الخميس 2 مايو 2024 06:32 مـ 23 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

المحافظات

مكتبة الإسكندرية تفوز بجائزة التراث العربي

فاز "مكنز الفلكلور" الذي أصدرته مكتبة الإسكندرية بجائزة التراث العربي التي تمنحها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وهو من تأليف الدكتور مصطفي جاد.

ويأتي الكتاب ليمثل حجر الأساس لأرشيف الفولكلور القومي على أسس علمية وتقنية تساير الاتجاهات العالمية الحديثة. ولقد سجلت حركة الفولكلور العربي خلال هذه الفترة أيضاً ظهور جانب مهم في إطار توثيق البحث الفولكلوري، وهو الجانب الببليوجرافي؛ حيث صدرت أربع ببليوجرافيات أساسية في مجال علم الفولكلور تُسهم جميعها في تدعيم وبناء أرشيف الفولكلور العربي. وكان قد حان الوقت لأن يكون في المنطقة العربية مكنز متخصص في الفولكلور على غرار المكانز العالمية والعربية؛ مثل مكنز اليونسكو، ومكنز الجامعة العربية الصادر عن مركز التوثيق والمعلومات
 بجامعة الدول العربية، ومكنز الصور الإثنوجرافية Ethno photo الفرنسىي، وأن يكون لكل عنصر فولكلوري عربي رقم في أرشيف قومي متقدم، وأن تكون للحديث عن حماية الفولكلور مرجعية نستند إليها.

ويقول الدكتور مصطفي جاد: "نأمل أن يخدم المكنز الذي يستوعب حوالى 8000 واصفة، تكشيف المادة الفولكلورية بوسائطها المتعددة، وبذلك نكون قد بدأنا الخطوات الأولى في إعداد نواة علمية لقاعدة معلومات قوية للمأثورات الشعبية العربية، كما يمكننا أن نبدأ بخطوات راسخة في مشروع أرشيف الفولكلور الوطني".

وقد بدأ الشروع في إعداد هذا المكنز عندما تقدم الدكتور مصطفي جاد بخطة عمل إلى مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية.

وتعد أكثر التعريفات تداولاً وشهرة بين المتخصصين في علم المعلومات لمفهوم المكنز Thesaurus هو التعريف الذي اعتمدته المنظمة الدولية للتوحيد القياسي International Standardization Organization والذي يشير إلى أن "المكنز من حيث الوظيفة هو وسيلة ضبط للمصطلحات، وتُستخدم للترجمة من اللغة الطبيعية للوثائق من قبل المكشفين أو المستفيدين إلى "لغة نظام" أكثر تقييداً (لغة توثيق، لغة معلومات). والمكنز من حيث البناء هو لغة مضبوطة وديناميكية تتكون من المصطلحات المتصلة ببعضها البعض دلالياً وهرمياً وتغطى أحد حقول المعرفة
ونستطيع في هذا الإطار أن نقف على مجموعة من المحاور الأساسية التي تكشف لنا مراحل إعداد مكنز الفولكلور، ومراحل تطوره، والاستفادة من بعض التجارب العربية والعالمية في بناء هذا المكنز حتى أصبح في هيئته الحالية: الغرض من إنشاء المكنز، خصائص لغة الاسترجاع، مكنز الإثنوفوتو الفرنسي، الفولكلور في المكانز وخطط التصنيف ورؤوس الموضوعات، جمع مصطلحات مكنز الفولكلور، تصنيف وتسجيل الواصفات، القسم المصنف والقسم الرئيسي للمكنز، الرموز المستخدمة ، التحرير والمراجعة، اختبار المكنز، والإنتاج واستخدام الحاسب الآلي.

حدد تاريخ حركة الفولكلور العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة، قد حدد المجال الموضوعي لعلم الفولكلور، وإن اختلفت طرائق التصنيف للموضوعات المختلفة، غير أن المجال الموضوعي لم يخرج عن الموضوعات الأربعة التالية: المعتقدات والمعارف الشعبية – العادات والتقاليد الشعبية – الأدب الشعبي – الفنون الشعبية.
أنشئ هذا المكنز بحيث يُغطى أوعية المعلومات: المكتوبة والمسموعة والمرئية والمصورة وإيجاد العلاقات المنطقية بينها، وهو طموح مشروع في ظل الإمكانيات التكنولوجية المطروحة الآن، فضلاً عن طبيعة المادة الفولكلورية ذات الوسائط المتعددة. وإذا كان موضوع الفولكلور يمثل فرعاً موضوعياً ضمن تصنيفات المعرفة العشرة، فإن هذا التحديد – أو التضييق الموضوعي – يؤكد أيضاً على مشروعية التوسع في أوعية المعلومات التي نتعامل معها، ومن ثم فإن مكنز الفولكلور يُغطى الأوعية التالية: الأوعية المسموعة، الأوعية المصورة، الأوعية المرئيـة، والأوعية
 المدونــة.
وتعتمد جميع الواصفات مباشرة على الحاسب الآلي في عمليات الإضافة والرصد، وهو وسيط لا بديل له في الوقت الراهن. ولا جدال في أن استخدام الحاسب في إعداد المكنز قد وفر علينا عمليات كتابية وروتينية كثيرة، كما أنه قلل من الأخطاء إلى حد كبير. وقد قمنا مع فريق العمل بقسم التراث الشعبي بالمركز القومي لتوثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية، بتصميم برنامج متخصص يحوى واصفات المكنز لإتاحة تطبيقه؛ بحيث يتسنى إخراج هذا البرنامج على أقراص ممغنطة (سى دى)، يمكن لأية مؤسسة متخصصة في مصر أن تستخدمه في عمل أرشيفها الخاص. ومن ثم يكون
 لدينا نظام موحد في التكشيف الرقمي لاستدعاء المعلومات الفولكلورية. ومن الإنصاف هنا أن نشيد بالجهد العلمي والتقني لفريق المركز، وبخاصة المهندسة وفاء القصاص التي ساهمت بخبراتها في مجال البرمجيات لعمل قاعدة معلومات قائمة على هذا المكنز، والأستاذ أحمد حسونه الذى تابع الاختبارات العملية لإدخال المادة الميدانية بقاعدة المعلومات، وقد توفر لفريق العمل  حالة من التناغم الخلاق والروح الجماعية التي قلما تتوفر في مكان آخر.

وسيقوم المركز بنشر البرنامج مع المجلد الثاني من المكنز مع شرح لطريقة استخدامه، كما سيقوم بالمبادرة الأولى في تطبيق هذا المكنز، بحيث يُختبر باستخدام حواسب إلكترونية ذات قدرات عالية وفائقة السرعة مثل برنامج Oracle 9I الذي يتيح استيعاب ملايين العناصر المدونة والمصورة والمرئية، واسترجاع المادة الفولكلورية من جميع الأوجه (الموضوع – المكان – الزمان – جامع المادة – الإخباري ..إلخ)، فضلاً عن إنشاء موقع متخصص على شبكة الإنترنت يتيح للمستخدمين في أي مكان في العالم الاستفادة من المادة الفولكلورية، كما يتيح لهم تزويد المكنز ببعض المواد
 أو الواصفات التي يرغبون في التعامل معها.