأقوام السابقة، وبالتالى فإن من تسول له نفسه ويتجرأ ويدعو للمساس بأثر تاريخي بحجة أن الإسلام يحرم وجود مثل هذه الأشياء في بلاده فإن ذلك يعكس توجهات متطرفة تنم عن جهل بالدين الإسلامي الحنيف".

وأضافت: "الحفاظ على الكنوز الرائعة من الحصاد المادي للحضارة الإنسانية، التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي وبعضها إلى حضارات الأمم السابقة، أمر ضروري"، مشددة على أن الحفاظ على هذا التراث ومشاهدته أمر مشروع ولا يحرمه الدين، بل شجع عليه وأمر به لما فيه من العبرة من تاريخ الأمم.

وقالت الدار، في معرض ردها على هذه الفتاوى الشاذة التي استند إليها تنظيم "داعش" الإرهابي، إنه "يوجد العديد من الآيات والأحاديث النبوية التي تنهى عن هدم تراث الأسلاف مستشهدة بالآية الكريمة "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بعاد (6) إِرَمَ ذَاتِ العماد (7) الَّتِي لَمْ يُخلق مِثْلُهَا فِي البلاد (8) وثمود الَّذينَ جَابُوا الصَّخْرَ بالواد"، وهى الآية التي تؤكد على ضرورة لفت الأنظار فيما تفوق فيه هؤلاء القوم، وذكرت الدار كذلك حديث الرسول الكريم  (صلى الله عليه وسلم) الذي نهى فيه عن هدم آطام المدينة والمقصود بها الحصون.

وأضافت أنه "عند دخول الإسلام حافظ على تراث الحضارات والآثار في مصر وبلاد الرافدين ومختلف الحضارات التي سبقت الإسلام وأبقوا على آثارها حتى وصلت إلينا كما تركوها وأن دعوات التدمير تشير إلى جهل أصحابها".

وردت دار الإفتاء على الآراء المتطرفة التي تدعي أن الإبقاء على هذه الآثار مُحَرَّم لأنها من ذرائع الشرك ويؤدِّي إلى أن يعتقد العوام بَرَكَة تلك الأماكن، حيث أكدت أنها دعوى واهية؛ لأن الشرع لم يَمنع من مُطْلَق تعظيم غير الله، وإنما يَمنع منه ما كان على وجه عبادة المُعَظَّم كما كان يفعل أهل الجاهلية مع معبوداتهم الباطلة فيعتقدون أنها آلهة، وأنها تضر وتنفع مِن دون الله، وأما ما سوى ذلك مِمَّا يدل على الاحترام فهو جائزٌ.

وقالت إن كون ذلك من ذرائع الشرك؛ لأنه يؤدي إلى أن يعتقد العوام بَرَكَة تلك الأماكن كما يدعي المتطرفون، فهو مبن على خَلَلٍ في مفهوم الشرك؛ موضحة أن الشرك هو تعظيمٌ مع الله أو تعظيمٌ مِن دون الله؛ ولذلك كان سجودُ الملائكة لآدم -عليه السلام- إيمانًا وتوحيدًا، وكان سجودُ المشركين للأوثان كفرًا وشركًا مع كون المسجود له في الحالتين مخلوقًا، لكن لَمَّا كان سجودُ الملائكة لآدم -عليه السلام- تعظيمًا لِمَا عَظَّمه الله كما أمر الله كان وسيلةً مشروعةً يَستحق فاعلُها الثواب، ولَمَّا كان سجود المشركين للأصنام تعظيمًا كتعظيم الله كان شركًا مذمومًا.

وطالبت دار الإفتاء، جميع الدول والمنظمات المعنية باتخاذ جميع التدابير اللازمة لوقف أي اعتداء أو تدمير يطول التراث الثقافي أيا كان انتماؤه أو موقعه، مؤكدة ضرورة الالتزام والمحافظة على التراث الثقافي طبقًا للمبادئ والسياسات المقررة بالمواثيق والمعاهدات الدولية والإسلامية.

كما طالبت الإفتاء، علماء الدين وأئمة المساجد وقساوسة الكنائس بأن يكونوا على قدر المسئولية لتوعيه الناس بضرورة الحفاظ على تراثهم الحضاري والتصدي للفتاوى الشاذة التي تدعو لهدم الآثار، مشددة على أهمية سن قوانين تحفظ سلامة التراث الحضاري، والتصدي لمن يقدم على تخريبها.