النهار
الجمعة 5 سبتمبر 2025 12:36 صـ 11 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بلومبرج إنتليجنس: الجنيه المصري سيظل قويا رغم خفض الفائدة المفاجئ أبوالغيط : اتفاق عربي على ضرورة وقف حرب الإبادة في قطاع غزة ورفض تصفية القضية الفلسطينية امام الوزاري العربي : الصفدي يدعو لاستراتيجية عربية شاملة لحماية امن المنطقة غدًا.. الفرصة الأخيرة لتسجيل رغبات طلاب المرحلة الثالثة للثانوية العامة محافظ كفرالشيخ يوجه بصيانة الصرف الصحي بمشروع خفض المنسوب بقرية عبد الباعث الفقي رسميًا.. المستشار مجدي البري يفوز بعضوية مجلس الشيوخ عن الغربية إخلاء سبيل المتهم في واقعة ”فتاة المانيكان” بالمحلة بعد التصالح ابنة المحلة تتوج بالمركز الأول في كأس مصر للجمباز الفني حادث مروع على طريق المحلة – طنطا.. سيارة مسرعة تدهس سيدة مجهولة الهوية الثلاثاء المقبل.. تكريم هالة صدقي فى مهرجان بردية السينمائى دورة وحيد حامد عقب أحالتها لمجلس تأديب.. بدرية طلبة : أنا موجودة وهكمل شغلي و أدواري بتعيش سنين ”ربنا يشفيك و يعافيك و يبعد عنك شرور الناس”...زوجة محمد اوتاكا تكشف عن تعرضه لوعكة صحية

حوادث

قاعة الجنايات تحتدم بمرافعة النيابة: غل دفين وغدر أسود وراء جريمة هزّت المجتمع

المستشار محمد جاد الحق – وكيل النائب العام بنيابة الخصوص الجزئية
المستشار محمد جاد الحق – وكيل النائب العام بنيابة الخصوص الجزئية

شهدت قاعة الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات شبرا الخيمة، برئاسة المستشار راغب محمد راغب رفاعي، وعضوية المستشارين أمير محمد عاصم، وأحمد عبد القهار زهوى أحمد، ومحمد يسري البيومي، وأمانة سر رضا جاب الله، مرافعة نارية هزّت أرجاء القاعة، ألقاها المستشار محمد جاد الحق – وكيل النائب العام بنيابة الخصوص الجزئية – في القضية رقم 1841 لسنة 2025 جنايات الخصوص، والمقيدة برقم 585 لسنة 2025 كلي جنوب بنها.

مرافعة النيابة جاءت تحت عنوان: "جريمة طعن بشعة هزّت الضمائر.. ولن تمر بلا حساب"، حيث طالبت بإنزال أقصى العقوبة على سائق تجرد من إنسانيته، وأقدم على إنهاء حياة شاب في ريعان عمره، بعدما سدد له عدة طعنات قاتلة بسلاح أبيض "مطواة"، إثر مشادة كلامية على أولوية تحميل الركاب بدائرة قسم الخصوص بمحافظة القليوبية.


وبدأ المستشار محمد جادالحق - وكيل النائب العام - بنيابة الخصوص الجزئية، مرافعتة بقوله "بسم الله الحق.. بسم الله العدل.. بسم الله المنتقم الجبار".. قال تعالى في محكم تنزيله.. بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) صدق الله العظيم.

"الدم المسفوك لن يذهب هدراً"
وقال السيد الرئيس و الهيئة الموقرة.. العدالة ليست خياراً بل هى حقً لكافة البشر.. والدم المسفوك لن يذهب هدراً.. ما دام العدل هو الحَكم والميزان.. اليوم لا نقف لنترافع فى قضيةً مأساويةً.. وحسب بل لنقيم ميزان العدل.. ولنثبت أن الدم الطاهر ورائه مُطالب.. ونؤكد أن القانون لن يكون يوماً حبراً على ورق.. بل هو درع المجتمع وحصنه الحصين.. وهو السيف المسلط على رقاب المجرمين

"مشاهد مفجعه وذكرى دامية"
وأشار "جاد الحق" أننا اليوم نقف أمام مشهداً مفجعاً.. أمام جريمةٍ تجرد فيها الإنسان من إنسانيته.. وطغي فيها الغدر... فسُفك الدماء دون رحمة أو وازعٍ.. فاليوم أقَدم المتهم على إنهاءِ حياة المجنى عليه.. فحوٌله إلى مجرد ذكرى دامية.

