ندوة فيلم ”بن بابل ” ” العراق”

حول الأوضاع المتردية في العراق إبان فترة الحكم السياسي منذ عام 2003 وحتي احتلال العراق ,والمقابر الجماعية التي امتلاءت بشهداء الحكم الديكتاتوري هذا مادار حوله الفيلم العراقي بن بابل والذي دارت حوله ندوة بمركز الإبداع حضرها مخرج العمل , حيث شارك الفيلم بالمسابقة الرسمية للمهرجان .ويحكي الفيلم عن طفل بالغ من العمر 12 عاماً يقطن مع وجدته بكردستان في العراق , وتبدأ رحلة البحث عن والده المفقود في السجون منذ سنوات بداية من بغداد وحتي الناصرية وصولاً إلي بابل لكن دون العثور علي جثته داخل المقابر الجماعية ,وينتهي الفيلم بحالة إنسانية بالغة الصورة والمعني .بدأت الندوة بتعريف المخرج حيث بدأ دراسته بكلية الفنون الجميلة ببغداد ثم اتجه إلي هولندا لدراسة ادارة التصوير وحصل علي الماجستير في التصوير من بريطانيا , الي جانب انه قام بإخراج عشرة افلام روائية قصيرة بهولندا وبريطانيا ,ويعد فيلم بن بابل هو ثاني عمل روائي طويل بعد فيلمه احلام والذي شارك به في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعام 2005 ,واستحوذ بن بابل علي 16 جائزة عالمية بعد ان شارك في 40 مهرجان عالمي.ثم تحدث المخرج عن العراقيل التي واجهته أثناء الإنتاج والتصوير قائلاً : لايوجد دعم حقيقي للسينما في العراق , ولتقديم فيلم مدته 45 د .ق في العراق فهذا أمر في غاية الصعوبة لانه لايوجد بنية تحتية في العراق منذ حرب عام 1990 وحتي عام 2003 حيث أن الفيلم استغرق ثلاثة أيام .والقي احد الحاضرين سؤالاً عن الفيلم قائلاً : الفيلم اثار حالة من الشجن ,ولكن تتر النهاية كان يحمل مؤسسات سا ندت مع الفيلم فكيف واجهت صعوبات مع هذا الكم من المؤسسات المنتجة للفيلم ؟فأجاب الدراجي قائلاً :لأن احداث الفيلم تدور في أكثر من محافظة في العراق كان من الصعب ان تصل الماده الفيلمية من الناصرية مروراً بمحطة بغداد لتصل الي المختبر في بريطانيا , واثناء التصوير حدث انفجار فانسحبت الشركات المساهمة في انتاج الفيلم وتوقفت عن تصوير الفيلم أكثر من 20 مرة ثم عادت مرة أخري وبدأنا التصوير ليظهر الفيلم بهذا الشكل الفني المتقفن بعد ان جمعت 7 دول لإنتاج الفيلم فمن مصر art وهولندا وبريطانيا وفرنسا والإمارات وفلسطين عكس المؤسسات العراقية التي رفضت ان تشارك في انتاج الفيلم اثناء تصوير الفيلم , وبرغم ان الميزانية ضخمة لكن لا توجد أجور لطا قم العمل وجميع العاملين بالفيلم .وقال احدهم ان الفيلم ادانه لحزب البحث والإحتلال الأمريكي يظهر بصورة جبدة بالفيلم ,والتمويل الأجنبي عندما يمول فيلم عربي يضع علامات استفهام كثيرة علي الفيلم ؟فرد المخرج قائلاً : هدفي من الفيلم هو تسليط الضوء علي الماضي لا عن الفترة الزمنية الحالية وبالفعل الفيلم ادانه لحزب البعث ومافعله من جرائم ,وعلي سبيل المثال شخصية موسي كان يعمل في الحرس الجمهوري لكنه كان مجبراً علي مافعله من جرائم وماحدث في العارق كان خارج عن ارادتهم واذا تحدثت عن الإحتلال الأمريكي سأعتبر ذلك فيلم لمجرد البروبجنده لكني في فيلم بن بابل تحدثت عن اللحظات التي مرت بها الأم في رحلة البحث عن ابنها في فترة حكم صدام حسين وهو يعد تجربة انسانية .