المملكة العربية السعودية تستضيف الاجتماع الثالث لوزراء الثقافة فى الدول العربية وأمريكا الجنوبية

زخم سياسى وثقافى تشهده المملكة العربية السعودية، يؤكد حرصها الدائم على مواصلة التقدم وإرساء دعائم التعاون المشترك إقليميا ودوليا.
ففى خضم احتفالات المملكة بالذكرى التاسعة للبيعة وتولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، وكذلك فوز خادم الحرمين الشريفين بجائزة شخصية العام الثقافية 2014، جاء احتضان المملكة ايضا لأعمال الاجتماع الثالث المشترك لوزراء الثقافة العرب ونظرائهم من دول أمريكا الجنوبية على مدى اليومين الماضيين، برعاية خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية، وبالتعاون مع الجامعة العربية والجانب الأمريكى الجنوبي.
وأكد المشاركون ضرورة مواصلة الجهود من أجل تعزيز التعاون الثقافى بين الجانبين العربى والأمريكى الجنوبى، بما يخدم مصالح الجانبين وتصحيح الصورة الذهنية حول العرب والمسلمين.
وعلمت «النهار» أن بيان الرياض الذى سيصدره وزراء الثقافة العرب ونظراؤهم من امريكا الجنوبية اليوم، يؤكد ضرورة تفعيل قرارات القمم الاخيرة بين الجانبين منذ قمة البرازيل 2005» والدوحة»2009» و» ليما 2012 «، وضرورة توسيع الحوار بين الجانبين، بما يسهم فى تعميق التعاون السياسى وتفعيل المشروعات المشتركة بين الجانبين.
وقد دعت الجامعة العربية الى تعزيز التعاون الثقافى المشترك، وقال د. محمد الصوفى، الوزير المفوض، مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات بالجامعة العربية، فى استعراضه لـ «مستقبل التعاون الثقافى العربى الامريكى الجنوبي»، إن الحضور العربى فى امريكا الجنوبية لا يثير أى نوع من المشكلات أو التخوفات خلافا لما عليه الحال فى مناطق مهمة من العالم، حيث خلفت تداعيات احداث 11 سبتمبر توجسا لدى البعض ومواقف تتسم بالنمطية والتحامل احيانا لدى الكثيرين، وبالتالى فإن هذا البعد المتعلق بالحضور العربى مفيد لتنمية علاقات وطيدة متعددة الجوانب بين العالمين، بما يخدم السلم والامن والتبادل الثقافى والتجارى بين الاقليمين، وذلك من منطلق ان علاقات الجنوب بالجنوب مبنية على الندية والتكامل والاحترام المتبادل، وليست على الفوقية والنظرة الدونية.
وطالبت الجامعة العربية بضرورة اجراء تقييم شامل لما تم حتى الآن فى المجال الثقافى على مستوى الحوار بين الجانبين والخطوات المطلوبة لتعزيز هذا التعاون، خاصة ان هناك مجالات متنوعة من ابرزها اصدار دراسات ومجلة بعنوان «المجلة العربية الامريكية الجنوبية»، وترجمة كتب من العربية الى الاسبانية والبرتغالية والعكس، وانشاء مكتبة افتراضية، ومشروع متنقل بعنوان «قصة نهرى الامازون والنيل» ومعرض للصور بعنوان « الوجود العربى فى امريكا الجنوبية « وانتظام منتدى السينما الامريكية الجنوبية على هامش مهرجان قرطاج الدولى السينمائى لامريكا الجنوبية، كما تقرر انشاء قاعدة بيانات حول اهم المجالات الثقافية، وذلك بالتركيز على الفعاليات والشخصيات الثقافية فى كلتا المجموعتين.
وأوصى د. الصوفى بضرورة تشكيل لجان متابعة عربية امريكية جنوبية تنظم لقاءات منتظمة بمشاركة منظمات المجتمع المدنى والبرلمانيين والمنظمات الاقليمية لخلق بوتقة لتبادل الآراء فى الشأن الثقافى، وتبنى المقاربات المفيدة لتأسيس حوار ثقافى مثمر بين الجانبين، وتنظيم ندوات وورشات مشتركة لدعم ومضاعفة مستوى التبادل، ووضع خطة لجمع المقالات للمجلة العربية الامريكية الجنوبية مع خطة موازية لتوزيعها فى مختلف المكتبات والجامعات ومراكز البحث الوطنية، والعمل على ترقية تدريس اللغات المشتركة بكل المستويات التعليمية وتبادل البعثات الطلابية والعلمية بين المنطقتين، وتكثيف المشاورات لإرساء نواة حوار حضارى بين المجموعتين، يتناول بالاساس إشكاليات الهوية والاندماج ودور الدين فى الحياة العامة ونشر نتائجه، لتستفيد منها مختلف الحضارات والاديان.
من جهته أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان، أن الاجتماع الثالث لوزراء الثقافة فى الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، يهدف لتعزيز المشتركات الثقافية التى تسعى لعقد شراكات للتبادل الثقافى فى مجال الفنون ومعارض الكتب والخبرات والتجارب، ونقل المشتركات والمميزات الفنية والثقافية وتبادلها بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، لما يضمن تشكيل عناصر مشتركة وقوية بين هذه الدول، وإيجاد أرضية مشتركة تجمع بين الشعوب وتعزز تبادل الفكر والثقافة والفن بينها.
من جهته أكد السفير ابراهيم محيى الدين، مدير ادارة الأمريكتين، اهمية التعاون الثقافى بين الجانبين موضحا أنه يصب لصالح القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية، كاشفا أن هناك 40 مليوناً عربياً فى دول امريكا الجنوبية، وقد استطاعت الجامعة العربية إفشال خطة اللوبى اليهودى هناك لتزييف يوم التضامن مع الشعب الفلسطينى فى 29 نوفمبر وجعله يوما للصداقة الاسرئيلية البرازيلية، كما تسعى الدول العربية نحو مزيد من التنسيق لكسب التأييد الامريكى الجنوبى تجاه القضايا العربية أمام المحافل الدولية.