حمدين صباحى هل يسعى لدور الوصيف أم يحلم بتحقيق المستحيل فى مواجهة السيسى؟

ظل حمدين صباحى صاحب المركز الثالث فى انتخابات الرئاسة الماضية متردداً بين الترشح وعدم الترشح للانتخابات الرئاسية راهناً الأمر بترشح المشير السيسى من عدمه ..لكنه فيما يبدو كان يراهن على احتمالات عدم ترشح السيسى ما يجعل نظرية الرئيس والمشير تمضى فى طريقها للتحقق بعد أن طرحها بعض انظاره فى استدعاء لثنائية عبدالناصر وعامر ..فى النهاية اصبح ترشح السيسى واقعاً وقرر صباحى أن يخوض الانتخابات فهل يسعى صباحى لدور الوصيف أم أن لديه حلماً بتحقيق المستحيل وهزيمة السيسى؟ الإجابة فى سطور التقرير التالى :-

أخيراً حسم حمدين صباحى  مؤسس التيار الشعبى أمره وأعلن السبت الماضى الترشح فى انتخابات الرئاسة القادمة فى مصر.

وقال فى كلمة أمام حشد من أنصاره «أنا المواطن حمدين صباحي.. قرارى الشخصى أن اخوض معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة».

واضاف «هذا قرارى الشخصى وواثق ومطمئن أن القرار الرسمى سيؤيد قرارى والأغلبية فى مجلس أمناء التيار الشعبى وحزب الكرامة».

وأشار صباحى إلى أن قراره بالترشح للرئاسة يأتى استجابة لرغبة الشباب مؤكداً أنه لا تحالف مع أى مؤسسة أو فرد يظن أن ثورة يناير مؤامرة أو أن ثورة يونيو انقلاب»، فى إشارة للفلول و للإخوان المسلمين.

دراسة موقف

أما الهيئة العليا لجبهة الإنقاذ ، فإنها قالت: إنها ستجتمع خلال الأيام المقبلة، لدراسة موقفها من انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، لدراسة الموقف من إعلان حمدين صباحي، عضو الهيئة العليا للجبهة، خوضه انتخابات الرئاسة فى مصر.

وبهذا الإعلان يكون حمدين صباحى أول من يقرر المنافسة على الرئاسة، أقوى منصب سياسى فى مصر الذى بات المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع أبرز المرشحين له فى حال قرر بدوره إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية.

يأتى قرار صباحى بخوض الانتخابات الرئاسية فى الوقت الذى يقول مراقبون إنه فى حال وافق السيسى على الترشح للرئاسة فمن شبه المؤكد ان يفوز بها حيث انه يحظى بشعبية جارفة منذ ان عزل مرسى فى 3يوليو.

والسيسى الذى قاد عملية عزل مرسى بعد تظاهرات شعبية حاشدة ضد حكمه الذى استمر لعام واحد فقط، اضحى بلا ادنى شك الرجل الاكثر شعبية فى مصر ويعتبر فى نظر الكثيرين الزعيم القادر على انهاء حالة عدم الاستقرار السياسى والعنف التى تضرب البلاد منذ العام 2011 .

وفى نهاية يناير2014 ، فوّض المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى الترشح لانتخابات الرئاسة المتوقع عقدها منتصف شهر ابريل القادم ، ما يمهد الطريق امام الرجل القوى فى مصر، الآن  لتولى الحكم.

جدل الترشح

قصة ترشح السيسى للرئاسة تفجر بين الحين والآخر جدلا إعلاميا كتلك التى تفجرت عبر  صحيفة السياسة الكويتية التى نشرت عنوانا عن نية السيسى للترشح  فى صيغة حوار عنوانه «نعم لقد حسم الأمر وليس أمامى إلا تلبية طلب شعب مصر».

وأضافت الصحيفة ما قالت إنه نقلا عن السيسى أن مطالبة المصريين له بالتقدم لشغل المنصب هى «أمر سمعه القاصى والدانى ولن أرفض طلبه.. سأتقدم لهذا الشعب بتجديد الثقة عبر التصويت الحر».

ووصف  المتحدث باسم الجيش التقرير بأنه «اجتهادات صحفية» لكنه لم ينف نية السيسى الترشح.

 صباحى من جانبه أكد  ترحيبه بالمنافسة الشريفة من كل المصريين المتقدمين للانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أن الشعب المصرى لديه من الخبرة ما يجعله يختار ما فى صالحه، وأنه سيحترم اختيار الشعب.وهو ذات الأمر الذى قاله السيسى واحتل عناوين الصحف المصرية مطلع هذا الأسبوع ويرى كثيرون أن ترشح صباحى سيعطى زخماً للمنافسة.

صباحى أكد أيضاً  أنه سيوقع على مبادرة «عقد الثورة»، وأنه سيشكل فريقا رئاسيا بناء على وثيقة عقد الثورة، فى حالة فوزه بانتخابات الرئاسة المقبلة.

الإرهاب

وما بين إعلان صباحى الترشح والحديث عن ترشح السيسى تبدو مصر بحاجة إلى رئيس قوى للتصدى للإرهاب حيث ان أخبار المواجهات الأمنية التى يخوضها الجيش مع الجماعات التكفيرية المتشددة فى سيناء مستمرة على اشدها.

حيث نفذ الجيش ضربات جوية فى شبه جزيرة سيناء التى تستخدمها العناصر المتطرفة قاعدة لشن هجمات فى مختلف انحاء البلاد قتلت واصابت عدداً من الإرهابين .

ويأتى ذلك، بينما اعلنت جماعة متشددة جديدة فى مصر تدعى اجناد مصر فى بيان نشر على صفحة تحمل اسمها على موقع فيسبوك على الانترنت مسئوليتها عن تفجيرين استهدفا قوات الشرطة فى مدينة الجيزة الجمعة وتوعدت بشن المزيد من الهجمات.

هذا فى الوقت الذى تواصل فيه أجهزة الأمن الحرب ضد الإرهاب بينما يقوم الجيش بانتظام شن حملات على الجماعات الاسلامية المتطرفة والتكفيرية فى سيناء منذ الحملة التى اطلقها فى اغسطس 2013 .

وأبرز هذه الجماعات جماعة انصار بيت المقدس التى تبنت غالبية الهجمات التى استهدفت قوات الامن فى الآونة الاخيرة واخطرها الهجوم الانتحارى الذى استهدف فى ديسمبر الماضى مديرية امن مدينة المنصورة موقعا 16 قتيلا ثم تفجير مديرية أمن القاهرة فى نهاية يناير .

ومابين انباء الترشح لانتخابات الرئاسة وتفجيرات متناثرة هنا وهناك وضبط ذخائر ومتفجرات يترقب المصريون رئيساً قويا بإمكانه لجم الإرهاب بل القضاء عليه فى مهمة بالغة الصعوبة ..لكنها تقود إلى السيسى من بين قائمة كل الساعين للكرسى فى مصر.