النهار
الأحد 21 سبتمبر 2025 12:56 صـ 27 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
ثلاثية شعرية لفيروز مخول تزين سماء معرض نورشوبينغ رئيس البرلمان العربي: انتخاب السعودية عضواً في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد الدور الريادي للمملكة في تعزيز منظومة الأمن النووي... د. محمد راشد: قفزة الإيجارات 25.5% تعكس تحديات القدرة الشرائية.. والتمويل العقاري الممتد جزء من الحل وليس الحل الكامل غداً.. مدراس جنوب سيناء تستعد لإستقبال العام الدراسي الجديد ديجيتال إيكونوميكس تمثل مصر في مؤتمر Odoo Experience 2025 ببلجيكا استثمارات جديدة في مراكز الشباب.. تطوير شامل بمركز التنمية الشبابية بشبين القناطر وكيل وزارة الشباب والرياضة بالغربية يشهد الجمعية العمومية الخاصة لنادي السنطة الرياضي لفتة إنسانية.. نائب محافظ سوهاج وكيلاً عن عروس يتيمة في عقد قرانها برلماني عن مبادرة الاستفادة من الأطباء بالخارج: لدينا العديد من العلماء والكفاءات المصرية انطلاق تصوير مسلسل لعدم كفاية الأدلة ويناقش قضايا لم تُغلق بسبب نقص الأدلة تحت اسم”سميحة أيوب”.. انطلاق الدورة الثالثة لمهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة أنغام تطرح”سيبتلي قلبي” بعد تعافيها

صحافة

نقيب الصحفيين يُهنئ ”الأهرام” بمناسبة مرور 150 عامًا على إصدارها

خالد البلشي نقيب الصحفيين
خالد البلشي نقيب الصحفيين

هنّأ خالد البلشي نقيب الصحفيين، جريدة الأهرام، والصحفيين، والعاملين فيها؛ بمناسبة مرور 150 عامًا على إصدارها.

وجاء نص تهنئته كالتالي:

العراقةُ ليست عُمرًا يُحسَبُ بالسنين، بل مواقفُ تُنقَشُ على جَبينِ التاريخ، والأهرامُ خيرُ شاهدٍ على ذلك طوال سنوات عمرها المائة والخمسين.. فتحيةٌ من القلب لكل صحفي وعامل وإداري شارك في صياغة هذا التاريخ ولو بحرفٍ واحدٍ، طالما بقيَ ينبضُ بالحقيقة.

مائةٌ وخمسون أغنيةً وباقةَ وردٍ لأجلِ مائةٍ وخمسين عامًا من البحثِ عن الحقيقة، تخلّلَها أكثرُ من خمسين ألفَ زهرةٍ يوميةٍ - في صورة عددٍ مطبوعٍ - تفتّحَت في عمرِ الوطن..

مائةٌ وخمسون عامًا شهدتْ ميلادَ دولٍ وميلادَ صحفٍ ومؤسساتٍ، وبقيت خلالها الأهرامُ بيتًا للصحافةِ المصريةِ، وعنوانًا لعراقتِها، مع كافة المؤسسات الصحفية: دار الهلال وفي القلب منها مجلتي الهلال والمصور، ودار المعارف وروزاليوسف، والتي تجاوزت أعمارُها عمرَ أوطانٍ ودولٍ، واحتفلنا معا بتجاوزِها جميعًا المائةَ عامٍ، وستلحقها مؤسستا أخبار اليوم ودار التحرير لينضما لنادي مائة عام صحافة، في رسالةٍ تقولُ إن الصحافةَ المصريةَ باقيةٌ وستبقى قادرةً على تجاوزِ كلِّ العقباتِ مهما كانتِ الأزماتُ والتحدياتُ التي تواجهُها.

في ذكرى مرورِ مائةٍ وخمسين عامًا على انطلاقةِ الأهرامِ، صرحِ الصحافةِ العربيةِ، فإن التهنئةَ تتجاوزُ حدودَ الأهرامِ الجريدةِ والمؤسسةِ العريقةِ، وتمتدُّ لجميعِ الصحفيينَ المصريينَ، الذين يحملون مشعلَ الحقيقةِ جيلاً بعد جيلٍ، لتقولَ لهم جميعًا: إنَّا أبناءُ مهنةٍ قوية، عفية جديرة بالبقاءِ.

كما تمتدُّ التهنئة إلى الصحافةِ المصريةِ بأسرِها، ويكفي وقفةٌ عند حدودِ العامينِ الماضيينِ اللذينِ شهدا محطّاتٍ تاريخيةً توثّقُ رسوخَ إرثِ مصرَ الإعلاميِّ، بدءًا بمئويةِ "روز اليوسفِ" التي أسّستْ للصحافةِ الجريئةِ الحُرّةِ، ومرورًا بمئويةِ "المصوّرِ" الذي حفظَ ذاكرةَ الأمةِ بالصورةِ والكلمةِ، من خلال مؤسسةِ دار الهلالِ المؤسسةِ الصحفيةِ العريقة والتي أكملتْ 133 عامًا، ودارِ المعارفِ التي تكملُ عامَها الـ 135 بعد أن أثْرَتِ المكتبةَ العربيةَ بروائعِ المطبوعاتِ الأدبيةِ وكنوزِ التراثِ العربيِّ. وتلاحقُهما جميعًا مؤسستا أخبارِ اليومِ ودارِ التحريرِ. ووسطَ ذلك كلِّه، وفي مقدمته يأتي الاحتفالُ بمرورِ 150 عامًا على صدورِ الأهرامِ ليتوّجَ المشهدَ: فالأهرامُ ليست مجردَ صحيفةٍ، لكنّها ذاكرةٌ للتّاريخِ الحديث وسجلٌّ حيٌّ شهدَ تحوّلاتِ مصرَ عبرَ العصورِ.

