من تحت الركام ولد الأمل.. كيف أصبح ٧ أكتوبر نقطة تحول لغزة؟

لم يكن السابع من أكتوبر مجرد تاريخا محفورا في الذاكرة الفلسطينية كرمزا للألم، بل تحول مع مرور الوقت إلى محطة غيرت ملامح المشهد السياسي والإنساني في العالم.
فما بين أصوات الانفجارات وصدى المعاناة التي عاشها أهل غزة، ولدت موجة جديدة من الوعي العالمي، وأُعيد طرح القضية الفلسطينية في المحافل الدولية بزخم غير مسبوق، حتى أصبحت محورا للنقاش بين قادة العالم وصانعي القرار.
خلال العامين الأخيرين، شهد العالم تحولا واضحا في المواقف الغربية تجاه فلسطين، إذ أعلنت دول مثل بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة وُصفت بأنها "تاريخية" وفقًا لتقارير رويترز والجزيرة الإنجليزية.
هذا الاعتراف لم يكن ليحدث لولا ضغط الرأي العام العالمي والمظاهرات الضخمة التي اجتاحت شوارع لندن وباريس ونيويورك وسيدني، مطالبة بوقف القصف وإنهاء المأساة الإنسانية في القطاع، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
لكن التحول الأعمق لم يكن في المواقف الرسمية فحسب، بل في القلوب والعقول، فحتى داخل بعض الأوساط اليهودية في الغرب، بدأت أصوات جديدة تُعلن رفضها للعنف وتدعو إلى حلا عادلا يعترف بمعاناة الفلسطينيين، كما أشارت صحيفة الغارديان البريطانية.
ومع هذه التغيرات المتسارعة، بدا واضحا أن ما اعتبر يوما نقطة انهيار، تحول إلى نقطة انطلاق.
فقد أجبر الألم العالم على النظر مجددا نحو غزة، ليس كرقعة منكوبة على الخريطة، بل كرمزا للثبات والصمود الإنساني.
اليوم، وبينما تستضيف مصر لقاءات دولية سعيا لإرساء السلام في المنطقة، يدرك الجميع أن الطريق إلى الهدوء بدأ من قلب العاصفة، وأن ٧ أكتوبر لم يكن نهاية القصة، بل بدايتها الجديدة.