"جرمًا بشعاً"
وأضاف وكيل النائب العام أن جريمة اليوم.. جريمةٌ لم تكن نتيجة لحظة انفعال.. ولا وليدة الصدفة.. بل كانت نتيجة شرٍّ استيقظ في نفس المتهم.. فقادته يداه إلى ارتكاب فعلٍ يأباه الدين.. ويرفضه الضمير.. وتشمئز منه الفطرة البشرية.. لقد عَظم الشرع المطهر حرمة الدماء ونهى عن قتل النفس بغير حق.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (والذي نفسي بيدِهِ لقَتلُ مؤمنٍ أعظمُ عندَ اللهِ من زوالِ الدُنيا).. لافتا إلي أن اليوم أستباح المتهم ما حَرم الله سبحانه وتعالى.. فأرتكبت يده الآثمة جرماً بشعاً على نفسٍ بشريةٍ معصومة، متعمدٍ إزهاق روحها.

"جريمة اهتزت لها الجرائم"
وأوضح المستشار "محمد جاد" أن فى محكمةٍ لم ولن تكون يوماً إلا حصناً للحق وسداً منيعاً فى وجه الغدر والطغيان.. نقف أمام حضراتكم لنعرض وقائع هذه الجريمة التى أرتكبها المتهم بقلبٍ خالٍ من الرحمة والندم.. وجريمةً أهتزت لها ضمائر البشر.. وأنكشفت فيها ظلمة النفس حين يغيب عنها الضمير.. وتجرد فيها المتهم الماثل أمامنا من أدنى مشاعر الإنسانية.. ليرتكب جريمةً لا تبررها خلافات ولا يغفرها الزمن.. أزهق روح المجنى عليه.. وبكل إصرارً ورغبةً جامحةً فى إنهاء حياة المجنى عليه.

"وقائع مؤلمة"
وذكر المستشار "جاد الحق" أن وقائع دعوانا تبدأ بمجنى عليه شاباً فى منتصف العقد الثالث من العمر ويدعى "أحمد السعيد الشحات" شاباً أعتاد تحمل مشقة العمل لتوفير المال لأسرته.. يستيقظ صباحاً ليقود دراجته.. سعياً لكسب قوت يومه شاباً فى ريعان عمره.. يكابد مشقة طريقه وحرارة شمس الصباح.. لم يكن يعلم أن يوم الثالث من شهر فبراير لهذا العام.. سيقابل وحشاً لم ينصت يوماً لصوت الحكمة.. لم يكن يعلم أن من يعمل ذات عمله ويحمل ذات مشقته.. هو ذات الإنسان الذى سيتجرد من إنسانيته.. ويزهق روحه.

"المتهم أستسلم للشيطان"
قائلاً هنا يا سادة أتحدث عن المتهم القابع خلف القضبان أمامنا اليوم المتهم "خالد سامى محمد"، ذلك الذى فرت الرحمة من قلبه أقدم عامداً متعمداً على إزهاق روح المجنى عليه.. كانا شريكين فى ذات المهنة.. يتقاسمان الطريق والرزق.. إلا أن المتهم أستسلم لشيطان الغضب والإنتقام.. المتهم شاباً فى نهاية العقد الثانى من العمر.. لم يكن غريباً عن المجنى عليه بل كان يعمل ذات عمله.. ولكنه ويا للأسف خانه فى أعز ما يملك الإنسان وهى حياته.. أرتكب جريمةً تتحدث عن نفسها فهو قاتلً معتدٍ على حرمة النفس.

"قاتل معتد على حرمة النفس"
وإستكمل وكيل النيابة "جاد الحق" أن جريمة اليوم بدأت فى الرابعة مساءاً من يوم الثالث من شهر فبراير لهذا العام كان كلاً من المتهم والمجنى عليه يقف منتظراً لرزقه.. فحدثت بينهما مشادة كلامية بينهما على أسبقية دور كلاً منهما لتوصيل الركاب رغب المجنى عليه فى توضيح وإبلاغ رأيه للمتهم ظناً منه أن زميله سيستمع لصوت العقل والحكمة فلا خلاف دون حل.. وأى خلاف مهما تعاظم... لا يكون مبرراً للقتل وإزهاق الروح.. ولكن المتهم الماثل أمامنا كان له رأيً آخر.. فما أن حدثت المشادة بينهما.. وتدخل المارة للفصل بين كلاً منهما.

