رصاصة فى البطن تغير القضية من انتحار إلى قتل عمد

تحقيقات نيابة السلام برئاسة المستشار محمد سلامة، توصلت إلى أن وفاة محاسب داخل منزله فى منطقة السلام، ليست ناتجة عن الانتحار كما ثبت فى محضر الشرطة وأقوال شهود العيان ومنهم زوجته، وتبين من التحقيقات أن الواقعة وراءها شبهة جنائية.

تقارير الطب الشرعى أكدت أن الوفاة ناتجة عن تعرض المجنى عليه عبدالناصر ثابت إبراهيم، 43 سنة، محاسب، للإصابة بعيارين ناريين فى الرأس والبطن، الأمر الذى جعل نيابة السلام التى تباشر التحقيقات فى الواقعة بإشراف المستشار محمد عبدالشافى المحامى العام الأول، تفتح التحقيق فى الواقعة من جديد لأنها جريمة قتل جنائية وليست انتحاراً، حيث تبين من تقرير الطب الشرعى وتحقيقات النيابة أن المجنى عليه أصيب بعيارين ناريين تسببا فى مقتله فى الحال أثناء وجوده فى منزله.

استبعدت التحقيقات احتمالية الانتحار؛ لأن المنتحر الذى يطلق رصاصة على رأسه لن يتمكن بعدها من إطلاق رصاصة أخرى فى بطنه لأنه سيكون فاقداً للوعى إذا لم يكن فارق الحياة فى الحال، وهذا يؤكد أن المجنى عليه تعرض للقتل العمد وإطلاق الرصاص عليه من شخص مجهول.

60 يوماً مرت على الواقعة، ولم تتوصل تحريات المباحث وتحقيقات النيابة إلى هوية منفذ الجريمة، حيث بدأت النيابة فى إعادة سماع أقوال زوجة المجنى عليه والجيران مرة أخرى من أجل الوقوف على تفاصيل الجريمة التى انتهت بمقتل المجنى عليه، واختفاء الجانى من مسرح الجريمة قبل أن يتم اكتشافها.

استعجلت النيابة تقارير المعمل الجنائى الخاصة برفع البصمات الموجودة على الأبواب والنوافذ لتحديد هوية الشخص الذى تمكن من دخول المنزل ونفذ الجريمة.

العميد سيف زغلول مأمور قسم السلام، تلقى بلاغاً من زوجة المجنى عليه وجيرانه يفيد بانتحار عبدالناصر ثابت إبراهيم «43 سنة» محاسب، بإطلاق النيران على نفسه، ودلت تحريات المباحث الأولية التى أشرف عليها العميد عبدالعزيز خضر، رئيس قطاع مباحث شرق القاهرة، على أن المنتحر كان يعانى من أزمة نفسية ويمر بضائقة مالية، فدخل غرفة النوم ليستريح لكنه تعرض لحالة من الأرق وخرج من غرفة نومه إلى صالة المنزل وأطلق الرصاص على نفسه ففارق الحياة.

وكشفت التحقيقات الأولية وأقوال الشهود، التى أدلت بها زوجة المجنى عليه، أن زوجها وصل إلى المنزل وهو فى حالة من اليأس وداخل غرفة «النوم» طلب عدم إزعاجه، وبعد مرور قرابة نصف ساعة سمعت صوت إطلاق نار داخل الشقة، الأمر الذى أصابها بحالة من الذعر والهلع الشديدين وعندما دخلت عليه، وجدت زوجها غارقاً فى دمائه، وبجواره السلاح النارى «الطبنجة» الخاصة به، واستغاثت بالجيران الذين حضروا على صرخاتها وأبلغوا قسم شرطة السلام بالواقعة وأنه يعانى من حالة نفسية وضائقة مالية منذ فترة، ما قد يكون سبباً وراء قيامه بإطلاق النيران على نفسه. انتقل فريق من محققى النيابة العامة بإشراف المستشار محمد سلامة، رئيس نيابة السلام، إلى مسرح الجريمة وتمت مناظرة الجثة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، واستدعاء شهود من جيران القتيل وزوجته لسماع أقوالهم حول الحادث، والتصريح بدفن الجثة عقب إعداد تقرير الصفة التشريحية الخاصة بالمجنى عليه للوقوف على أسباب الوفاة. ومن جانبها، تواصل مباحث القاهرة بقيادة اللواء محمد قاسم، مدير الإدارة العامة للمباحث جهودها لكشف هوية المتهم الذى نفذ الجريمة، بعدما كشف تقرير الطب الشرعى عن أن المجنى عليه أصيب بطلق نارى نافذ فى البطن، وهو ما يؤكد أن المجنى عليه لم يطلق الرصاص على نفسه.