لماذا أوقفت البحرين بث قناة "العرب" بعد يوم واحد من انطلاقها؟!

توجه المنامة لوقف القناة رسالة مودة للحكم الجديد بالسعودية
وفاة الملك عبدالله قضت على حلم الوليد بقناة "تلمعه"وتنافس الجزيرة
"العرب" تعترف وتوقف بث "مواجيز" الأخبار المقررة
صحف البحرين: هل أنتم عرب.. يا قناة «العرب»؟!
مسؤول بحريني: لو استمرت لن نستطيع الاعتراض على "الجزيرة"
لماذا استضافت"العرب" أحد أكبر المتشددين بحركة "الوفاق"؟!
بعد يوم واحد من انطلاق بثها الرسمي من المنامة، وبعد شهور طويلة من التحضيرات والتجهيزات بتكاليف تجاوزت 100 مليون دولار دفعها مالكها الأمير الوليد بن طلال خرجت قناة "العرب" للنور بقيادة الإعلامي السعودي الناجح جمال خاشقجي الذي أخذ على عاتقه وبنفسه الترويج للقناة وبرامجها عبر حسابه الشهير على موقع" تويتر".
لكن ما أن خرج الحلم الذي عمل عليه خاشقجي ورفاقه لسنوات حتى خرجت صحيفة "أخبار الخليج " البحرينية شبه الرسمية لتعلن وبعد 24 ساعة فقط من انطلاقها أن السلطات في مملكة البحرين قرّرت إيقاف بث القناة .
وقالت الصحيفة في خبرٍ مقتضبٍ في صفحتها الأولى للعدد الصادر هذا اليوم الإثنين، إن وقف بث محطة العرب يعود لأسبابٍ تتعلّق بعدم التزام القائمين على المحطة بالأعراف السائدة في الدول الخليجية، ومن بينها حيادية المواقف الإعلامية، وعدم المساس بكل ما يؤثر سلباً في روح الوحدة الخليجية وتوجّهاتها.
وكانت الصحيفة تشير بذلك إلى استضافة القناة في نشرتها الأولى أمس لقيادي بجبهة "الوفاق" الشيعية المعارضة للتعليق على قرار السلطات في البحرين سحب جنسية 72 مواطنا من معارضي النظام وهو الأمر الذي اعتبرته السلطات تجاوزا للخط الأحمر المرسوم للقناة .
الغريب أن هذا الموقف جاء بعد يوم واحد من إعلان مدير القناة جمال خاشقجي أن السلطات البحرينية منحته سقفا مفتوحا قائلا إن استضافة أبو بكر البغدادي " زعيم تنظيم الدولة الاسلامية" والشيخ على سلمان " زعيم حركة الوفاق البحرينية المعارضة" وقادة الإخوان بمصر سيكون مسموحا وستغطي المظاهرات في البحرين حال خروجها.
ورغم أن صحيفة "أخبار الخليج" لم تفصح عن مصدر قرار وقف بث قناة "العرب" وما إذا كان القرار نهائياً أو مؤقتا لكن المؤكد أن هناك شيئا قد حدث وربما تكون رسالة شديدة اللهجة للقناة وإدارتها ، وبالنهاية ستفقد القناة مصداقيتها وقد يدفعها للتفكير للخروج للندن حيث هامش الحرية أكبر.
ولم تعلق إدارة القناة أو وسائل إعلام أخرى مقربة منها على الخبر حتى الان أو تأكيد الخبر أو نفيه ، واكتفت القناة منذ ساعات صباح هذا اليوم، بعرض إعلانات برامجها الإخبارية لكنها لم تبث "مواجيز" الأخبار على رأس كل ساعة، كما هو مقررٌ ضمن خريطة بث القناة ، وتوقف خاشقجي على غير عادته عن التغريد عبر حسابه لساعات طويلة. لكن القناة بثت قبل قليل تعليقا مقتضبًا عبر حسابها علي "تويتر" تقول فيه: "توقف البث لأسباب فنية وإدارية وسنعود قريبا إن شاء الله"
وكان مدير عام القناة جمال خاشقجي، قد صرح بأن هناك أنظمة تحكم قناة العرب، أولها القضاء البحريني، وإن الحكومة البحرينية تملك إيقاف المحطة عن طريق القضاء البحريني أو عند صدور مخالفة من القناة.