"نيران لم تنطفيء الا بالدماء"
لافتا إلي أن المجنى عليه استمع لصوت العقل.. وسمع المتهم لهمسات الشيطان.. وأتخذ من الشر والغدر ما يكفى.. وبدل أنفاسه داخل رئتيه.. بشعلة نيران لم تنطفئ إلا بدماء المجنى عليه.. فتوجه للدراجة خاصته وأحضر سلاح الجريمة (مطواه) أداة قاتلة لا تستخدم إلا من قاتل.. متهماً معتاد حمل الأسلحة البيضاء يحتفظ بسلاحاً قاتل لينهى به أى خلاف.. لم يفكر لحظة بل بادر بقتل النفس.. أظهر أبشع صور الإجرام فأنهال على مناطق قاتلة بجسد المجنى عليه.. مستخدماً سلاحه القاتل ليس بطعنةً واحدة بل بثلاث طعنات بمنطقة الرقبة والصدر.

"طعنات قاسية"
وإستطرد وكيل النائب العام أن المتهم لم يطفئ نيران صدره ضربةً واحدة.. ليتعدى عليه بثلاث طعنات بمناطق قاتلة.. أتخيل لو أن يد المتهم كانت لها إرادة مستقلة عنه.. لشلت أطرافها أو بترتها لتمنعه من إرتكاب مثل هذا الجُرم البشع.. كانت تلك الضربات كافية ليغرق المجنى عليه بدمائه.. ما حدث لم يكن دفاعاً عن النفس التى هدئت.. بل كان إعتداءً صارخاً على المجنى عليه وهو أعزل.

"لحظات وحشية وغادرة"
موضحا "جاد الحق" أن المتهم هدأ وأستمع للشيطان وتوجه لدراجته.. فأحضر السلاح الأبيض وأزهق روح المجنى عليه متعمداً.. استخدم المتهم أداة قاتلة وسدد بها طعناتً متكررة ومتتالية.. كانت كافية لإنهاء حياة المجنى عليه فى حينه.. لحظات تجرد فيها المتهم من العقل والرحمة.. وعلى الرغم من أن المارة قد فصلوا بين المتهم والمجنى عليه.. إلا أنه تعمد إنهاء الخلاف بإزهاق الروح والقتل.. لم يخطر لذهن المجنى عليه أن المتهم.. سينقض عليه بتلك الوحشية فى لحظةً غادرة وينهال عليه بالطعنات.. بمناطق قاتلة من جسده.. مستخدماً أداة لا يحتمل بل مؤكد أنها حين.. تخترق مناطق ضعيفة مثل بجسد الإنسان مثل الرقبة والصدر ستؤدى إلى الوفاة.

"لحظة عابرة تركت تساؤلات كثيرة"
وتسئل وكيل النائب العام يا حضرات هل الجريمة التى نقف لنواجهها اليوم كانت نتيجة لحظة عابرة؟ أم كانت نتيجة فعل قتلً متعمد حتمى الحدوث ونتيجته معلومة للعاقل والبالغ؟.

"غلً دفين لم توقفه الرحمة"
وأشاد المستشار "محمد" أن العدالة لا تعرف التراخى ولا تتفق إلا مع ميزان يُثقلِه الحق.. والروح التى أُزهقت لن تعود.. والأسرة التى فقدت شابها لن يضمد جرحها سوى.. حكمً رادعً يثقل ميزان العدل والحق.. فالمتهم أرتكب جريمته متعمداً لا بدافع الدفاع عن النفس أو كانت أفعاله وليدة اللحظة.. بل نتيجة إعتداءً غادرً ومتعمد.. وغلً دفين لم توقفه الرحمة الا الحكمة.. فأخذوه بجريرته جزاءً وفاقاً لما أتاه من إثم.

"أدلة تؤكد إرتكاب الواقعة"
وقال "جاد الحق" السيد الرئيس الهيئة الموقرة.. عرضنا على حضراتكم وقائع الدعوى ونستعرض الآن أدلتنا على إرتكابها.. أدلةً تضافرت لتؤكد أرتكاب المتهم للجريمة.. وقد أقامت النيابة العامة الأدلة قَبل المتهم.. ومستهلها إقرار المتهم ذاته.. بما أقترفت يداه.. ويعقبها ما ثبت بشهادة شهود الواقعة.. وما.. جاء بتقرير الطب الشرعى ولحقه وأكدته تحريات جهات البحث.. كل ذلك جاء مترابطاً.. متناسقاً.. قاطعاً.. لإثبات ما أرتكبه المتهم القابع أمامنا خلف القضبان... وجاءت شهادة الشهود مؤكدة لإقرار المتهم.