فمنذ عددِها الأولِ عامَ ١٨٧٥، كانتِ الأهرامُ: مرآةَ الوطنِ وحارسَ ذاكرتِه، وارتبطتْ برموزِه وبمحطّاتِه التاريخيةِ ومصيرِه ارتباطَ الجذورِ بالأرضِ. واكبتْ محطّاتِ التأسيسِ والنضالِ، ووثقت للانتصارات وتجاوزت الهزائم، ورافقتْ محاولاتِ الدفاع عن المهنة وتأسيسِ نقابةِ الصحفيينَ وتلازمتْ معها منذ نهايةِ القرنِ التاسعِ عشرَ وحتى اكتمالِ حلمِ التأسيسِ عامَ ١٩٤١، فكانتْ شاهدًا على نضالِ رموزِ المهنةِ وروّادِها من أجلِ حرّيةِ الرأيِ. وهي اليومَ – مع باقي المؤسساتِ الصحفيةِ المصريةِ – تُشكّلُ إرثًا لا يُقدَّرُ بثمنٍ، خاصّةً عندما تتهيّأُ الظروفُ لتعكسَ صوتَ الصحافةِ المُقتحمةِ لقضايا الشعبِ، وتكونُ مرجعيةً بصريّةً تُجسّدُ الزمنَ المصريَّ بكلِّ تفاصيلِه، ووسطَ كلِّ ذلك ستبقى "الأهرامُ" وشقيقاتها حجرَ الزاويةِ في بناءِ الوعيِ الوطنيِّ.

إنَّ الحفاظَ على هذه الصروحِ الإعلاميةِ لم يَعُدْ خيارًا، بل صارَ واجبٌ وطنيٌّ وأخلاقيٌّ؛ يكتملُ بالدفاعِ عن حقِّنا جميعًا في صحافةٍ حُرّةٍ تحمي هويّةَ الأمّةِ وتصونُ تاريخَها.
ولذا فإنَّه يقعُ على عاتقِنا جميعًا – مؤسساتٍ وأفرادًا – مسؤوليةُ السعيِ المشتركِ لِـ:

حمايةِ هذه المؤسساتِ وحمايةِ مهنةِ الكلمةِ من خلالِ دعمِ استقلاليّةِ الصحافةِ وتمكينِها ماديًّا ومعنويًّا، وترسيخِ المبادئِ التي قامتْ عليها، والدفاعِ عن قيمِ العدلِ والحريةِ كعنصرٍ أصيلٍ في رسالةِ الإعلامِ.

إنَّ الحفاظَ على هذه المؤسساتِ ضرورةٌ للتنوع، فقوةَ الصحافةِ أن تخرجَ من حيّزِ الصوتِ الأوحدِ، إلى ساحاتٍ للتعدّدِ الفكريِّ والحوارِ الوطنيِّ. وضمانُ بقائِها يعني الحفاظَ على عقدٍ اجتماعيٍّ جديدٍ يُعيدُ للكلمةِ قداستَها، ويجعلُ من الحقيقةِ ركيزةً للبناءِ.

في هذه المناسبةِ المجيدةِ، نُجدّدُ التأكيدَ على أنَّ الصحافةَ الجادّةَ ليست مجرّدَ وسيلة، بل هي ضميرٌ حيٌّ يولَدُ مع كلِّ لحظةِ بحثٍ عن الحقيقةِ، ويتجدّدُ مع جرأةِ الإصرارِ على نقلِها دونَ مواربةٍ. وسيظلُّ وجودُ صحافةٍ حُرّةٍ مسئولةٍ هو الضامنُ لاستمرارِ رسالةِ الحق، والكلمةِ الصادقةِ التي تُضيءُ ولا تُحرقُ. فالحريّةُ ليست ترفًا، بل ركيزةٌ تُحيي وجدانَ الأمةِ وتُصانُ بها كرامتُها.

وختامًا، كلُّ التحيةِ لأجيالِ الصحفيينَ الذين جعلوا من "الأهرامِ" مدرسةَ للفكر، لقد أثبتَتِ الأهرامُ وأثبتتْ صحافتُنا – عبرَ ١٥٠ عامًا – أنّها أصلبُ من كلِّ محاولاتِ كَتمِ الصوتِ، وأبقى من كلِّ تقلّباتِ الزمنِ بشرط أن تُفتَحَ لها آفاقُ التجددِ والتعبيرِ الحرِّ.

مائةٌ وخمسون ألفَ تحيةٍ للأهرامِ وصنّاعِها.

موضوعات متعلقة