وفي الإطار ذاته شن أنور عبدالرحمن رئيس تحرير صحيفة "أخبار الخليج" هجوما على القناة بعد استضافتها المعارض البحريني وقال في مقال له اليوم تحت عنوان " هل أنتم عرب.. يا قناة العرب؟! " قال فيه (..كم كانت دهشتي كبيرة وأنا أتابع النشرة الإخبارية الافتتاحية لهذه المحطة الفضائية الجديدة التي اختارت لنفسها اسم «العرب»، والتي انطلق بثها يوم أمس من البحرين، حيث استضافت في نشرتها الإخبارية الأولى «الوفاقي» المتطرف حتى النخاع خليل المرزوق لإعطاء رأيه في القرار المنشور يوم أمس بإسقاط الجنسية البحرينية عن 72 شخصا لقيامهم بأفعال تسببت في الإضرار بمصالح مملكة البحرين، وتصرفهم بما يناقض واجب الولاء للوطن ).
وأضاف ( السؤال المطروح هنا، وانطلاقا من الاعتبارات المهنية والموضوعية، لماذا خليل المرزوق فقط؟ أليس هناك جمعيات سياسية أخرى في البحرين لها مواقف ورؤى سياسية مغايرة، أو على الأقل لماذا لم تتم الاستعانة بمحللين سياسيين بحرينيين أو خليجيين محايدين لعرض وجهة النظر الأخرى؟! علمًا أنّ مَن تمّ سحب الجنسية منهم لا ينتمون إلى «الوفاق» فقط، بل ينتمون إلى مذاهب إسلامية مختلفة، فلماذا ممثل «الوفاق» فقط؟! أم أنّ هذه متاجرة بقميص «الوفاق»؟! ).
وقال ( نقول منذ البداية، إذا كانت هذه اتجاهات سياسة التحرير للمحطة الجديدة، فهنا نقول للقائمين على إدارة وتحرير قناة «العرب» إن هذا التصرف يضع علامات استفهام حول حقيقة توجهات إدارة التحرير في هذه القناة منذ الوهلة الأولى..أما المزايدات والادّعاءات باسم حرية الكلمة أو البث الفضائي الحر، فإنها سوف تسيء إليكم في عيون المشاهد العربي بأسرع مما تتخيلون ..بل وأكثر من ذلك، فإن إخفاقكم يمكن أن يكون قد بدأ يوم ميلادكم! ).
مصادر خليجية كشفت لـ"بوابة القاهرة " عن تفاصيل أكبر عن عدة أسباب لإقدام السلطات في البحرين على خطوة إغلاق القناة أو التهديد بها أهمها أن السلطات في البحرين ما زالت بمرحلة "جس نبض" للحكم الجديد في السعودية مع رحيل أكبر داعميها في الرياض وهو رئيس الديوان الملكي المعزول خالد التويجري المقرب أيضا من مالك القناة الوليد بن طلال.
وأشارت المصادر الى أنه رغم القناعة لدى السلطات في البحرين بأنه لن يكون هناك تغير في دعم السعودية للبحرين مع أي نظام يأتي في الرياض لأسباب إستراتيجية وأمنية للسعودية لكن المنامة لا تريد أي شائبة قد تعكر صفو هذه العلاقات مع إدراكها أن الأمير الوليد كان يهدف في الأساس من وراء هذه القناة ل"تمليع " صورته داخل السعودية تحسبا لإمكانية تحقيق حلم كامن ليه بإمكانية وصوله للحكم في السعودية والآن وقد تغير "مجرى النهر" داخل السعودية فإن الأمور تحتاج وقفة وربما يكون التيار ضد الوليد نفسه وبما يفتح النار على مكان بث قناته.
وأشارت إلى أن أجنحة داخل الحكم في البحرين تحدثت ومنذ وفاة الملك عبدالله عن مأزق قد تسببه قناة" العرب" للمنامة مع تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم والتي كانت حينها في طور التحضيرات النهائية للبث وأنها ربما اتخذت من استضافة القناة للمعارض الشيعي ذريعة لوقف بث القناة " العبء " بزعم مخالفتها للقوانين المرعية ، أو ربما قد يكون تم توريط القناة من قبل أجهزة أمنية لاستضافة المعارض الشيعي لحسم الأمور سريعا .
ملاحظة أخرى تشير إليها المصادر ذاتها وهى أن ذلك الجناح في الحكم البحريني كان منذ البداية معارضا لبث القناة من المنامة فالوضع البحريني لا يتحمل حسابات عدة فضلا عن أن تغطية القناة للشأن البحريني وهى تبث من المنامة سيعطي مبررا قويا لقنوات فضائية أخرى لتغطية الشأن البحريني وربما بتوسع أكثر وعندها لن تستطيع البحرين مجرد الاعتراض أو التلويح به.
المصادر الخليجية ذاتها أكدت انه بما تعرضت له قناة "العرب" وطريقة تغطية قناة "العربية" المنحازة تظل قناة "الجزيرة" وحدها صاحبة السقف الأعلى بين القنوات العربية.