الثلاثاء 21 مايو 2024 02:15 مـ 13 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

ذكرى ميلاده.. أحمد سالم رائد الإذاعة ومليونير السينما وزوج الحسناوات

شخصية مثيرة، متعددة المواهب، وصفه الإذاعي العظيم طارق حبيب في حوار له  بأنه "مدرسة" استفادت منها السينما والإذاعة على حد سواء.

هو المخرج والممثل والمؤلف والإذاعي والطيار "أحمد سالم"، أول مذيع بالاذاعة المصرية سنة 1936 وصاحب العبارة الخالدة "هنا القاهرة".

في مثل هذا اليوم 20 فبراير عام 1910 ولد أحمد سالم في أبو كبير بمحافظة الشرقية تزوج من الفنانة أسمهان، وكذلك من الراقصة تحية كاريوكا وأميرة البارودي، إحدى سيدات المجتمع وقت الثورة، وكان صديقا شخصيا للملك فاروق.

سافر إلى إنجلترا لدراسة الهندسة، فدرس الطيران وعاد إلى مصر سنة 1931 قائدا طائرته بنفسه التي اشتراها بنفسه ليعود لبلده بعد أن تعرض أكثر من مرة لحادث كان من الممكن أن يودي بحياته، بحسب ما ذكر موقع ويكيبيديا المعلوماتي.

بمجرد عودته عين مهندسا لشركات أحمد عبود باشا ولأنه يملك روحا متمردة لم يستمر في هذا العمل طويلا رغم أن الجميع شهد له بالنجاح الكبير كمهندس.

عمل مديرا للقسم العربي بالإذاعة المصرية سنة 1932م وكان أول من نطق بالجملة التي نسمعها حتى اليوم وهى "هنا القاهرة".

ظل أحمد سالم في الإذاعة يقدم عصارة فكره وقدم من البرامج ما أسعد المستمعين، لكن بكل أسف لم تكن وسائل التسجيل تساعد على الحفاظ على كل ما يذاع للصعوبة البالغة في وسائل الحفظ آنذاك.

ذات يوم ذهب أحمد سالم كمذيع إلى حفل أقامه طلعت حرب باشا بمناسبة نجاح شركات بنك مصر وأعجب بذكاء المذيع الشاب وطلب منه أن يتفرغ لإنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما وبناء ستوديو كبير يكون مصريا خالصا، وبالفعل قدم أحمد سالم استقالته وتفرغ لبناء صرح السينما المصرية، فبنى ستوديو مصر على نمط أحدث ستوديوهات ذلك الزمان وتولى عملية توظيف الفنيين الأجانب والمصريين، وقدم باكورة إنتاج ستوديو مصر فيلم وداد لأم كلثوم وأحمد علام، وأنتج العديد من الأفلام الناجحة بعد ذلك ووثق فيه طلعت حرب فأسند إليه بجوار عمله في ستوديو مصر المدير العام للقسم الهندسي لشركات بنك مصر ومدير عام مطبعة مصر.

في سنة 1938، أنتج ستوديو مصر فيلما باسم "لاشين" أثار ضجة كبرى وأثار حفيظة القصر الملكي لأن فيه حركة شعبية ثورية ضد الحاكم المستبد، والنهاية هى القضاء على هذا الحاكم الغارق في شهواته، طلبوا من أحمد سالم تعديل السيناريو والحوار على أن تكون النهاية لصالح الحاكم الذي لم يكن يعلم ما يدور ضد الرعية، لكنه رفض وقدم استقالته من كل هذه المناصب لتمسكه برأيه وأنه لا تعديل في السيناريو ولا نهاية للفيلم.

"لاشين" كان فكرة أحمد سالم أخذها من هنريش فو مامين وعهد كتابة السيناريو لفريتز كرامب وأحمد بدرخان، وكتب حوار الفيلم أحمد رامي واخرجه فريتز كرامب مونتاج نيازي مصطفى بطولة حسن عزت الذي لم نره بعد ذلك ونادية ناجي ومعهم حسين رياض وعبد العزيز خليل وغيرهم.

استقال أحمد سالم من كل هذه المناصب وكون شركة أفلام باسمه تحت اسم "نفرتيتي" واستأجر لها مقرا في شارع أبو السباع "جواد حسني حاليا" فوق بنك موجيري الشهير في ذلك الوقت، وجمع له عددا من الفنانين والفنيين صغار السن طموحين وأقدم على أول إنتاج له فيلم "أجنحة الصحراء" وكتب هو السيناريو والحوار وقام بالإخراج وبطولة الفيلم وصوره جوليا دي لوكا وفاركاش، وشارك بطولة الفيلم راقية إبراهيم وأنور وجدي وحسين صدقي وعباس فارس وروحية خالد ومحسن سرحان.

وكان عرض الفيلم أول أكتوبر سنة 1939 بسينما ديانا. 

الفيلم أعاد به أحمد سالم ذكرى حبه للطيران فكانت القصة هى أن شابا له صديق وهما على طرفي نقيض، فالطيار يحب مهنته مفضلا إياها على كل مغريات الحياة، بينما يغرق صديقه في ملذاتها من خمر ونساء ويترك الطيار في النهاية الحياة بما فيها حبيبته راقية إبراهيم ليعيش في الهواء مع طائرته على أجنحة الطائرة في صحراء الحياة.

اتسمت أفلام سالم بالطابع الاجتماعى، ومثل في كل الأفلام التي أخرجها.

اكتشف كاميليا وتزوج من مديحة يسري، ومن خيرية البكري، وأمينة البارودي، وأسمهان، وتحية كاريوكا، وكان له ابنة واحدة اسمها نهاد، وقد كان محبا للمغامرة وكان يعشق الحياة علي حافة الخطر وحاول الانتحار أربع مرات.

ابتعد أحمد سالم عن السينما بعد فيلم "أجنحة الصحراء"، حيث شارك في أعمال تجارية كبري في أعمال حرة أخرى مثل تجارة السلاح، وكانت له مغامرات في التجارة مشهورة حول الخوذات التي كانت تورد للجيش الإنجليزي وأحدثت هذه المشاكل ضجة في الأوساط الفنية وأيضا السياسية.

أما الرصاصة التي أودت بحياته، فهى عند شجاره مع الفنانة الراحلة أسمهان عام 1944، والتي كانت آنذاك زوجته حين عادت إلى المنزل في وقت متأخر، فرفع عليها المسدس ليطلق عليها الرصاص حينها هرعت صديقتها إلى الشرطة وأتت بها فحدث شجار بين أحمد سالم وظابط الشرطة، وتبادل الاثنان إطلاق الرصاص لتصيب إحداها أحمد سالم في الصدر ويعالج من الرصاصة ويشفى لكن آثارها تظل تؤلمه إلى أن يدخل المستشفى عام 49 وتفشل العملية وتنطلق روحه إلى بارئها.