(استكمال الأدلة)
بما جاء بتحريات جهات البحث وما شهد به مجريها، من أن تحرياته النهائية توصلت إلى أن السلاح الأبيض المستخدم فى إرتكاب الواقعة ملكً للمتهم، كما توصلت التحريات أن المتهم قام بالتعدى على المجنى عليه بإستخدام السلاح، الأبيض بثلاث ضربات أستقرت برقبته وصدره.

بالنسبة للأدلة الفنية القاطعة
ونختم بما ثبت بتقرير الصفة التشريحية الخاص بالمجنى عليه.. أنه أصُيب بجرح بيسار العنق (7) سبعة سنتيمتر وأخر بيسار الصدر أثنان سنتيمتر وكلاً منهما إصابة حيوية حديثة ذات طبيعة طعنية نافذة حدثت من الطعن بجسم صلب ذو حافة وطرف مدبب وجائزة الحدوث من مثل المطواه وبتاريخ معاصر للواقعة... وتعزى الوفاة إلى الإصابة الطعنية النافذة بالصدر لما أحدثته من قطع نافذ بالقلب ونزبف دموى إصابى غزير أدى إلى صدمة نزفية مرتجعة أنتهت بالوفاة.

"عدواناً غاشماً"
وأكد وكيل النائب العام ها هى الأدلة تنطق والحقائق تصُمت كل إفتراء فتثبت أن الجريمة كانت عدواناً غاشماً.. وقُوده الغدر.. وسلاحُه الخسة.. وضحيته إنساناً أعزل.. أرتكب المتهم جريمته وسلب الحياة.. من شاباً.. لمجرد خلافٍ لا تكون نتيجته.. أزهاق روح شاباً بدمً بارد.. جاءت جريمته صرخة فى وجه الحكمة والأمان.

"مطالبة بالقصاص"
الهيئة الموقرة لقد أستعرضنا أمام عدالتكم وقائع وأدلة هذه القضية.. التى تجسد أبشع صور التعدى على الحق فى الحياة.. ذلك الحق المقدس الذى لا يجوز المساس به تحت أى ظرف.. إن العدالة لا تعرف التردد دائماً وأبداً.. وخاصتاً حين يتعلق الأمر.. بروح بريئة أزُهقت دون وجه حق.. إن النيابة العامة تتشرف دائماً بتمثيل هذا المجتمع وتطالب عدالتكم بتوقيع أقصى عقوبة يقررها القانون على المتهم الماثل أمامنا اليوم.. ليكون حكمكم عنواناً للقصاص والردع.. وصوتاً للعدالة ووفاءً لحق من راح ضحية الغدر.

"يد العدالة ستطال كل من تُسول له نفسه"
موضحاً المستشار "محمد جاد" إن العدالة دائماً ليست مجرد حكم يُصدر.. بل هى رسالة تبعث للمجتمع بأسره أن القانون هو الحصن الحصين لحفظ النفس.. وأن يد العدالة ستطال كل من تُسول له نفسه أنتهاك هذا الحق.. أن حكمكم دائماً سيكون رادعاً لمن يستهين بالأوراح.. وتأكيداً على أن العدالة ستظل الملاذ الآمن لكل من ظُلم

(رسالة للمجتمع)
مضيفاً إن النيابة العامة بصفتها الحارس الأمين على المجتمع والقانون.. تؤكد أن الجريمة لن تمر دون حساب.. ورسالتنا إلى مجتمعنا.. أن الأمن والاستقرار لا يتحققان إلا بحماية قيمنا وأخلاقنا الراسخة.. إن المجتمع القوى هو الذى يُبنى بالعدل.. والرحمة وليس بالعنف والإعتداء.. وتأكدوا دائماً أن القيم الأخلاقية والدينية.. هى الحصن الذى يحيمنا جميعاً.. وإعلاء صوت الحكمة والرحمة.. يحفظنا من السقوط فى دوامة العنف والجريمة .. حفظ الله مجتمعنا أمناً.. وأدام علينا نعمة العدل والإستقرار.

وأختتم وكيل النائب العام المستشار "محمد جاد الحق" مرافعته بقوله تعالى وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ.. صدق الله العظيم.