في ذكرى ميلاد إيهاب نافع.. الطيار اللي دخل عالم الفن وتزوج 13 مرة وخدع إسرائيل

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان إيهاب نافع، أحد أبرز نجوم السينما في الستينيات والسبعينيات، والذي جمع بين الوسامة والحضور القوي، وبين مسيرة فنية لافتة وخلفية عسكرية واستخباراتية مثيرة. بدأ حياته طيارًا في سلاح الجو المصري، واختير ليكون الطيار الخاص للرئيس جمال عبد الناصر، قبل أن يدخل عالم الفن ويتحول إلى نجم على الشاشة، ثم تروي الأيام عن دوره في عمليات مخابراتية سرية، وزيجات متعددة كان أشهرها من الفنانة ماجدة الصباحي.

ولد إيهاب نافع في حي الموسكي بالقاهرة في 1 سبتمبر 1935، ونشأ في أسرة ميسورة. التحق بالكلية الجوية وتخرج فيها عام 1955، ليبدأ مسيرته كطيار مقاتل، قبل أن يُعين طيارًا خاصًا للرئيس جمال عبد الناصر، وهي الوظيفة التي طالما اعتز بها، وكانت سببًا في منحه الهيبة والوقار.

شاءت الأقدار أن يلتقي الفنانة ماجدة في حفل بالسفارة الروسية، ليدور بينهما حوار طويل، انتهى بعرضه توصيلها إلى منزلها، واستمر المشوار لساعات. بدأت القصة بكلمات بسيطة: هي أخبرته أنها مطلقة، وهو قال لها إنه يملك مفتاح قلبها المغلق، وأن لديه ابنًا من زواج سابق. ولم تمر أيام حتى هبط الطيار بنجاح في قلب الفنانة الرقيقة.

في عام 1963، تزوج إيهاب نافع من ماجدة، وأقيم الحفل في فندق هيلتون، ورُزقا بابنتهما غادة. بعد أشهر، أقنعته ماجدة بدخول مجال التمثيل، فوقف أمامها في أول أعماله "الحقيقة العارية"، وهناك تلقى صفعة حقيقية منها أمام الكاميرا باتفاق مع المخرج، كي يكون أداؤه طبيعيًا.

اشترك مع ماجدة في خمسة أفلام، لكن علاقتهما الفنية توقفت مع الطلاق، الذي جاء بعد 4 سنوات من الزواج، بعدما غادر نافع إلى بيروت بسبب خلافات سياسية منعته من العودة إلى مصر، بينما فضّلت ماجدة البقاء في القاهرة لمواصلة مشوارها الفني. هو وصف الطلاق بأنه كان بسبب تدخلاتها الكثيرة في عمله، وهي قالت إنها أرادت زوجًا يكون إلى جوارها لا دائم السفر، ورفضت ما قيل عن غيرتها عليه بسبب وسامته.

وجاء الطلاق بينهما في جلسة عشاء هادئة في أحد مطاعم بيروت، واتفقا على البقاء أصدقاء، ووصفت ماجدة الطلاق بأنه "أبيض". أما آخر أفلامهما سويًا، فكان "النداهة" عام 1975.

ورغم أن ماجدة لم تتزوج مرة أخرى، إلا أن إيهاب نافع خاض 13 تجربة زواج، أشهرها من "فالتراود بيتون"، أرملة رجل المخابرات رفعت الجمال الشهير بـ"رأفت الهجان"، واستمر زواجهما 7 سنوات. كما تزوج من سيدة أسترالية وأنجب منها طفلين، وعاش معها فترة في أستراليا، ثم ارتبط بصحفية خليجية، وسيدة أمريكية من أصل ألماني، وأخرى أردنية. وكانت ابنته غادة نافع قد أكدت في تصريحات سابقة أن والدها كان حريصًا على تعريف كل زوجة جديدة بوالدتها ماجدة.

في مذكراته، ذكر نافع أنه تزوج "فالتراود" حفاظًا على سمعتها، بعد أن ترددت شائعات عن ارتباطه بها، لكنه طلقها لاحقًا بعد خلاف مالي، مؤكدًا أنها استولت على مبلغ كبير منه، فقرر إنهاء العلاقة.

ورغم مشواره في الفن، فإن إيهاب نافع كان يحمل خلفية استخباراتية، وقد نجح في إقناع إسرائيل بأنه عميل مزدوج، وكان صديقًا لقائد القوات الجوية الإسرائيلية "عزرا وايزمان" – الذي أصبح لاحقًا رئيسًا لإسرائيل – واستغل تلك العلاقة لنقل معلومات للمخابرات المصرية، مقابل حصوله على معلومات أخرى.

وذكر نافع في مذكراته أنه تولى توصيل رسالة سرية من الكونجرس الأمريكي إلى الرئيس أنور السادات، خلال مفاوضات كامب ديفيد، تتضمن وعودًا بتعويضات عن التنازلات التي سيقدمها.

قدم إيهاب نافع عددًا من الأفلام الناجحة مع ماجدة، منها: "الحقيقة العارية"، "النداهة"، "القبلة الأخيرة"، و"هجرة الرسول"، إلى جانب أعمال أخرى مثل: "المدمن"، "دموع صاحبة الجلالة"، "اللعبة الأخيرة"، "طريق بلا نهاية"، و"عصابة النساء". أما في التلفزيون، فقد شارك في مسلسل وحيد بعنوان "حواديت فكري أباظة".

ورحل إيهاب نافع في عام 2006، لكنه ترك سيرة مثيرة قلّما تتكرر، جمعت بين الطيران والتمثيل، المخابرات والسينما، الحب والزواج، وظلت حياته أقرب لفيلم ممتد من أول مشهد حتى النهاية.