أثر التحولات السياسية في إيران على مستقبل العلاقات مع مصر
قدّمت الدكتورة شيماء المرسي، الخبيرة في الشأن الإيراني، 10 نقاط موجزة لفهم التحولات السياسية في إيران وتأثيرها على مستقبل العلاقات مع مصر، موضحة أن المشهد السياسي الإيراني يتسم بتنوع الانقسامات داخل كل تيار، فبين المحافظين، هناك متشددون يرفضون أي تنازل، ومعتدلون يسعون لموازنة ثوابت الثورة مع التفاعل الذكي مع العالم، بينما ينقسم الإصلاحيون بين معتدلين للإصلاح التدريجي، وثوريين يسعون لتغييرات أكثر جرأة.
وقالت «المرسي» في تحليلها: «لكن، بعد حرب الإثني عشر يومًا، ظهر صدام بين هذه التيارات حول مستقبل إيران، ما أتاح تقاربًا غير معلن بين المحافظ المعتدل والإصلاحي الثوري، لتقديم مواقف مدروسة تدعم أيديولوجية القائد الأعلى، علي خامنئي»، مؤكدة أنه تشكل الآن داخل إيران جناحان رئيسيان: أصولي معتدل وإصلاحي ثوري، يعكسان توجهًا سياسيًا واجتماعيًا أفرزته النخبة الإيرانية، بما في ذلك التكنوقراط بعد الاتفاق النووي 2015.
وأضافت الدكتورة شيماء المرسي، أن هذا الجناح يجمع بين الشرعية الثورية والبراغماتية الدولية، ويعكس إعادة توزيع محسوبة للأدوار السياسية ضمن ما يعرف بـ«المرونة الثورية» «نرمش قهرمانانه»، وهو المفهوم الذي وصف به خامنئي السياسة الخارجية الإيرانية بعد الاتفاق النووي، موضحة أنه أبرز نخبة هذا الجناح: رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي الإصلاحيان الثوريان، وعضويّ مجمع تشخيص مصلحة النظام ناطق نوري ومحمد باهنر، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني المحافظون المعتدلون، إضافة إلى تحول مستشار المرشد الأعلى علي شمخاني من متشدد إلى محافظ معتدل.
وذكرت الخبيرة في الشأن الإيراني، أن هذا التحول يظهر ديناميكية جديدة في السياسة الإيرانية، حيث يوازن المعتدلون الثوريون بين المبادئ الثورية والمرونة الاستراتيجية، لحماية مصالح الدولة داخليًا وإقليميًا، ويضع مستقبل النظام رهين قدرة القيادة على دمج الأجنحة المختلفة تحت مظلة واحدة لمواجهة الضغوط الدولية، وعلى المستوى الإقليمي، تتبنى إيران في سياساتها الإقليمية لعام 2025 نهج نظرية التهديد المتوازن لستيفن والت 1987، التي ترى أن التحالفات تُبنى لمواجهة التهديدات المدركة وليس القوة المطلقة.
وأكدت الدكتورة شيماء المرسي، أن طهران لا تعتبر نفسها قوة مهددة، بل ترى نفسها محاصرة ومستهدفة، ما يدفعها لبناء تحالفات دفاعية ومرنة مثل محور المقاومة في سوريا ولبنان والعراق واليمن، لتأمين عمق استراتيجي وردع لإسرائيل، والحد من الحصار الأمريكي والغربي، وفي المقابل، تعتبر مصر قطبًا مؤثرًا في الشرق الأوسط، لدورها في ملفات غزة والعراق وسوريا والبحر الأحمر، وقدرتها على التأثير في مواقف الدول العربية.
وذكرت أنها ركزت على تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني معها، ولا سيما حماية قناة السويس الحيوية، التي سجلت إيرادات بلغت 11.6 مليار جنيه للعام المالي 2024-2025 بزيادة 38% مقارنة بالعام السابق، مستفيدة أيضًا من خبرتها في مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا لمواجهة تهديدات الجماعات المتطرفة في شبه جزيرة سيناء، خاتمة تحليلها، بأن إيران لا تسعى إلى تحالف مصري شامل، بل تهدف إلى تحييد القاهرة عن محور الضغط العربي، وتقليل الضغوط السياسية والدبلوماسية عليها، باعتبارها شريكًا محتملًا يعزز التوازن الإقليمي ويخفف الضغوط الدولية.
وأكدت، أن مصر قد تستفيد من خبرة إيران في تأمين ممر قناة السويس ومواجهة الجماعات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، وكذلك من فائض الغاز والنفط والبتروكيماويات والمنتجات الطبية الإيرانية المبتكرة، مع إمكانية إقامة تبادل تجاري بالعملات الوطنية الموحدة، لا سيما أن الدولتين عضوتان في مجموعة بريكس.


.jpg)




.jpg)


.jpg)
.jpg)