وعلق احمد عز الدين صحفي بالأهرام قائلاً : الفيلم من الناحية السينمائية في غاية الإبداع لكن ايقاع الفيلم بطئ وتعايشت مع المأساة لكن بشكل بطئ كذلك التتر أخذ أكثر من 5 دقائق , وماهي الشروط التي تعرض لها لتنفيذ الشكل كما تريد ؟فأجاب نافياً اي ضغوط مارست عليه من المؤسسات المشاركه بالفيلم , لكن الضغط كان من الجهه العراقية وخاصة مكتب مستشار الوزراء حيث ساهم بنسبة 15% وحكومة كردستان لم تدعم الفيلم , أما ايقاع الفيلم فهذة وجهة نظرك عن الفيلم والذي يختلف من مشاهد لأخر .واشاد احد الحاضرين بأغنية الفليم فقد اعطت روح له , كذلك التمثيل ومعاناتهم التي ظهرت بصورة طبيعية فقال المخرج : هذة الأغنية والتي غنتها امرأة في مشهد السجن بالناصرية كانت امرأة من منظمة تهتم بالنساء الذين فقدوا اولادهم فقد غنت علي اثنين من اولادها الذين راحوا قبيل الحرب .وعن المقابر الجماعية قال احد الحاضرين انه أثناء فترة حكم صدام لم يكن مسؤل عن تلك المقابر لكن رسالة الفيلم موجهه إلي صدام دون التطرق إلي الإحتلال الأمريكي او التنويه عنه ؟ودافع المخرج قائلاً نحن كعراقيين تطرقنا إلي ثلاثة حروب وأنا كعراقي واسكن بالعراق اذا اعترضت شكلة ببيتي لابد أن اتحدث عنها لأجد لها كافة الحلول .وسأله اخر ركزت علي قضية البحث عن الأب, كان ممكن ان تتطرق الي جوانب اخري, ويحمل الفيلم كثير من التكرارية في مشاهد المقابر لماذا ؟ فعلق الدراجي علي سؤاله قائلاً القضية تحمل معاني متعددة مرتبطة بإظهار الصورة العراقية في تلك الفترة فركزت علي مشاعر الممثلين لكي اوصلها بطريقة سليمة , أما عن تكرارية المشاهد لم اتطرق الي تفاصيل عن المقبرة ولكن قدمت مايحدث داخل المقبرة كمشهد حوار الطفل أحمد مع الحمار ومشهد أم ابراهيم وهي تتحدث باللغة الكردية مع امرأة فقدت ابنائها وتجيب عنها بالعربية بهدف التنويه عن فقدان التواصل , فهذا بناء للمشاهد وليس تكرار للأحداث .علق مساعد مخرج علي الموسيقي التي ظهرت بالفيلم وخاصة اداة الناي التي يحملها الطفل احمد لماذا لم توظف بشكل جيد فقال المخرج الفيلم بالنسبة الي أغنية والطفل كان يعزف بطريقة واقعية تبرز طبيعة الأحداث ففي نهاية الفيلم عزف علي الناي وهو يبكي علي رحيل جدته لكن الناي لم يصدر صوتاً وهذا مقصود .أما الناقدة بجريدة الأخبار مشيرة ان الفيلم انساني يدور في واقع سياسي وسألته كم مدة استغرقت لتدريب الطفل احمد حتي يظهر بصورة طبيعية دون اصطناع في التمثيل , ورد قائلاً التقيت بالطفل احمد في حفل غنائي ,كان يجلس بالقرب من المدرج ويتحدث اللغة العربية بشكل بسيط واستغرق تدريبه 4 شهور وجعلت له الفيلم بمثابة لعبه ليقدم الدور بشكل جيد .واختتمت الندوة اخيراً بسؤال صحفية من العراق قائلة هل افلامك الجديدة ستناقش الحرب بين الطائفيين والصحفيين الذين استشهدوا بالحرب ,فعنوان الفيلم بن بابل والطفل من كردستان فكيف ؟بن بابل يرمز الي كل العراقيين فهو احمد وابراهيم وموسي وهي رحلة الي الجنوب وتنتهي الرحلة ببابل فالفيلم عبارة عن رموز يستشفها المتلقي من بين ثنايا الفيلم فهي الحضارة وليس بابل فقط ومن الصعب ان نصنع فيلماً يحمل كل هذه المشاعر داخل العراق وخاصة مشهد الموتي والدليل علي ذلك ان مصور الفيلم لم يستطع تكملة احداث الفيلم لما فيه من مشاعر مأ ساوية .تابعت الندوة : نورهان عبدالله .