الجمعة 17 مايو 2024 08:29 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

«قطر تمهد لطرد الإخوان».. تونس ملجأ جديد لـ«القرضاوي» وتركيا

كشفت مصادر مقربة من الديوان الأميري القطري أن الدوحة أمرت القيادات الإخوانية الموجودة على أراضيها بالتزام الصمت الإعلامي، تمهيدا لتسفيرهم إلى خارج البلاد، كما تعتزم ترحيل الشيخ المثير للجدل يوسف القرضاوي إلى تونس.

قالت مصادر مقربة من الديوان الأميري في قطر: إن أوامر صارمة صدرت أمس الجمعة لبعض القيادات الإخوانية الهاربة إلى الدوحة بعدم الحديث إلى وسائل الإعلام، مؤكدة أن ذلك يأتي كخطوة نحو تسفيرهم إلى دول مثل تركيا والسودان في وقت قريب.

وأكدت المصادر أن القيادة القطرية تريد أن تظهر لدول الخليج أنها جادة في الإيفاء بتعهداتها وخاصة تجاه الدول الثلاث التي سحبت سفراءها (السعودية والإمارات والبحرين)، والتي أكد مسئولوها أكثر من مرة أنهم لا يثقون في الوعود الصادرة من الدوحة؛ بسبب تعدد مصادر القرار، ويريدون من قطر خطوات عملية ملموسة، بحسب صحيفة "العرب" اللندنية الصادرة اليوم السبت.

تونس الملجأ الجديد لـ«القرضاوي»

من جهة أخرى، أكدت المصادر أن الدوحة وجدت حلا لوضعية رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي وهو الشخصية الأكثر إحراجا بالنسبة إليها، وأنه من المنتظر أن يكون مقره الجديد في تونس مثلما انفردت صحيفة "العرب" بذلك منذ أسبوعين.

ولفتت إلى أن أمر القرضاوي تم ترتيبه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي إلى قطر، وأن انتقاله سيكون أولا نحو السودان أو تركيا على أن يستقر في تونس لاحقا لتجنب ردة فعل القوى السياسية التونسية المعارضة التي رفضت استقدامه إلى البلاد.

وكانت مصادر دبلوماسية سعودية قد أكدت للصحيفة أن سفراء الدول الثلاث لن يعودوا في الوقت الراهن إلى الدوحة قبل أن تبرز إجراءات من جانب قطر تؤكد التزامها بالتعهدات التي أبدتها، وهي وقف التجنس، والتوقف عن دعم الشبكات والمؤسسات المحرضة داخل وخارج قطر سواء أكان هذا الدعم مباشرا أو غير مباشر.

وأشارت تلك المصادر على هامش الاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي الخميس لصحيفة "العرب" اللندنية الصادرة مساء الجمعة إلى أن قطر "ستلتزم حسب تأكيد أميرها بطرد الإخوان من الدوحة ووقف دعمهم في الخارج".

وتوقعت المصادر أن ينتظر الخليجيون شهرين لتقييم التعاون القطري معهم في المجالات المختلفة ومنها إيقاف عجلة التحريض على العنف الصادرة من مواقع إعلامية تابعة للدوحة.

تقليص دعم التنظيمات الإرهابية

ويرى محللون أن الكرة باتت في ملعب قطر وبات عليها أن تخفف من دعمها للقوى الإسلامية في المنطقة بعد التسوية الغامضة التي تم التوصل إليها بين وزراء خارجية دول الخليج في ختام اجتماع عقد الخميس الماضي في الرياض. وقال الدبلوماسي السعودي السابق عبد الله الشمري: إن البيان الصادر عن لقاء الرياض "وضع الكرة في مرمى الدوحة". وتابع الشمري: إنه "رغم ضبابية العبارات إلا أن الدوحة تعرف جيدا ماذا تريد الدول الثلاث منها"، ورأى الدبلوماسي السابق أنه "من الحكمة منح قطر الوقت المناسب للاستجابة لمطالب جيرانها، وهي تعي أن من مصلحتها الحفاظ على كيان المجلس".

تغيير برامج الجزيرة

وقال المحلل الإماراتي عبد الخالق عبد الله: إن قطر وافقت الخميس على تغيير لهجة برامج الجزيرة على أن يكون التغيير "تدريجيا".

وأوضح أيضا أن السعوديين طالبوا القطريين بوقف دعم المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن المنتشرين في شمال اليمن على مقربة من الحدود مع السعودية، إلا أن محمد المسفر - أستاذ العلوم السياسية القطري - اعتبر أن "السياسة الخارجية لقطر لن تتغير ولن تتبدل تحت أي ظرف من الظروف".

وتتهم دول خليجية قطر بدعم الإسلاميين المقربين من جماعة الإخوان في دول خليجية، وبالتحول إلى ملجأ للإسلاميين من دول عربية أخرى.

كما تعتبر قطر من أبرز ممولي جماعة الإخوان في مصر ومجموعات مقربة من هذه الجماعة في دول الربيع العربي، في حين أن العربية السعودية وباقي دول الخليج تدعم العسكريين المصريين.

ومن أبرز نقاط الخلاف بين الفريقين السياسة التي تتبعها قناة الجزيرة القطرية، والتي باتت بحسب بعض الدول الخليجية المتحدثة باسم الإسلاميين العرب وخصوصا الإخوان في مصر.