أبعاد الأزمة الدبلوماسية بين إيران والغرب.. خبيرة تكشف الكواليس

كشفت الدكتورة شيماء المرسي، الخبيرة في الشأن الإيراني، أبعاد الأزمة الدبلوماسية بين إيران والغرب، موضحة أن النظرة السلبية تجاه طهران تعززت في الرأي العام الأوروبي بعد احتجاجات مهسا أميني عام 2022، حيث ضغطت منظمات المجتمع المدني على الدول الأوروبية لإعادة النظر في علاقاتها مع إيران. كما قدمت المعارضة الإيرانية داخل المؤسسات السياسية الأوروبية تحليلات معادية للقيادة الإيرانية، ما دفع أوروبا إلى تشديد التوتر وممارسة أقصى درجات الضغط.
وأيضاً لعبت التحالفات الحاكمة من الاشتراكيين إلى المحافظين واليمين دورًا في تحويل السياسة الخارجية الأوروبية من سياسات براغماتية إلى سياسات تضع القيم في صدارة الأولويات. نتيجة لذلك، باتت إيران ليست مجرد تهديد أمني وعسكري، بل تحديًا حقيقيًا للقيم والإيديولوجيا الأوروبية، وفق تحليل «المرسي».
وأوضحت أنه نتيجة لذلك، لم تُجدِ جهود التهدئة الدبلوماسية حين لجأت أوروبا عمدًا إلى المواجهة، لأن تصورها عن إيران تغير إلى دولة تهدد الأمن والنظام العالمي والمعايير التي تسعى أوروبا للحفاظ عليها. في المقابل، لم تهتم إيران كثيرًا بالتهدئة نتيجة تاريخ من التوتر وعدم التزامها الكامل بتعهداتها النووية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، ما أدى إلى فقدان الثقة واشتداد الشعور بالتهديد المتبادل.
وذكرت أنه من أجل هذا، جرفت إيران أوراق المناورة نحو سياسة الرهان بالنار، إذ وجه أكثر من 70 نائبًا في مجلس الشورى الإسلامي رسالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي ورؤساء السلطات الثلاث، طالبوا فيها بإعادة النظر في العقيدة الدفاعية المتعلقة بالسلاح النووي.
وكانت هذه الرسالة مماثلة لرسالة العام الماضي، لكن عدد الموقعين ارتفع من 39 إلى 70. ووفقًا لتقرير صحيفة جماران الإيرانية، أكد النواب على ضرورة إعادة النظر في العقيدة الدفاعية وفق فقه الإمامية، مشيرين إلى أن استخدام السلاح النووي يُعد خرقًا لفتوى قائد الثورة الإسلامية الصادرة عام 2009، بينما يختلف الأمر بالنسبة للتصنيع والاحتفاظ به لأغراض الردع.
وأوضح الزعيم الإيراني في مقابلة متلفزة أن إيران لا تسعى إلى سلاح نووي، لكنها ستواصل تخصيب اليورانيوم باعتباره حقًا تقنيًا وسياديًا، وأن الحفاظ على هذه القدرة يُسهم عمليًا في خلق عامل ردع يُصعب فرض الشروط والتهديدات عليه. هذا الخطاب الإعلامي يشي إلى اعتماد إيران على القدرة النووية كآلية ردع، مع إبقاء خيار الاستخدام ممكنًا في حالات الخطر الوجودي، ما يضع البلاد على مسار سياسة حافة الهاوية النووية، حيث تصبح القدرة النووية الورقة الأبرز في لعبة الرهان بالنار مع الغرب.