حسن البنا صانع التكفير

مرت مائة وسبع سنوات على ميلاد اكثر شخصية مصرية أثارت الجدل على مدار أكثر من قرن من الزمان ، إنه حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا، مؤسس الجماعة ومرشدها الأول، ولد فى مدينة المحمودية بمحافظة البحيرة فى 14 أكتوبر 1906، أخذ التصوف عن الشيخ عبد الوهاب الحصافي شيخ الطريقة الحصافية الشاذلية في عام 1923، حيث كان للشيخ الحصافي أثر كبير في تكوين شخصية البنا، تخرج في دار العلوم عام 1927، ثم عين مدرسا في مدينة الإسماعيلية عام 1927، أسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928، ونقل إلي مدينة قنا بقرار إداري عام 1941، ترك على إثرها مهنة التدريس في عام 1946م ليتفرغ لإدارة جريدة الشهاب واغتيل في 12 فبراير عام 1949م.
جماعة الإخوان المسلمين – أو بالأحرى الجماعة المحظورة- استطاعت خلال 85 عاما إثارة الجدل حول حقيقة أفكارها التي تبنتها منذ تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنا، والسؤال هنا “هل تبنى حسن البنا مؤسس الجماعة فكرًا تكفيريًا” أم كانت مجرد دعوة إلى تأسيس جماعة يكون لها شأن آخر.
يحتاج الأمر إلى قراءة ثانية ، لأن القراءة التي عرف واشتهر بها تشير إلى وسطيته ، أما القراءة الحقيقية تدل على أنه صانع التكفير فى القرن العشرين .
بدأ ثروت الخرباوى ’ القيادى الأخوانى المنشق ، حديثه عن حقيقة حسن البنا بهذه الكلمات ، حيث أكد أن “البنا” أول من وضع ملامح المجتمعين، “مجتمع الإيمان الصحيح” وهو مجتمع الإخوان، و”مجتمع الباطل” وهو باقي المسلمين بما فيهم العلماء والفقهاء .
وأضاف الخرباوي أن رسائل حسن البنا – خاصة رسائل “التعاليم” – تضمنت العديد الاتهامات للأمة بأنها كافرة وغاب عنها الإسلام منذ قرون ، وأن الله أرسله هو وجماعته ليعيد الإسلام لها .
قال طارق أبو السعد : ” إن حسن البنا مارس شكلاً من أشكال الخداع الفكري ، فقد صنع جماعة ظاهرها الدعوة وباطنها استخدام القوة والتكفير، مستشهدًا بقول حسن البنا “سنستخدم القوة عندما لا يجدى غيرها ، وسننذر أهلها قبلها، وسنكون شرفاء ونتحمل النتائج”، التى قالها فى رسالة المؤتمر الخامس، و”البنا” بث هذه الأفكار داخل الإخوان ، والإخوان غير مدركين أنه وضع بذرة التكفير فى أدبياته .
وأوضح أبو السعد أن الجماعة لم يكن هدفها الأخير ممارسة الدعوة ولكن انتزاع السلطة، مشيرًا إلى أن البنا كان يقبل بهؤلاء الذين يؤمنون بالدعوة ليكونوا ظهيرًا شعبيًا له عندما ينتزع السلطة، ولا يريد من هؤلاء فى مرحلة التعريف إلا 12 ألفًا يعدهم إعدادًا عقائديا سليمًا ليخوض بهم المعركة الفاصلة ضد الحكومات والأهالى والأجهزة الأمنية، حيث يرى أن الحكومة لا تطبع شرع الله، مؤكدًا : الفكر التكفيرى عند البنا كان مدسوسا ف فكر دعوي ظاهره دعوي وباطنه تكفيري .
وأضاف أبو السعد أن البنا قسم الإيمان إلى ايمانين ايمانهم أى الاخوان وهو ايمان نشط، وايمان من دونهم وهو ايمان خامل”، إذن لا نستطيع إلا ان نقول انه وضع بذرة الفكر التكفيري .